وأوضحت الصحيفة أن العدوان التركى على شمال شرق سوريا، ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار أمس الخميس، كان بمثابة دعاية مفاجئة للجماعة الإرهابية التى ظلت تقوم بمحاولات متعثرة فى الأشهر الأخيرة للعودة فى أجزاء من شمال شرق سوريا التى يسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن أنصار داعش احتفلوا منذ بداية العدوان التركى على سوريا فى التاسع من أكتوبر بإطلاق سراح مقاتلى التنظيم وأفراد أسرهم من اثنين من معسكرات الاحتجاز التى كانت تديرها قوات سوريا الديمقراطية، بينما أعلنوا مسئوليتهم عن الهجمات على منشآت أخرى.
وتفاخر تنظيم داعش أمس الخميس بإطلاق سراح سجناء بعد هجوم على قاعدة لقوات "قسد" قرب الرقة، وقتل مقاتلين أكراد وأدى إلى تحرير عدة نساء، وفقا لبيان من الذراع الإعلامى لداعش.
وكذلك، فإن مواقع التواصل الاجتماعى المؤيدة للتنظيم الإرهابية تجاهلت التحول السريع فى الأحداث، وطالبت بإطلاق هجمات جديدة على السجون لإطلاق سراح آلاف المتشددين الذى كانت تحتجزهم القوات الكردية.
ووفقا لإحصاء لموقع "سايت" الاستخباراتى الأمريكى، فإن المواقع الإلكترونية لداعش نشرت تقارير عن 27 هجوما ناجحا أو محاولة هجوم على قوات سوريا الديمقراطية فى أسبوع العدوان التركى مقارنة بمتوسط 10 هجمات فى الأسابيع الثلاثة التى سبقته.
وقال مسئولون بأوروبا والشرق الأوسط إن الجماعة الإرهابية ستحاول استغلال الفرص لتقديم نفسها فى شكل نشيط وحيوى.
وكان المسئولون الأمريكيون والأوروبيون قد حذروا من إمكانية عودة داعش فى أعقاب الغزو التركى.
من ناحية أخرى، قالت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية إن عدوان تركيا على سوريا يمكن أن يمثل إشارة عودة التنظيم الإرهابى مرة أخرى.
وأشارت الدورية فى تقرير لها مؤخرا إلى أن الحقيقة أن داعش والقاعدة كانا يستعيدان القوى قبل انسحاب ترامب والغزو التركى، داعش فى شرق سوريا، والقاعدة فى غرب البلاد.
ومع الانسحاب الأمريكى وقتال تركيا للأكراد وتركيز حكومة الأسد على أولويات أخرى، ليس هناك قوة لمواجهة إحياء التطرف. ولن يؤدى المزيد من الصراع إلا إلى تأجيج التطرف وهو الأمر الذى سيؤدى مرة أخرى إلى زعزعة استقرار المنطقة ويشكل تهديدا لأوروبا وإسرائيل والولايات المتحدة.