رئيس تونس خلال جلسة آداء اليمين: كل رصاصة من الإرهاب يقابلها وابل من الرصاص
الأربعاء، 23 أكتوبر 2019 03:02 م
أدى الرئيس التونسى المنتخب قيس سعيد اليمين الدستورية فى مجلس نواب الشعب اليوم الأربعاء، مشددا على عدم التسامح فى أى مليم من عرق التونسيين، مذكرا بأهمية القضاء على الإرهاب وأسبابه.
وقال قيس سعيد:"ان ما يعيشه التونسيون والتونسيات اليوم أذهل العالم بأسره لأن الشعب استنبط طرقا جديدة فى احترام كاملا للشرعية لم يسبقه اليه احد هو ارتفاع شاهق غير مسبوق فى التاريخ بل هى ثورة حقيقية بمفهوم جديد لان الثورات تقوم كما هو مألوف ضد الشرعية، ولكن ما حصل فى تونس هو ثورة حقيقية بادوات الشرعية ذاتها، ثم هى ثورة ثقافية غير مسبوقة ايضا والثورات الثقافية ليست كتبا تنشر او مناشير توزع بل هى وعى جديد وعى يتجر بعد سكون ظاهر وانتظار طويل هى لحظة تاريخية يتغير فيها مسار التاريخ بوعى الشعب بانه قادر على تغيير مساره فى الاتجاه الذى يريد".
وأضاف: "استعصى على الكثيرين فى تونس بل فى العالم باسره فهم هذه اللحظة التاريخية، ولا شك انهم سيدرسون بل بدأو يدرسون المثال التونسي بمؤسسات البحوث والدراسات كما لا شك كذلك انهم سيراجعون عديد المفاهيم التى استقرت فى الفكر السياس منذ عشرات العقود، ولا يمكن من هذا المكان بل فى كل مكان ان نتوجه الى كل التونسيين والتونسيات رجالا ونساء شيوخا واطفالا شبابا وكهولا فى تونس وفى كل اصقاع العالم باسمى ايات الشكر على ما بذلوه من جهود مدنية فى المدن والقرى والارياف والجبال وفى السهول تحت اشعة الشمس الحارقة والامطار المتهاطلة على ظهور الدواب وعلى الاقدام لانهم اقروا العزم على المضى قدما فى صنع تاريخ جديد، بل هم اثروا الموت من اجل الحياة اثروا الحرية والكرامة ولن يرضوا عنهما بديلا ..شكرا ايضا لمن اراد اختيار طريقا اخرى وانتخبه بكل حرية من ارتأى اختياره".
وتابع سعيد بقوله: "شكرا لا يرتقى وصف الى صفته الى ابناء هذا الوطن العزيز الذى اذهل العالم بما استنطبه من ادوات غير تقليدية انطلاقا من ايمانه العميق بمواصلة ش الطريق التى بدأ فى شقه فى 2010 ..ان الجميع هنا يحمل امانة كل من موقعه والامانة امانات امانة الاستجابة لابناء هذا الشعب فى الحرية وفى الكرامة فقد طال الانتظار ولا حق لاحد فى ان يخيب اماله شعبنا يريد ان يعبر الجسر بل هو بدا العبور فوق هذا الجسر الذى شيده بدمه وعرقه من الياس الى الامل من ظفة الاحباط الى ظفة البناء والعمل".
وأكمل: "لم يكتف الشعب التونسى فى هذه الايام الخالدة بدولة القانون بل تحول الى مجتمع القانون الكل حريص على فرض احترامه حتى الاطفال فى الصفوف الاولى منن التعليم الابتدائى ..ان الامانة ايضا التى لا شك بان الجميع يشعر بثقل اوزارها هى الحفاظ على الدولة التونسية، الكل سيمر ويمضى والدولة هى التى يجب ان تستمر وتبقى الدولة التونسية بكل مرافقها هى دولة التونسيين والتونسيات على قدم المساواة واو لالمبادئ التى تقوم عليها هى المرافق العمومية واول المبادئ هى الحياد الكل حر فى قناعته واختياراته لكن مرافق الدولة يجب ان تبقى خارج حسابات السياسية فمثل هذه الحسابات هى كالحشرات فى الثمار مالاها التعفن قبل السقوط وليس اخطر على الدول والمجتمعات من تالها من الداخل".
وأوضح: "أن الامانة ايضا هى الحفاظ على مكتسبات المجوعة الوطنية وثرواتها كل واحد من ابناء هذا الوطن العزيز يجب ان يكون قدوة ولا مجال للتسامح فى اى مليم واحد من عرق ابناء هذا الشعب العظيم وليستحضر الجميع فى كل ان وحين شهداء الثورة وجرحاها وكل الشهداء الذين ضحوا بانفسهم فداء لهذا الوطن وما زال العلم المفدى عند ذويهم مخضبا بدمائهم الطاهرة الذكية، لقد اثروا الموت على ان يعيشوا حياة الذل والهوان اثروا الموت لوضع حد لاهدار المال العام وشبكات الفساد، ومن الامانات وليست اقلها الوقوف متحدين فى مواجهة الارهاب والقضاء على كل اسبابه ان رصاصة واحدة من ارهابى ستقابل بوابل من الرصاص الذى يحده عد ولا يحصاه.
