بعد اشتعالها بسبب رسوم «واتس آب».. مسئولون لبنانيون يتحدثون عن تظاهرات بيروت
الجمعة، 18 أكتوبر 2019 08:00 م
حالة من الغضب تنتاب الشارع اللبنانى على مدار اليومين الماضيين، وسط احتجاجات تحاول قوات الشرطة السيطرة عليها بعد قرار الحكومة الذى تراجعت عنه بفرض رسوم على مكالمات واتس آب وفيس بوك والتطبيقات الذكية.
ووقعت صدامات مع الشرطة فى العاصمة اللبنانية بيروت وبعض المدن الأخرى فيما توفى شخصان اختناقاً لتزامن تواجدهما فى موقع حريق قريب من إحدى المظاهرات.
أثار الاشتباكات
وفى الساعات الأولى من صباح اليوم، استخدمت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المحتجين الذين يواصلون التظاهرات حتى الآن وسط حالة من الهدوء وغياب المواجهات بين الجانبين.
وجاءت المظاهرات، التى اندلعت الخميس، احتجاجا على إقرار الحكومة اللبنانية قبل أيام رسوما على المكالمات التى يجريها اللبنانيون عبر تطبيقات الهواتف الذكية.
أثار التظاهرات
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، الجمعة، أن اثنين من العمال الأجانب فى لبنان لقيا حتفهما اختناقا جراء حريق امتد إلى مبنى قريب من الاحتجاجات الحاشدة التى شهدتها بيروت.
وأمام احتدام حالة الغضب، أعلن وزير الاتصالات اللبنانى محمد شقير، ليلة الجمعة، التراجع عن فرض هذه الرسوم بناء على طلب من رئيس الحكومة سعد الحريرى.
أعمال تخريبية
وفى محاولة لاحتواء حالة الغضب، أكد وزير المالية البنانى على حسن خليل التزامه أن تكون موازنة العام المقبل 2020، خالية من أى أعباء ضريبية إضافية على المواطنين، وذلك على نحو ما جاء بمشروع الموازنة الذى أعدته وزارة المالية وتم تقديمه إلى مجلس الوزراء.=
وأوشكت الحكومة اللبنانية على الانتهاء من مشروع موازنة 2020، لإحالتها إلى المجلس النيابى لإقرارها قبل بداية العام المقبل، بما يتفق والمواعيد الإلزامية التى تضمنها الدستور.
تظاهرات فى لبنان
وقال وزير المالية اللبنانى، فى تصريح مساء أمس، إنه لم يكن من بين الموافقين على قرار فرض رسوم مالية على الاتصالات الهاتفية التى تتم من خلال تطبيقات الهواتف الذكية وتستخدم شبكة الإنترنت، كما أنه لم يوافق على أى قرارات بفرض أى ضرائب من أى نوع.
وكان وزير الإعلام اللبنانى جمال الجراح، قد أعلن فى وقت سابق، بعد اجتماع لمجلس الوزراء الخميس، أن الحكومة أقرت فرض "20 سنتا على" على مكالمات التطبيقات الهاتفية، من بينها خدمة واتس آب، على أن يبدأ العمل بالقرار بدءا من شهر من يناير 2020.
جانب من التظاهرات
ومن شأن هذا القرار وفق الجراح أن يؤمن لخزينة الدولة مبلغا يقدر بنحو 200 مليون دولار سنويا، وتدرس الحكومة اقتراحات أخرى بينها فرض ضرائب جديدة على المحروقات، وزيادة ضريبة القيمة المضافة تدريجيا.
ويضاف قرار فرض رسم على اتصالات الإنترنت إلى سلسلة إجراءات تقشفية تتخذها الدولة اللبنانية التى تعهدت العام الماضى بإجراء إصلاحات هيكلية، وخفض العجز فى الموازنة العامة مقابل الحصول على هبات وقروض بقيمة تفوق 11 مليار دولار.
قوات الأمن فى لبنان
وأورد صندوق النقد الدولى فى تقرير أصدره الخميس، أن مسئولين منه زاروا لبنان واقترحوا على السلطات أن تشمل التدابير المالية زيادة الضريبة على القيمة المضافة وتوسيع قاعدة الضرائب وإزالة الإعفاءات، بالإضافة إلى رفع الدعم عن قطاع الكهرباء ورفع الضريبة على المحروقات.
وصباح الجمعة قالت شبكة روسيا إن رئيس الوزراء سعد الحريرى، ألغى اجتماعاً كان مقرراً للحكومة بعد تعذر وصول الوزراء إلى القصر الجمهورى.
قوات الدفاع المدنى
وأثارت هذه الضرائب موجة غضب بين اللبنانيين، وكتبت النائبة المستقلة بولا يعقوبيان فى تغريدة على حسابها فى تويتر: "لن يكون هنالك ليرة (ضريبة) على واتس آب، تراجعوا سريعا قبل البهدلة".
وبدوره سخر الفنان اللبنانى راغب علامة من القرار الذى تم التراجع عنه، قائلاً فى تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "أهضم خبرية اليوم فى الصحف، الحكومة قررت أن تضع ضريبة على الواتس آب، والله العظيم شر البلية ما يضحك، أيها الفطاحل ليش ما تحطو ضريبة عالهوا الملوث اللى عم يتنشقو الشعب؟ فكرة رائعة وبتجيب مال لخزينة أبوكم كمان".