لماذا خضع الديكتاتور التركي بشأن الحرب على سوريا؟.. فتش عن عين ترامب الحمراء
الإثنين، 21 أكتوبر 2019 11:00 م
رضخ الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان وأعلن قبوله لوقف إطلاق النار فى سوريا، بعد أن ذكره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى رسالته الأخيرة، بقضية القس الأمريكى أندرو برنسون، والذى اعتقلته أنقرة لسنوات.
ويبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار الذى أبرمته واشنطن مع أنقرة، هو بمثابة دليل جديد على نجاح رؤيته، حول مسألة النفوذ الأمريكى، فى العديد من مناطق العالم، والتى تقوم على أن الوجود العسكرى ليس الآلية الوحيدة للاحتفاظ بالدور الأمريكى المتنامى على المستوى الدولى، فى ظل وجود بدائل أخرى يمكن الاستعانة لتحقيق هذا الهدف دون خسائر، سواء اقتصاديا، فى ظل التكاليف الباهظة التى تتكبدها الخزانة الأمريكية، أو عسكريا، فى ظل المخاطر الكبيرة التى يتعرض لها الجنود الأمريكيين فى مناطق الصراع سواء فى الشرق الأوسط أو غيره من مناطق العالم.
وتعد عصا العقوبات الاقتصادية أحد أبرز البدائل التى طالما استخدمها الرئيس الأمريكى فى التعامل مع العديد من القضايا، والتى خرج فى معظمها منتصرا، وعلى رأسها الخلافات العميقة بين الإدارة الأمريكية الحالية وتركيا، والتى بدت واضحة فى قضية القس الأمريكى أندرو برنسون، والذى اعتقله أردوغان لسنوات، قبل أن يطلق سراحه صاغرا، ليمنح ترامب المزيد من النقاط أمام مواطنيه، بينما نجح إلى حد كبير فى تحقيق رؤيته فى سوريا مؤخرا عبر اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، كما أن التلويح بعصا العقوبات نجح فى تقويض الاتفاق النووى مع إيران، سواء فى التضييق على النظام الحاكم فى طهران من ناحية، أو إجبار الحلفاء على عدم الالتفاف على العقوبات الأمريكية لإنقاذ النظام الإيرانى من جانب أخر.
ويمثل اتفاق وقف إطلاق النار انتصارا أمريكيا، ليس فقط فى مواجهة العدوان التركى، والذى استهدف الحليف الكردى لواشنطن، وإنما كذلك فى مواجهة الخصم الروسى، الذى يبقى متواجد عسكريا داخل الأراضى السورية منذ عام 2015، خاصة وأن الإدارة الأمريكية، المنسحبة عسكريا، هى من تمكنت من إبرام الاتفاق، فى رسالة مفادها أن واشنطن مازالت تمتلك زمام الأمور فى الأراضى السورية، عبر قوتها الاقتصادية، والتى تمكنها من فرض العقوبات التى من شأنها تدمير الدول المناوئة لها، سواء من الحلفاء أو الخصوم، وعلى رأسها روسيا نفسها.