وقدم سعيد التحية للقوات المسلحة التونسية قائلا: "تحية متجددة لقواتنا المسلحة العسكرية، ولقوت الامن الداخلى، وللديوانة، الذين يواجهون بالحديد والنار، الارهاب وكل انواع الجريمة وارتفعت ارواح العديد منهم الى الرفيق الاعلى فى السموات العلى، لا يتسع المقام هنا للحديث عن الامانات كلها، فشعبنا امانة ودولتنا امانة وامننا امانة امنات الفقراء والبؤساء امانة، بل ان ابتسامة رضيع فى المهد امانة لنحمل هذه الامانات كلها بنفس الصدق والعزم وما ذلك علينا بكثير".
وقال قيس سعيد: "ليس هناك ما يدعو الى توجيه رسائل لانه تم توجيهها من منابر عدة كانت مضمونة الوصول الا من اعرض عن السمع او اراد تشويه الفحوى والمضمون ليكن الجميع واثقا انه لا مجال لا عمل خارج اطار القانون، وليكن الجميع على يقين ان الحرية التى دفع شعبنا ثمنها غاليا من اجل الوصول اليها وممارستها فى اطار الشرعية لن يقدر احد على سلبه اياها تحت اى ذريعة، او تحت اى مسمى، ومن كان يهزه الحنين للعودة الى الورى فهو يلهث وراء السراب ويسير ضد مجرى التاريخ".
وأردف: لتطمئن القلوب أيضا فى هذا السياق انه لا مجال للمساس بحقوق المراة، وما احوج المراة الى مزيد دعم حقوقها وخاصة منها الاقتصادية والاجتماعية، فهى تكابد فى البيوت وفى المعامل وفى المكاتب وفى الحقول، وكرامة الوطن هى من كرامة مواطنيه ومواطناته على السواء، ان شعبنا العظيم الذى يتطلع الى الحرية يتطلع بنفس القوة والعزم الى العدل فقد ضاقت الصدور من الظلم، فى كل المجالات بل ان الاطفال ساروا ينتحرون او يفكرون فى الانتحار، ان الاوان لتحقيق امال شعبنا فى الشغل والحرية والكرامة الوطنية، كما ليس هناك من شك على الاطق ان المن؟مات الوطنية يمكن ان تكون قوة اقتراح فوطنية اعضائها لا يشوبها ريب وقدرتهم على تقديم الحلول وفتح افاق جديدة اشد واقوى لتجاوز كل الازمات، ان شعبنا العظيم يوجه الى الجميع رسالة واثقة مفادها انه يريد المساهمة فى تخطى كل الحواجز لان من افتدى الوطن بالدم مستعد بان يفتيده بالعمل والمال فقد اعلن الكثيرون فى تونس وخارجها عن ارادتهم بالتبرع كل شهر بيوم عمل لمدة خمس سنوات حتى تفيض خزائن الدولة وحتى نتخلص من التداين والقروض.
وقال الرئيس التونسى: "التونسيون والتونسيات فى حاجة فقط الى علاقة ثقة جديدة بين الحكام والمحكومين، فليساهم الجميع فى هذه العلاقة التى افتقدوها منذ زمن بعيد، ان امالهم كبيرة وحقوقهم مشروعة وليس لاحد الحق فى ان يتجاهلها او ان يتناسها ومن الرسائل التى يتجه توجيهها فى هذا الموقف ومن هذا المكان بالرغم من انه ليس هناك ما يدعو الى ارسالها اثر كل انتخابات لان تونس دولة مستمرة بمؤسساتها لا بالاشخاص الذين يتولون ادارتها، وان الدولة التونسية ملتزمة بكل معاهداتها الدولية وان كان من حقها ان تطالب بتطويرها فى الاتجاه الذى يراعى مصالح شعبها ومصالح كل الاطراف".
وفى نهاية كلمته قال: "إن أهم من المعاهدات المكتوبة والبنود والفصول هو التفاهم بين الامم والشعوب من اجل الانسانية جمعاء، ولا حاجة للتاكيد مجددا على ان امتدانا الطبيعى مع اشقاءها فى المغرب العربى وافريقيا وفى الوطن العربى ومع اصدقاءنا شمال المتوسط ومع كل من يقاسم شعبنا طموحاته واماله فى كل مكان، وستبقى تونس منتصرة لكل القضايا العادلة واولها قضية شعبنا فى فلسطين، والحق الفلسطينى لن يسقط كما يتوهم الكثيرون بالتقادم لان فلسطين ليست قطعة ارض مقسمة فى سجلات الملكية العبقرية بل ستبقى فى وجدان كل احرار وحرائر تونس منقوشة فى صدورهم وما هو منقوش فى الصدور لن تقدر على فسخه القوة او الصفقات، ليس هذا الموقف موقفا ضد اليهود على الاطلاق فقد حميناهم فى تونس ينما كانوا ملاحقين وسنحميهم بل هى موقف ضد الاحتلال وضد العنصرية وان الاون للانسانية جمعاء ان تضع حدا لهذه المظلمة التى تتواصل لاكثر من قرن، اننا نتطلع الى عالم جديد والى المساهمة فى صناعة تاريخ جديد يغلب فيه البعد الانسانى على سائر الابعاد الاخرى".