«مدارس السوريين الدواعش» في مصر.. الحكاية ومافيها
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019 03:39 م
كالنار في الهشيم، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الجاري، خبرا عن وجود مدارس للسوريين في مصر، تدرس مناهج مرتبطة بالفكر الداعشي في مدينة السادس من أكتوبر، بمحافظة الجيزة، تحت مسمى «دار الفتح السورية»، وهو ما أثار اهتمام قيادات وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم الوزير، إضافة إلى المهتمين بالعملية التعليمية في مصر.
وبناء على حالة الغضب التي لاقت المنشور، قرر وزير التربية والتعليم فحص محتواه والتأكد من صحة ماورد به، ليؤكد أن «دار الفتح السورية» كيان لايتبع الوزارة رسميا ولا علاقة لها به من قريب أو بعيد، موضحا أنه عبارة عن مركزا للدروس الخصوصية، وأنه سوف يتم التنسيق بين وزارتي الداخلية، والتنمية المحلية لغلق مثل تلك الكيانات المقامة دون ترخيص.
ومن جانبه علق عبد الهادي الشافعي، مؤسس «دار الفتح السورية» على تلك الواقعة بأن ماتم تداوله منافيا تماما للحقيقة، ولا أساس له من الصحة، معربا عن أسفة جراء ماوصفه بالافتراءات، موضحا أن الكيان عبارة عن سنتر تعليمي للطلاب السوريين في مصر والذين يواجهون مشكلة في الالتحاق بمدارس التربية والتعليم، مؤكدا أنها للسوريين فقط ولا يوجد بها طلاب مصريين، ويضم طلاب مراحل رياض الأطفال، والابتدائية، والإعدادية.
وقال، إن المدرسة بالفعل لاتتبع وزارة التربية والتعليم، مشيرا إلى أنه يسعى لإنهاء التراخيص والأوراق الرسمية الخاصة بها كسنتر لتعليم السوريين في مصر، حتى لايقع تحت طائلة القانون، موضحا أنه يتم داخلها تدريس مناهج وزارة التربية والتعليم المصرية، إضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم وتجويده فقط، وأنه لم يتم التعرض أو التطرق لأي أفكار متطرفة من شأنها الإضرار بفكر الطلاب في تلك السن.
اللافت في الأمر أن المنشورات التي تم تداولها لاتحتوي على مقاطع فيديو توثق الاتهامات التي تواجه تلك السناتر بأنها تنشر الفكر المتطرف بين الأطفال السوريين، كما أن الشارات الموجودة بالصور، والتي تم نشرها بداية على الصفحة الخاصة بالمركز على «فيس بوك»، هي شارات للأنشطة التدريبية بين الطلاب، وليست للدلالة على العلم التركي كما عُلق عليها في المنشورات المتداولة.
وانقسم المهتمين بالعملية التعليمية، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى فريقين أحدهما أظهر تخوفا من طريقة التدريس داخل مثل تلك السناتر بدعوى اعتمادها على شرح مناهج دينية وعقائدية قد لاتتناسب مع سن الأطفال المتلقيين لها، إضافة إلى تلك العبارات المستخدمة في الأنشطة والتي أغلبها ذات طابع ديني، وغيرها من مسميات أُطلقت على مجموعات الطلاب كـ«شعبة أحباب الإسلام، وشعبة الإمام الشافعي»، والمظهر العام للمعلمين داخل فصولها والملتزمين بزي رجال الدعوة من جلباب وعمامة أو طاقية ولحى تغطى الذقون، وهو ماقد يساهم في تشكيل وجدان وعقلية الطفل بشكل ينتهي به إلى التطرف الفكري والعقائدي كونه في سن لايستطيع فيه التميز بين ماهو صحيح وخاطئ.
ليرى آخرون أنه لامشكلة وقعت من وراء هذا الكيان لاسيما وأن مدينة السادس من أكتوبر تضم العديد من تلك الكيانات والسناتر بهدف تعليم الأطفال السوريين اللاجئين بمصر، وتأهيلهم علميا ونفسيا، والتي تصل لأكثر من 20 كيانا، بسبب صعوبة إلحاق هؤلاء الطلاب بالمدارس المصرية، من جانب، وعدم وجود أماكن لهم في فصول وزارة التربية والتعليم من جانب آخر لارتفاع الكثافات.
وأشاروا إلى أن المناهج التي تدرس بها والخاصة بالشريعة والتجويد وتحفيظ القرآن الكريم، يتم تدريسها بالأزهر الشريف دون مشكلة، مستدلين على عدم خطورتها على عقلية الطلاب بحضور علماء وأساتذة من الأزهر الشريف لبعض محاضراتها، وكان أبرزهم الشيخ الدكتور أحمد الصاوي، مستشار شيخ الأزهر الشريف، ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية.
وأكد وزير التربية والتعليم، أنه بصدد إعلان تقرير كامل عن حالة سنتر «دار الفتح السورية» قريبا، وبيان كافة التفاصيل المتعلقة به، ومناهجة، وما تم من إجراءات تجاهه.