فاروق الباز: كنت بستلف علشان أكل مراتي وعمرنا ما سمعنا عن الدروس الخصوصية
الإثنين، 21 أكتوبر 2019 08:00 م
قال عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز، إن النجاح في الحياة يأتي من التجربة وتعلم أشياء جديدة في أي وقت وأي مكان، وعلى مدار حياة الشخص، مؤكدًا ضرورة أن يكون للفرد مكانة وأثر داخل مجتمعه.
وأضاف الباز، خلال كلمته بندوة جامعة القاهرة، تحت عنوان "تجربتي"، أنه تم تعيينه لأول مرة، من قبل وزارة التعليم العالي مدرسا للكيماء في المعهد العالي للسويس، وكان لا يعرفه، رغم أنه درس علم جيولوجيا، قائلا: حاربت لمدة سنة علشان أدرس جيولوجيا في 4 جامعات منها "القاهرة – عين شمس – الإسكندرية"، لكن دون جدوى.
ووجه الباز، حديثه للطلاب، قائلا: كنت بستلف من زمايلي علشان أكل مراتي وهي أمريكية وبنتي حديثة الولادة في بداية الحياة الزوجية والتعيين، وعليك أن تضع هذا السؤال أمامك طيلة الوقت، ماذا ستضيف أنت؟"، مشيرا إلى أن العلم والمعرفة دون منفعة للآخرين لا قيمة لها دون منفعة للإنسانية.
وأكد الباز، أنه تلقي علما جيدا خلال مراحله التعليمية بالجامعة، ثم تلقيه العلم في الولايات المتحدة الأمريكية، في علم الجيولوجيا، متحدثا عن حال التعليم الآن: "زمان كنا بنستخبى لو شوفنا الأستاذ في الشارع.. وعمرنا ما كنا نسمع عن الدروس الخصوصية كما هو الحال الآن".
وأوضح العالم المصري فاروق الباز أن الإنسان لا يستطيع أن يقدم شيئا جديدًا إلا إذا استقبل يوميًا معلومات وأفكارًا جديدة، مشيرًا إلى ضرورة أن نتجه للبحث عن المعلومات بأنفسنا، ولابد من الحرص على مشاركة الخبرات والمعارف مع من لديهم خبرة.
وأشار إلى أنه عند ذهابه لأمريكا للعمل في مجال الجيولوجيا، لم يكن قد قرأ أي كلمة عن القمر، ولم يسبق حتي أن رأى صورته، ولم يدخل أي مرصد، في حين كان أمامه عظماء يدرسون القمر منذ عدة سنوات، لافتًا إلى انه توجه بعدها لقراءة الأبحاث والكتب التي يمكن أن يقرأها ويستفيد منها، حتي يعمق من معرفته ونطاق معلوماته في هذا المجال، قائلا: "توصلت لوجود 16 موقعًا على سطح القمر، وأكبر كمية من أنواع الصخور".
وأكد الباز حرصه الشديد على قراءة الكتب التي تمثل الوسيلة الأساسية للعلم والمعرفة وإعلاء العقل، مشيرًا إلى انه لابد من الحرص على جمع العلم والمعرفة للاستفادة منهم بما ينفع الناس والمجتمع والدولة، وليس لمجرد الحصول على شهادة.
وقال الدكتور فاروق الباز، إن ممر التنمية جاء نتيجة لدراسة الصحراء الغربية في عهد الرئيس السادات للعمل على غزو الصحراء واستغلالها، موضحًا انه تم بالفعل عمل دراسة للصحراء المصرية وخاصة الجزء الغربي، لهطول الأمطار عليها بما سمح بوجود حياة وزراعة بها، مضيفًا أن وجود ممر التنمية يضيف مساحة ١٠.٥ مليون فدان مستوية غرب النيل، في حين أننا نعيش على ٧ ملايين فدان حول النيل.
وأشار إلى ضرورة إعادة التفكير في استغلال الطاقة الشمسية واستخدامها، لتغيير وتطوير الوضع الاقتصادي لمصر بأن تصبح قادرة على بناء نفسها اقتصاديًا.
وتناول الحديث حول التغيرات الطبيعية المتوقعة وعن مايشاع من غرق الدلتا فأكد أن هذه التغيرات متوقعة وقادرون على التعامل معها علميًا وقال أؤكد أن مصر لن تضار.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أن الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء العالمي، ليس مجرد عالم بل إنه يمثل تجربة وخبرة ومشروع انسان يجب تقديمه للطلاب ليتعلموا ليس من الشعارات أو المواعظ بل من تجربته ويستفيدوا من طريقة تفكيره، مشيرًا إلى أن طريقة تفكير فاروق الباز المختلفة هي ما جعلته يتميز عن زملائه في الجامعة.
وأوضح رئيس الجامعة، أن سر التقدم هو اللجوء للعلماء والعظماء للتعلم من خبرتهم وطرق تفكيرهم، مضيفًا ان من الضروري لتغيير طرق التفكير ان نتبع خطوات أساسية، منها الاستفادة من العقل النظري المعرفي القائم على الاستدلال، والعقل الديني، وتحرير مراكز الوجدان، وإصلاح طرق التعامل مع الآخرين، والعقل العملي المتعلق بالتجربة.