آخر الاكتشافات الأثرية.. كل ماتريد معرفته عن توابيت «العساسيف» الملونة بالأقصر (صور)
الأربعاء، 16 أكتوبر 2019 02:00 م
حلقة جديدة من مسلسل الاكتشافات التي تنفذها البعثات الأثرية في بعض المحافظات، فجرها أحد عمال البعثة الأثرية العاملة من رجال الحفائر العاملين بالبعثة الأثرية المصرية العاملة فى جبانة العساسيف غربى محافظة الأقصر، الأحد الماضى.
البداية كانت حينما زف أحد عمال الحفائر أثناء ممارسة عمله بالمنطقة، البشرى إلى قياداته بظهور جزء من تابوت خلال قيامه بالحفر، وهرع الجميع من كل صوب وحدب وتجمعوا حول المنطقة فى ثوانٍ وبدأوا فى العمل بكل حرفية ودقة لإخراج التابوت بالكامل، وفوجئوا بالكنز الكبير والخبيئة العظيمة، حيث أخرجوا أول 7 توابيت خلال 3 ساعات من العمل، ثم واصل العمل ليكتشفوا أن التوابيت تعدت الـ14 تابوتا حتى بعد الظهر، وظلوا يعملون حتى أخرجوا 29 تابوتا كاملا دون خدوش أو كسور فى الجوانب، وجميعها متراصة أعلى بعضها البعض.
.
وأعلنت وزارة الآثار بعد الانتهاء من الفحص والمعاينة الشاملة من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار، لكل التوابيت المكتشفة فى الخبيئة الجديدة للقدماء المصريين، عن تنظيم مؤتمر صحفى عالمى يوم السبت المقبل، للإعلان عن تفاصيل العمل فى تلك المنطقة حتى اكتشاف تلك الخبية العظيمة ليعرف العالم أجمع التاريخ الفرعوني وتفاصيل التوابيت المكتشفة وأصحابها من رجال الطبقة الوسطي في العصور الفرعونية المختلفة، ومن المقرر أن يحضر الاحتفالية كل وسائل الإعلام الدولية والمحلية، بجانب قيادات وزارة الآثار والسياحة ورجال مجلس النواب وقيادات الدول الأجنبية المختلفة للإحتفاء بهذا الحدث التاريخي بالأقصر والمساهمة في الترويج للسياحة بمصر عبر تلك الخبيئة الجديدة.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن رجال البعثات الآثرية المصرية وصلوا لأعلى مستويات النجاح والتفوق والنضج الأثرى الكبير، وحققوا عدد كبير من النجاحات والاكتشافات العظيمة على مدار السنوات الماضية منذ قرار وزارة الآثار فى نوفمبر 2016 بعودة عمل "البعثة الأثرية المصرية" بعد مرور نحو 5 سنوات ونصف من التوقف لتلك البعثة فى 14 فبراير عام 2012، وإنطلقت منذ 2016 وحتي الآن في الإعلان عن الإكتشافات المتتالية في كل صوب وحدب بالأقصر، وآخرها إخراج مجموعة من التوابيت الملونة من باطن الأرض تعدت الـ20 تابوت ملون ومحفوظة بطريقة مميزة ولم يمسها أحد.
ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى، أن الاكتشاف الجديد الذى ظهر للعالم أجمع يوم الأحد الماضى، هو أكبر وأعظم خبيئة من "التوابيت الملونة" التي لم تمس منذ آلاف السنين، وهو الاكتشاف للخبيئة الأهم بالأقصر، منذ عام 1891 بظهور خبيئة "القساوسة" بالدير البحرى، مؤكداً أن الكشف عن الخبيئة مازال مستمرا حتى الآن وأعمال الفحص والمعاينة من قبل رجال الوزارة لم تنته بعد، موضحاً أنه سيتم فى أيام الأربعاء والخميس والجمعة، القيام بأعمال رفع تلك "التوابيت" المكتشفة فى جبانة العساسيف، وذلك للبدء فى أعمال إجراء "الإسعافات الأولية" لها لحمايتها من المؤثرات الطبيعية بعد خروجها من باطن الأرض.
