الكذب قرآنهم.. القرضاوي يعترف بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر رغم نفي الجماعة الإرهابية
الأحد، 27 أكتوبر 2019 01:00 م
لن ينسى التاريخ الأحداث المؤلمة التي خلفتها ورائها جماعة الإخوان الإرهابية، وما تسببت فيه من ذكريات ستظل شاهدا على العنف التي مارسته الجماعة وأعضائها ضد الشعب المصري، ومنها حادثة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في مثل هذا اليوم 26 أكتوبر 1954، في قلب ميدان المنشية، عندما أطلقوا عليه الرصاص أثناء إلقاءه خطاب.
والقت قوات الأمن المصرية حينها، القبض على المتورطين في حادث المنشية وتقديمهم للمحاكمة التي قضت بإعدام عدد منهم، حيث ذكرت الصحافة وقتها، أنه بعد مرور أسبوع واحد على الحادث، عثر عامل بناء صعيدي يُدعى «خديوي آدم»، على المُسدّس الذي استخدمه محمود عبد اللطيف، في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، في ميدان المنشية، فقرر السفر من الأسكندرية إلى القاهرة، «سيراً على الأقدام»، ليُسلم المُسدّس بيده إلى الرئيس جمال عبد الناصر، وصدر حكم من محكمة الثورة في 4 ديسمبر 1954، بإعدام 6 من قيادات الإخوان، السجن المؤبد لـ 7.
ولم تختلف طريقة جماعة الإخوان الإرهابي على مدار التاريخ في الكذب، فعلى الرغم من إنكارهم على مدار سنوات تورطهم في حادث محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، إلا أن قياداتهم اعترفوا به، وهو ما جاء على لسان يوسف القرضاوي، في تصريح لقناة الجزيرة عقب عزل محمد مرسي، بأن المسؤل عن حادث المنشية، كان هنداوي دوير ومجموعته، بسبب قناعته بأن النظام كله قائم على عبد الناصر، ورصاصة واحدة له تكفي للقضاء على ثورة يوليو بكاملها.
وعن خبايا حادث محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، حكى «خليفة عطوة»، المتهم الثالث في القضية، قائلا: «استقطبتني جماعة الإخوان وكان عمري 18 سنة، بعدما سمموا أفكاري أما من هم في مثل سني، بأنهم سيحكمون البلد بعد اغتيال عبد الناصر، الذي وصفوه بالخائن بسبب اتفاقية جلاء الإنجليز عن مصر، فاتفقوا على اغتياله في الأسكندرية، وكنا 4 مكلفين بالعملية، 3 منهممن الشرقية، أنا وحافظ أمين من أبوحماد، وشاب من كلية حقوق الزقازيق، ومحامي، وترأس المجموعة محامي شاب، وركبنا القطار للاسكندرية، وذهبنا إلى حسن الهضيبي، وكان وقتها هاربا في فيلا، واقتصر دوري على إعطاء الإشارة بلحظة اغتيال جمال عبد الناصر، حيث وقف باقي المجموعة خلفه في المنصة، كأنهم تشريفة شباب الثورة».
وتابع: «كان محمود عبد اللطيف، يقف عند تمثال سعد زغلول، ومعه طبنجتان، لضرب عبد الناصر، فأعطيته إشارة بالضرب، فأطلق أول رصاصة طلقة أثناء ما كان عبد الناصر، يرفع يده الشمال لأعلى، فدخلت الطلقة تحت إبطه، بينما كان يقف خلفه 2 من المجموعة فمرت الطلقة من وسطهم، فيما أصابت الطلقة رأس محامي يدعى «أحمد بدر»، وتوفي في لحظتها، بينما مرت الرصاصة الثانية من أعلى كتب عبد الناصر، وأصابت شخص سوداني، وتوفي أيضا، لكن عند إطلاق الرصاصة الثالثة أوقفت إطلاقها لكني أصبت بـ 3 طلقات في ذراعي، ورغم ذلك فوجئنا بقائد مجموعتنا يبلغ عنا في قسم باب شرق، والقي القبض علينا وذهبنا إلى القاهرة، وتحددت لنا محاكمة عاجلة، وصدرت الأحكام في اليوم الثاني مباشرة.
ويحكي خليفة عطوة، مفارقة غريبة حدث معه بعد تصديق المحكمة على حكما بإعدامه ومعه أنور حافظ، قائلا: «الرئيس جمال عبد الناصر، كان سببا في نجاتي من حبل المشنقة، حيث فوجئت يوم التصديق على الحكم باصطحابي وزميلي أنور حافظ، لمقابلة عبد الناصر، الذي قال لنا: أنتم لا تنتمون للإخوان، وأنتم من الفدائين، لماذا شاركتما في إغتيالي؟، فقلت له يا أفندم حضرتك خونت البلد بتوقيعك اتفاقية الجلاء.. فشرح لي أن إنجلترا هي أكبر قوة في الشرق الوسط، وكان يجب أن تتنازل عن جزء حتى ترحل بعدها نهائيا».
وتابع: «صدر قرار بالعفو عني وزميلي، وأعادونا في سيارة خاصة إلى قريتنا، وبعدها بـ 3 أيام ظهرت نتيجتنا في كلية التجارة، وفوجئنا بسيارة جيش تصطحبنا لمقابلة عبد الناصر، الذي هنئنا بالنجاح وأصدر قرارا بتعيني سكرتيرا خاصا له، ولازمته حتى وفاته، وأشهد أنه كان مخلصا ومهذبا ووطنيا.