جرائم العنف ضد الأطفال عرض مستمر في مجتمعاتنا العربية .. ومطالبات بزيادة الوعي لتخفيض معدلتها
الخميس، 24 أكتوبر 2019 04:00 م
يبدو أن جرائم العنف ضد الأطفال لن تنتهي، وهو ما أكدته جريمة تعذيب الطفلة جنى وشقيقتها أماني التي تعرضتا للتعذيب بالكي بالنار علي يد جدتهما إلي أن لفظت الطفلة الصغيرة أنفاسها الأخيرة داخل إحدى المستشفيات عقب بتر ساقها التي ظلت مكسورة لفترة طويلة دون علاج.
وعقب فضح قصة الطفلة " جني " تم إحالة الجدة صفاء عبد الفتاح لمحكمة الجنايات وتطوع محامون كبار للدفاع عن الطفلة وأسرتها، مطالبين بالقصاص السريع والعادل من الجدة التي لم تأخذها شفقة أو رحمة بحفيدتيها.
كما علق الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قائلا : أن ما حدث للطفلة جنى فاجعة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وسنحاسب جميعا أمام الله على غفلتنا بحقها.
كما قام شيخ الازهر بالتكفل بعلاج الطفلة أماني شقيقة جنى، التي تعرضت للتعذيب أيضا نفسيا وصحيا داخل أحد المستشفيات ، فيما سيتم إلحاقها بأحد المعاهد التعليمية التابعة للأزهر وتعليمها على نفقة شيخ الأزهر.
وكانت الواقعة قد هزت الرأي العام المصري، وأثارت اهتماما واسعا، وأعادت قضية العنف الأسري لدائرة الاهتمام والنقاش من جديد وهو ما جعلنا نفتح هذا الملف .
لم تكن جريمة جني هي الوحيدة ما بين قصص الاعتداء علي الاطفال ، وممارسة العنف ضدهم فثقافة المجتمع المصري والعربي بصفة عامة في حاجة إلي زيادة الوعي بتلك الجريمة ، وذلك بسبب زيادة المعدل العنف ضد الاطفال بحسب الدراسة التي قامت بها المجلس القومي للأمومة والطفولة مع منظمة اليونيسيف الدولية في محافظات القاهرة، وإلاسكندرية وأسيوط،.
وكشفت الدراسة عن تعرض حوالي ثلاث أرباع الأطفال في المناطق التي شملتها الدراسة للعنف الجسدي، كما كان 87% من إجمالي الأطفال ضحايا للعنف النفسى، كذلك كشفت الدراسة عن النسبة العالية التي يتعرض فيها الطفل للعنف في مصر، حيث تحدثت الدراسة عن قطع الأعضاء التناسلية وتشويه الضحايا علاوة علي ختان الإناث التي كانت نسبته 56 % في القاهرة، و93% في الاسكندرية، و39 % في أسيوط، كما أظهرت الدراسة أن الأطفال والبالغين - بشكل عام -يعتبرون العنف ضد الأطفال وسيلة مقبولة من وسائل التأديب.
وكشف تحليل إحصائي للعنف ضد الأطفال - أجرته يونيسف في عام 2017 أن أكثر من بليون طفل حول العالم بين سن سنتين و9 سنوات يعانون من العقوبة الجسدية، كما أن واحدة من كل 9 فتيات ما بين سن 6 سنوات إلي 30 عام يتعرضن للعنف الجسدي، وهناك الكثير من النتائج والتبعات لهذا العنف، وقد يكون من الصعب علاجه، لأنه يؤثر سلبا على نمو الأطفال في كافة المجالات ، سواء كان جسديا، أو نفسيا، أو اجتماعيا.
ووفقا للمسح المشترك بين المجلس القومي للأمومة والطفولة واليونيسيف وجهاز التعبئة العامة والإحصاء الصادر عام 2015 عن العنف ضد الأطفال في مصر، قال إن الأطفال ما بين 8-9 سنوات الذين شاركوا في البحث تعرضوا لعنف جسدي بنسبة 50% في القاهرة، و56% في الإسكندرية، وأن الفتيان يتعرضون له بدرجة أكبر من الفتيات، كما أن الأطفال في 113.000 أسرة يتغيبون عن الدراسة سنويا نتيجة العنف الأسري.
وفقا للتقرير الصادر عن اليونيسيف عام 2016، فإن نسبة العنف الجسدى ضد الأطفال بلغت 93% من أطفال مصر ، سواء عن طريق الأسر أو في دور الرعاية، وذلك لضبط سلوكهم، أما العنف النفسي فتتراوح نسبته بين 40 و%50.
0c2587a3-c728-46f5-9a0f-1886bdfb7ad2