وأكد «وزيري» أن ذلك يعد النجاح القوى لدعم التاريخ الأثرى، حيث تم تشكيل البعثة لتضم فريق من رجال الآثار والمرممين والعمال تتكون من حوالى 78 رجلا مصريا من أقصى جنوب الصعيد، وتم تقسيم عمل البعثة بالعمل فى البر الشرقى داخل تماثيل الملك رمسيس الثانى بمعبد الأقصر والتى شارك فيها أحمد عربى مدير معبد الأقصر ويشاركه العمل 10 رجال أثريين، و10 من فريق الترميم الأثرى المصري، و30 عاملا من معابد الكرنك ومعبد الأقصر بجانب قيادات معبدى الأقصر والكرنك، وفى البر الغربى شارك فى البعثة طلعت عبد العزيز مدير عام آثار القرنة وقتها، وشاركه العمل 7 رجال أثريين، و9 من فريق الترميم الآثرى المصري، و12 عاملا فى مقابر دراع أبو النجا ومنطقة جبانة العساسيف بجبل القرنة بقيادة الريس على فاروق كبير العمال.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري أنه مع انطلاق موسم الحفائر الشتوي هذا العام في الأقصر بمدينة طيبة عاصمة الحضارة الفرعونية، تم إطلاق شارة البدء في العمل لـ5 بعثات آثرية تضم 3 بعثات مصرية ورابعة أمريكية وخامسة إسبانية، وذلك للبحث وخدمة التاريخ الفرعوني بجبانة طيبة القديمة غربي الأقصر.
ولفت إلى أن أبرز تلك البعثات هى "البعثة الأثرية المصرية" التى يرأسها عالم المصريات المعروف الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، والتي تعمل بمنطقة الوادى الغربى المعروف باسم "وادى القرود"، كما تعمل فى منطقة وادى الملوك التى تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، بجانب ترأس وزيري بنفسه للبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبو النجا، والبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف، كما تعمل البعثة الأثرية الإسبانية فى معبد الملك تحتمس الثالث، والبعثة الأثرية الأمريكية التى تعمل فى مقبرة الأمير "آمون ميس" والمقبرة رقم 63 بمنطقة وادى الملوك.
وعن جبانة العساسيف يقول صلاح الماسخ مفتش آثار بالأقصر وعضو البعثة الآثرية المصرية إن "جبانة العساسيف" التى عثر داخل على الخبيئة الجديدة المكونة من توابيت ملونة بمشهد عالمى، هى عبارة عن جبانة للأسر المصرية القديمة تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، فى منطقة الخليج الجاف الذى يؤدى إلى الدير البحرى وإلى الجنوب من جبانة ذراع أبو النجا، موضحاً أنه تضم تلك المنطقة ما يزيد عن 400 مقبرة تم تصويرها وفهرستها، ويرمز في تصنيف تلك المقابر في المصطلحات الإنجليزي برقيم يبدأ دائما بالإختصار (TT)، ويوضع بعده رقم المقبرة والحرفين إختصار لكلمتي (Theban Tomb) أي مقبرة طيبية، وكانت توجد في تلك المقابر العشرات من القطع الفخارية والأقماع والماسكات الجنائزية التي كانت توضع على مدخل حرم المقبرة.
ومن مقابر الأسرة 26 المكتشفة بجبانة العساسيف يقول صلاح الماسخ إنه تضم الجبانة مقابر أيضاً "ششنق" رئيس مديري بيت الأميرة "عنخس نفر إب رع"، ومقبرة "بدي آمون إبت" الكاهن وكبير الكهنة المرتلين، و"إبي" مدير بيت المتعبدة الإلهية، و"حاروا" مدير بيت الزوجة الإلهية، و"باباسا" رئيس مدراء بيت المتعبدة الإلهية لآمون نيتوكريس الأولى، و"باسا" حاجب الإله مين والشعائري وعمدة طيبة، و"موت رديس" رئيس المرافقين (الخدم) للزوجة الإلهية، و"عنخ حور" عمدة ممفيس.
وأشار «وزيري» إلى أن عدد البعثات الأثرية المصرية التى تقوم بأعمال الحفائر بالمواقع الأثرية فى محافظات مصر ارتفع من خمس بعثات لتصل إلى 40 بعثة أثرية مصرية ستباشر عملها خلال الموسم الأثرى الجديد الذى إنطلق قبل أيام، وذلك بجانب مشاركة الأثريين المصريين فى أعمال 20 بعثة تتشارك فى أعمالها مع وزارة الآثار المصرية.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى أن البعثات الأثرية الأجنبية التى تعمل بمصر، تعتمد على الأثريين والمرممين والعمال المصريين بنسبة 90% فى أعمالها، وأن وزارة الآثار نجحت فى النهوض بخبرات العاملين بقطاع الآثار من المصريين عبر ورش العمل والتدريبات داخل مدارس الحفائر والترميم.