تراجع 2 مليون خلية.. الاستثمار في نحل العسل يبدأ من هنا
الخميس، 17 أكتوبر 2019 11:00 م
من يومٍ لآخر، تثبت الحكومة، وتؤكد مِراراً وتكراراً، أنها تشجّع الاستثمار والمستثمرين، بكل الوسائل والطرق والتيسيرات، سواء كان هذا المُستثمِر مِصرياً أو عربياً أو أجنبياً، لدفع عجلة الاقتصاد المصرى، وتختلف وتتنوع أوجه الاستثمار في مصر، من محافظة لأخرى، بل ومن مركزٍ لآخر، ما بين الاستثمار السياحى والزراعى والصناعى، إلى غير ذلك من أنواع الاستثمارات، وفى الأيام الأخير، بدأ نوعٌ من الاستثمار، يأخذ طريقه وسبيله، نحو النمو والانتشار، غير أنه مازال يحتاج إلى الدعم والمُساندة، حتى يجد له مكاناً، وسط زخم المشروعات والاستثمارات الجديدة والقديمة، إنه الاستثمار في عسل النحل، أو تربية نحل العسل المصرى.
منحل فى الزراعات
لماذا الاستثمار في عسل النحل
هذا السؤال أجابه عليه، فتحى بحيرى، رئيس اتحاد النحالين العرب، عندما قال مُتحسّراً: إن إنتاج مصر من عسل النحل لا يتجاوز 35 ألف طن سنوياً، على الرغم من أهمية زيادة نصيب المواطن المصري من عسل النحل، والذي يصل حالياً لحوالي 200 جرام سنوياً، في مقابل 900 جرام لنظيره الأوربي، وهو ما ينعكس، علي أهمية زيادة قدرة الدولة، علي حماية مواطنيها، من مخاطر الأمراض، من خلال التوعية بالأهمية الصحية لعسل النحل، وأشار بحيرى إلي أن مصر لديها ميزة نسبية، في تطوير صناعة النحل، نظراً لتنوع مناخها وملاءمته للتوسع في مشروعات تربية النحل، وأضاف بحيري، في تصريحات صحفية، على هامش فعاليات المهرجان المصري، لعسل النحل المصرى، والذي نظمه الاتحاد بالتعاون مع وزارة الزراعة، أن فعاليات المهرجان تضمنت دورة مبسطة لمدة يوم، لشرح أساسيات تربية النحل وإنتاج العسل، من خلال منحل مُصغر، مُلحق بالمهرجان لتعليم الطلبة كيفية التعامل مع النحل، والتفريق بين الملِكة والشغّالات، وكيفية ارتداء الملابس الخاصة بالعمل مع النحل، من خلال محترفين ومعتمدين من "اتحاد النحالين العرب" ومنحهم شهادات مُعتمدة من الاتحاد تؤهلهم لتمثيل مصر فى المؤتمرات الدولية، وأوضح بحيرى، أن الهدف من المهرجان والمعرض، هو جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، فى قطاع المناحل، خلال الفترة المقبلة، ورفع الوعي العام بأهمية عسل النحل ومنتجاته، وأدوات ومستلزمات تربية النحل، وأشار بحيرى إلي أن هناك عدد كبير من دول العالم، المنتجة للعسل تقيم له مهرجاناً سنوياً ومنها، مهرجان العسل الروسي، وسلوفينيا بيوم العسل، والسعودية بمهرجان العسل الدولي في الباحة، وأشار رئيس اتحاد النحالين العرب، إلى أن صناعة النحل، تحتاج إلي المزيد من رعاية الدولة، نظراً لأهميتها للإنتاج الزراعي من جانب، ودور الدولة في التوعية بأهمية إنتاج العسل، وحث المواطن المصري علي زيادة معدل استهلاكه من عسل النحل باعتباره أحد المنتجات الطبيعية، التي تحمي الصحة العامة من الأمراض، وتُخفف علي الدولة فاتورة العلاج الباهض، نتيجة استهلاك مُنتجات لا تنافس منتجات النحل من ناحية القيمة الغذائية أو الصحية.
جانب من منحل لنحل العسل
دعم الاقتصاد بعائد يتجاوز الـ 500 مليون جنيه سنوياً
ومن ناحيته، قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، إن مهرجان عسل النحل المصري، يأتي في إطار اهتمام الدولة بأحد أهم الملفات المنسية، في الاقتصاد الوطني، وهو صناعة النحل، التي تشكل فرصة حقيقة لدعم الاقتصاد، بعائد كبير يتجاوز الـ 500 مليون جنيه سنوياً، وتستهدف الدولة زيادتها إلي أكثر من 5 مليارات جنيه، من خلال تطوير منظومة إنتاج وتربية النحل، والاستفادة من منتجات العسل في النواحي الطبية، وأضاف الدكتور سيد خليفة في تصريحات صحفية، علي هامش مهرجان عسل النحل المصري بحديقة الميرلاند، ونظمه اتحاد النحالين العرب، أن التوجه نحو تطوير صناعة النحل يحقق قيمة اجتماعية واقتصادية وصحية، تخفف من أعباء فاتورة العلاج، في حالة التوعية بأهمية استهلاك العسل، باعتباره أحد المنتجات الطبيعية التي تحقق الحفاظ علي الصحة العامة والبيئة، وتشكل أحد أركان الزراعة المصرية، لانعكاسها علي زيادة الإنتاج الزراعي، بنسبة تصل إلي 30%، وأنه بدون النحل، لن تكون هناك زيادة في إنتاجية المحاصيل الزراعية، كما تتطلّع إليها الدولة.
تربية نحل العسل
عودة المناحل
وعن إعادة نشر التوعية، بتربية النحل مرّة أخرى في الريف المصرى، وفى الزراعات القديمة والحديثة، قال حسن على، من أصحاب الخبرات في تربية النحل، وامتلاك والإشراف على عددٍ من المناحل بمحافظة بنى سويف، إن طريقة تربية النحل وإنتاج العسل القديمة، في الريف والزراعات، يجب أن تتطوّر، ويتم تحديثها بالتوازى مع التطورات الجديدة، في ملفات وقضايا الزراعة والاستثمار الزراعى، والمشروعات الزراعية والقومية الجديدة، حتى تتوافر مساحات للاستثمار، في تربية النحل وإنتاج العسل المصرى، إلى جانب دعم من جانب الجهات المسئولة عن نحل العسل، مثل وزارتى الزراعة والاستثمار، وغيرها من الجهات الحكومية، التي تساهم في تطوير ودعم تربية نحل العسل المصرى، ليأخذ طريقه نحو الاستثمار وإعادة الاعتبار لهذه الصناعة أو الصنعة، التي واجهت تحديات كبيرة خلال الربع قرن الأخير، نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات، وانتشار شبكات التليفون المحمول فوق أسطح العمارات والأبراج ووسط الزراعات القديمة والمستصلحة حديثاً، وأدت إلى تراجع عدد المناحل وخليّات النحل في القرى والزراعات، لحوالي 2 مليون خليّة، بعد أن كانت تتجاوز الـ 4 مليون خليّة.
الدكتورة منى محرز خلال حضورها مهرجان العسل المصرى