اكتشاف 30 تابوتا خشبيا ملون تعود للأسرة 22 الفرعونية.. كانت محفوظة من السرقات
السبت، 19 أكتوبر 2019 10:44 ص
أعلن الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، اليوم السبت، عن تفاصيل إكتشاف أكبر خبيئة بمنطقة جبانة العساسيف بالبر الغربي بمحافظة الأقصر، علي يد رجال البعثة الآثرية المصرية، حيث أنه تم إكتشاف 30 تابوت يعود للأسرة 22 من العصور الفرعونية وانها تم وضعها في مخزن بالقرب من سطح الأرض لحمايتها من السرقات.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيري في المؤتمر الصحفي أمام معبد الملكة حتشبسوت، أن الخبيئة هي الأولي بأيادى مصرية، وكانت مدفونة علي بعد متر من سطح الأرض وكان الصف الأول عبارة عن 18 تابوت والثاني 12 تابوت لرجال وسيدات ، منها 3 لأطفال صغار، وتم وضعها من كبار الكهنة لحفظها في مخزن ببوابة حجرية، وتعود للأسرة 22 الفرعونية.
وتم الإعلان عن التفاصيل للإكتشاف، في مؤتمر صحفي بجبل القرنة بحضور كل من الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والمستشار مصطفي ألهم محافظ الأقصر، وعدد من قيادات وزارة الآثار، ومحافظة الأقصر، حيث قال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن رجال البعثات الآثرية المصرية وصلوا لأعلي مستويات النجاح والتفوق والنضج الآثري الكبير، وحققوا عدد كبير من النجاحات والاكتشافات العظيمة علي مدار السنوات الماضية منذ قرار وزارة الآثار فى نوفمبر 2016 بعودة عمل البعثة الأثرية المصرية، بعد مرور حوالى 5 سنوات ونصف من التوقف لتلك البعثة فى 14 فبراير عام 2012، وانطلقت منذ 2016 وحتي الآن في الإعلان عن الاكتشافات المتتالية في كل صوب وحدب بالأقصر، وآخرها إخراج مجموعة من التوابيت الملونة من باطن الأرض.
وأكد الأمين العام، أنه ولأول مرة في تاريخ مصر تصل وزارة الآثار لعمل حوالي 40 بعثة آثرية مصرية في مختلف المواقع الآثرية بالمحافظات المختلفة، وذلك بأيادي مصرية خالصة للعمل في كشف الحضارة المصرية القديمة للعالم أجمع، حيث تضم تلك البعثات المصرية فرق مميزة من العمالة والفنيين والأثريين والمرممين، والذين قرروا خدمة التاريخ المصري القديم بكل قوة في الموسم الجديد للحفائر والذي انطلق منذ أيام ومستمر حتي منتصف العام المقبل 2020.
وأوضح أنه مع إنطلاق موسم الحفائر الشتوي هذا العام في الأقصر بمدينة طيبة عاصمة الحضارة الفرعونية، تم إطلاق شارة البدء في العمل لـ5 بعثات آثرية تضم 3 بعثات مصرية ورابعة أمريكية وخامسة إسبانية، وذلك للبحث وخدمة التاريخ الفرعوني بجبانة طيبة القديمة غربي الأقصر، وأبرز تلك البعثات هى البعثة الأثرية المصرية التى يرأسها عالم المصريات المعروف الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، والتي تعمل بمنطقة الوادى الغربى المعروف باسم وادى القرود، كما تعمل فى منطقة وادى الملوك التى تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، بجانب ترأس وزيري بنفسه للبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبو النجا، والبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف، كما تعمل البعثة الأثرية الإسبانية فى معبد الملك تحتمس الثالث، والبعثة الأثرية الأمريكية التى تعمل فى مقبرة الأمير "آمون ميس" والمقبرة رقم 63 بمنطقة وادى الملوك.
وقام قيادات وزارة الآثار علي مدار يوم الثلاثاء الماضي، بأعمال معاينة التوابيت والخبيئة بالكامل، والتي وجدت متراصة بطريقة محددة فوق بعضها البعض بحالة حفظ مميزة للغاية ومحتفظة بكافة ألوانها منذ العصور المصرية القديمة، وتم البدء من قبل فريق من المرممين والآثريين المحترفين في فتح التوابيت واحداً تلو الآخر لمعرفة محتوياتها التي تبين أنها آدمية لعدد من الشخصيات في الأسر الفرعونية القديمة، والذين تم تجهيز تلك التوابيت لهم لدفنها في مقابر الطبقة الوسطي في جبانة العساسيف كما هو الطبيعي في تلك المنطقة، ومن المرجح أن تكون قد أخرجت في الفترات الماضية وتم تجميعها بتلك الطريقة ودفنها في باطن الأرض من جديد إبان فترات إعادة إستخدام مقابر جبل القرنة في العصور المتعاقبة من الدولة المصرية القديمة.
