يستغل أعضاء تنظيم داعش الإرهابي الضربات التي تشنها تركيا على شمال سوريا، في إطار العدوان الذي أطلقته قبل أيام، للفرار من السجون التي كانت قد خصصت لهم بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الأكراد على منطقة شمال سوريا.
وقال مسؤولون أكراد إن هجوما تشنه تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية يقترب من مخيم للنازحين فى شمال سوريا يضم الآلاف من أفراد عائلات مقاتلى تنظيم داعش الإرهابى، وإن بعضهم تمكن من الفرار بعد القصف.
وذكرت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا أن القصف القريب من مخيم عين عيسى إلى الشمال من مدينة الرقة "يشكل دعما لإعادة إحياء تنظيم داعش مجددا".
ومهدت تركيا لعداونها العسكري على سوريا، بحصولها على دعم من ميليشيات مسلحة عسكرية سورية، في محاولة لشرعنة تلك الجماعات المتشددة المنضوية تحت فصائل شاركت في عدة معارك بالأراضى السورية، وهى محاولات تركية لتحقيق اختراق أكبر داخل الفصائل المسلحة.
عملية جيش الاحتلال التركي القائمة، برز خلالها اسم الجيش الوطنى السوري، وهو عبارة عن مليشيات مسلحة وتشكيلات من عناصر متشددة شكلتها أنقرة ودمجتها داخل الجسم العسكرى، للالتفاف على بعض القرارات الصادرة بتصنيف عدة فصائل سورية مسلحة جماعات إرهابية، مثلما حدث في معركة غصن الزيتون ضد الأكراد في عفرين العام الماضى، وهى نفس المليشيات المسلحة التى دعمتها أنقرة فى عام 2016 تحت اسم عملية درع الفرات.
ويضم الكيان العسكرى الجديد الذى أطلق عليه الجيش الوطني السوري، مقاتلين من الجيش الحر ومتشددين ينتمون إلى تنظيم الإخوان وجماعات متشددة، وهو ما علق عليه مراقبون بقولهم إن النظام التركى يحاول اضفاء صفة الشرعية على المليشيات السورية والجماعات المتشددة بتسميتها بالجيش الوطنى السورى، وذلك لتضليل الرأى العام العالمى والعربى بأن القوات الداعمة لجيش الاحتلال التركى هى قوات نظامية سورية إلا أن الصور التى نقلتها وكالات الأنباء الدولية تثبت مشاركة عناصر إرهابية ومتشددة فى العمليات التركية فى شمال وشرق سوريا.
ويتولى المدعو سليم إدريس – منشق عن الجيش العربى السورى فى 2012 – مسؤولية قيادة هذا الجيش، والذى صرح فى أحد اللقاءات التليفزيونية إلى أن تشكيل هذا الجسم العسكرى يهدف لمواجهة الجيش العربى السورى إلا أن العملية التى أطلقتها تركيا منذ أربعة أيام أثبتت تلاعب انقرة بكافة الفصائل السورية المسلحة، وذلك لخدمة الأجندة الاستعمارية التركية لأراضى شمال وشرق سوريا.