"مش فيلم خيال علمي".. أب يعزل أبناءه عن المجتمع في انتظار "نهاية العالم"

"ظل الأبناء طوال فترة صغرهم ينصاعون لأوامر والدهم، دون أن يخالفوا تعليماته أو يعترضوا قولًا أو فعلًا، فلم يشككوا يومًا في سلامة عقله أو تصرفاته، ورغم أنه عزلهم تمامًا عن الحياة والبشر، إلا أن كان سنده في اتخاذه القرار، سببًا في أن يصدقوه خوفًا من التعرض للأذى في الخارج، فظلوا طوال تسع سنوات متوحدين لا يعرفون أحدًا في انتظار حلول نهاية العالم كما أخبرهم الأب، إلا أن هذا اليوم لم يحضر أبدًا، ومع تقدم سن الأبناء عرفوا أن ما أخبرهم به الوالد كان مجرد ترهات، فاختاروا أخيرًا أن يتمردوا عليه".. ربما يخال للبعض أن تلك القصة من وحي الخيال وأن لا يمكن لأب أن يفعل ذلك لأنجاله مطلقًا، أو أن هناك ما يصدق حلول نهاية العالم، إلا أن هذا هو ما وقع بالفعل لأسرة هولندية حسبما ذكرت صحيفة "ميترو" البريطانية.

 أقدم رجل خمسيني، على عزل أبناءه الستة بعيدًا عن أنظار العالم واختلاط المجتمع لمدة 9 سنوات في منزل ريفي بعيد، اعتقادًا منه بحلول نهاية العالم، وظل الأبناء منصاعين لأوامره، حتى كبر أحدهم وقرر الخروج، وصار يتردد على أحد المقاهي وأخبره أنه لم يخرج من المنزل هو وأشقاؤه لأكثر من تسع سنوات بانتظار نهاية وشيكة للعالم كما أخبرهم الأب، طالبًا منه أن يخلصهم من طريقة حياتهم.

صاحب المقهى كريس ويستربيك، أكد في تصريحات صحفية، أنه شاهد الشاب بشعر ولحية طويلين ومرتبكًا ومتوترًا، ما أثار عاطفته بعدما روى حكايته وعرف أن الشاب لديه إخوة وأخوات يعيشون في المزرعة وإنه كان الأكبر سناً ويريد إنهاء الطريقة التي كانوا يعيشون بها، وهو الذي دفعه لإبلاغ الشرطة.

وعثرت الشرطة الهولندية على رجل في عقده الخمسين من العمر مع أبنائه الستة مختبئين داخل منزل ريفي خلف مخزن بمزرعة منعزلة ومحاطة بأسوار عالية.

وأكدت صحيفة مترو البريطانية، أن الأب البالغ من العمر 58 عام مصاب بجلطة دماغية منذ عدة سنوات، ويحتفظ بأبنائه الستة فتيات وشبان تتراوح أعمارهم ما بين 16 – 25 عامًا، ولا يعلمهم بوجود أحد في العالم غيرهم.

وحرص الأب على إعاشة أبناؤه دون أي اتصال خارجي، وكانوا يقضون حاجتهم ذاتيًا من مأكل ومشرب من خلال استخدام حديقة خضروات وماعز خاص بهم.

وأطلقت الشرطة سراح الأبناء ووضعتهم تحت الرعاية، بينما اعتقلت الأب لاستكمال التحقيق معه.