تحالفات الدم والنار.. حكاية السفاح أردوغان والإرهابي الشيوعي
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019 07:00 ص
سلطت صحيفة «ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال - تي آي چيه» الضوء على العلاقات شاذة والمؤامرات التي تمتد جذورها عبر التاريخ إلى عقود مضت جمعت الدكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان مع التنظيمات المسلحة والمتطرفة والكيانات الإرهابية.
وذكر تقرير نشرته الصحيفة البريطانية، فإن أردوغان قد تحالف بشكل استراتيچي مع «دوجو بيرنسك»، العنصر الشيوعي اليسارى المتشدد الذي صنفته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كإرهابى دولى عام 1970.
وأوضح التقرير، أنه بعد سلسلة من الانتكاسات السياسية التي واجهها حزبه في السنوات الأخيرة، بما في ذلك فضيحة فساد وانقلاب عام 2016، احتاج أردوغان إلى خلق تواصل لسد الفجوة السياسية المتعاظمة في السنوات الأخيرة بينه وبين قطاعات المجتمع التركي وذلك لدعم رئاسته للبلاد، ومع ذلك، فإن «التحالف غير الشريف»، الذي تم مع زعيم الحزب الوطني التركي اليساري المتطرف كان له تأثير كبير على العلاقات الدولية للبلاد.
كما يقول أحمت يايلا- وهو أكاديمي ورئيس سابق لمكافحة الإرهاب في الشرطة التركية. وأصبح دوجو بيرنسك، المعروف باسم «وزير دفاع الظل» بسبب علاقاته مع كبار المسؤولين العسكريين، لاعباً رئيسياً في نظام إردوغان منذ أن جند الرئيس الحزب الوطني لدعمه في البلاد».
ويقول يايلا عن برنيسك: «بصفته شيوعياً منذ زمن طويل تربطه علاقات بروسيا والصين لعقود، فإن تأثير بيرنسك البالغ من العمر 77 عاماً وجّه تركيا وإردوغان ببطء -ولكن بثبات- باتجاه الشرق بدلا من الغرب، وفي نفس الوقت عمل على إعادة تشكيل الجيش التركي».
ويشير التقرير إلى أنه خلال مسيرة عمل سياسية متقلبة في تركيا، تم القبض على بيرنسك عدة مرات بسبب ارتباطه بالمنظمات المتطرفة وعلاقته بالانقلابات. في وثائق وكالة المخابرات المركزية التي تم نشرها مؤخرًا، تم ذكر اسم بيرنسك في قائمة «المجموعات الإرهابية الكبرى» كزعيم لحزب تحرير العمال والفلاحين الأتراك، وهي «جماعة ثورية مؤيدة للصين»، وفقًا لما ذكرته المخابرات الأمريكية.
وكتب يايلا: «مع بدء إردوغان الشعور بحرارة العقوبات الروسية نتيجة لهذا الحادث والبحث عن طرق للانسجام مع بوتين، أصبح بيرنسك مفيدًا للغاية بسبب علاقاته مع روسيا». بيرنسك لم يكن يخجل من تحالفه مع إردوغان، ولا من تمكنه من الجمع بين بوتين وأردوغان، فقد ادعى علنا أنه هو وحزبه من قاموا بترتيب الاجتماعات مع بوتين ومساعدة إردوغان على تجاوز حادث استهداف الطائرة المقاتلة الروسية.
مع قرب بيرنسك من إردوغان، يري يايلا أن تركيا ستستمر في تدهور علاقتها مع الغرب، خاصة مع تنامي قربها الدبلوماسي من روسيا. ويضيف التقرير: «تم وصف أنشطة بيرنسك في مقال في صحيفة وول ستريت جورنال 2017 بأنها تسعى إلى إعادة وضع تركيا في تحالف حضاري أوروبي آسيوي جديد مع روسيا والصين وإيران، وقطع الروابط التقليدية مع الغرب».
ووفقًا للدكتور يايلا، فإن الهدف الأوراسي الأمثل هو إنشاء بديل للحضارة الغربية تحت راية روسيا، من خلال كتلة شرقية تضم دول الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وإيران وتركيا والصين.