وأعلنت وزارة الآثار بعد الإنتهاء من الفحص والمعاينة الشاملة من قيادات الوزارة والمجلس الأعلي للآثار، لكافة التوابيت المكتشفة في الخبيئة الجديدة للقدماء المصريين، عن تنظيم مؤتمر صحفي عالمي يوم غداً السبت، للإعلان عن كافة تفاصيل العمل في تلك المنطقة حتي إكتشاف تلك الخبية العظيمة ليعرف العالم أجمع التاريخ الفرعوني وتفاصيل كافة التوابيت المكتشفة وأصحابها من رجال الطبقة الوسطي في العصور الفرعونية المختلفة، ومن المقرر أن يحضر الإحتفالية كافة وسائل الإعلام الدولية والمحلية، بجانب قيادات وزارة الآثار والسياحة ورجال مجلس النواب وقيادات الدول الأجنبية المختلفة للإحتفاء بهذا الحدث التاريخي بالأقصر والمساهمة في الترويج للسياحة بمصر عبر تلك الخبيئة الجديدة.
وعن جبانة العساسيف يقول صلاح الماسخ مفتش آثار بالأقصر وعضو البعثة الآثرية المصرية، أن جبانة العساسيف التي عثر داخل على الخبيئة الجديدة المكونة من توابيت ملونة بمشهد عالمي، هي عبارة عن جبانة للأسر المصرية القديمة تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، في منطقة الخليج الجاف الذي يؤدي إلى الدير البحري وإلى الجنوب من جبانة ذراع أبو النجا، موضحاً أنه تضم تلك المنطقة ما يزيد عن 400 مقبرة تم تصويرها وفهرستها، ويرمز في تصنيف تلك المقابر في المصطلحات الإنجليزي برقيم يبدأ دائما بالإختصار (TT)، ويوضع بعده رقم المقبرة والحرفين إختصار لكلمتي (Theban Tomb) أي مقبرة طيبية، وكانت توجد في تلك المقابر العشرات من القطع الفخارية والأقماع والماسكات الجنائزية التي كانت توضع على مدخل حرم المقبرة.
صلاح الماسخ، مفتش آثار بالأقصر، أن جبانة العساسيف من المعروف أنها تضم مقابر من الأسرات (18 - 25 – 26) والتي تغطي الفترة تقريباُ من 525 إلى 1550 قبل الميلاد عبر الأسرات الثلاث، وعثر في هذه المنطقة على مر العصور علي عشرات المقابر التي تخص كبار رجال الدولة خلال عهد الأسرات، ومن أبرزها مقبرة خيروف، الذي كان يحمل ألقاب عديدة منها (الأمير الوراثي - حامل ختم ملك الوجة البحري - السمير الوحيد - السمير العظيم الحب - مدير بيت الزوجة الملكية العظيمة تيي - المشرف على الخزانة - الحاجب الأول للملك - رئيس أسرار بيت الملك - القاضي الذي في مقدمة رجال البلاط - الحاكم الذي في مقدمة المواطنين) وغيرها من الألقاب، كما تم العثور في العساسيف علي مقبرة "با رن نفر" ساقي الملك وطاهر اليدين ومدير البيت من عهد الملك أمنحتب الرابع، وكذلك مقبرة "منتومحات" أقوى شخصية في عهد الأسرة 25 وعاش في عهود الملوك "طهرقة" و"تانوت آمون" وحتى السنة التاسعة من عهد الملك بسماتيك الأول.
ومن مقابر الأسرة 26 المكتشفة بجبانة العساسيف يقولصلاح الماسخ، أنه تضم الجبانة مقابر أيضاً "ششنق" رئيس مديري بيت الأميرة "عنخس نفر إب رع"، ومقبرة بدي آمون إبت الكاهن وكبير الكهنة المرتلين، وإبي مدير بيت المتعبدة الإلهية، وحاروا مدير بيت الزوجة الإلهية، و"باباسا" رئيس مدراء بيت المتعبدة الإلهية لآمون نيتوكريس الأولى، وباسا حاجب الإله مين والشعائري وعمدة طيبة، وموت رديس رئيس المرافقين (الخدم) للزوجة الإلهية، و"عنخ حور" عمدة ممفيس.