التاريخ الأسود للإخوان في تجنيد الأطفال واستغلالهم سياسيا (2)

السبت، 12 أكتوبر 2019 09:00 م
التاريخ الأسود للإخوان في تجنيد الأطفال واستغلالهم سياسيا (2)
أطفال الإخوان

 
قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬وأثناء‭ ‬اعتصام‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬بميدان‭ ‬رابعة،‭ ‬اعتلى‭ ‬الطفل‭ ‬‮«‬محمد‮»‬‭ -‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬وقتها‭-‬كتف‭ ‬أبيه،‭ ‬ممسكا‭ ‬بمكبر‭ ‬صوتى،‭ ‬يدعو‭ ‬به‭ ‬المتظاهرين‭ ‬للصمود‭ ‬أمام‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬مرددا‭ ‬شعارات‭ ‬يمليها‭ ‬عليه‭ ‬أبوه‭ ‬الذى‭ ‬سأله‭ ‬أحد‭ ‬مراسلى‭ ‬القنوات‭:‬ ‮«‬إنت‭ ‬مش‭ ‬خايف‭ ‬على‭ ‬ابنك؟‮»‬،‭ ‬ليجيب: ‬‮«‬لأ‭..‬ مش‭ ‬خايف‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬العيال‭ ‬الصغيرين،‭ ‬وباقول‭ ‬لو‭ ‬راح‭ ‬محمد‭ ‬فى‭ ‬محمد‭ ‬ومحمد‭ ‬كتير‭ ‬جدا،‭ ‬وهنجيب‭ ‬عيالنا‭ ‬كلها‭ ‬لحد‭ ‬آخر‭ ‬لحظة‮»‬‭.‬
 
فى‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬أيام‭ ‬الاعتصام،‭ ‬تعمدت‭ ‬الجماعة‭  ‬تصدير‭ ‬مشهد‭ ‬الأطفال‭ ‬وهم‭ ‬يحملون‭ ‬أكفانهم‭ ‬دفاعا‭ ‬عما‭ ‬أسموه‭ ‬بـ«الشرعية‮»‬‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬المعزول‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ 2013 ‬فيما‭ ‬استمر‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬عقب‭ ‬ذلك‭ ‬واستخدامهم‭ ‬فى‭ ‬التظاهرات‭ ‬غير‭ ‬السلمية‭ ‬وبعض‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأعوام‭ ‬السابقة،‭ ‬لتحاول‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬التلاعب‭ ‬بعقول‭ ‬النشء‭ ‬والمراهقين‭ ‬صغار‭ ‬السن‭.‬
 
معلمو‭ ‬الجماعة‭..‬ قنابل‭ ‬موقوتة‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭ ‬
 
أعطت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬توجيها‭ ‬لعناصرها‭ ‬لكى‭ ‬يلتحقوا‭ ‬بكليات‭ ‬التربية‭ ‬والآداب،‭ ‬بهدف‭ ‬العمل‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬داخل‭ ‬نطاق‭ ‬التدريس‭ ‬والالتحاق‭ ‬بالمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬حتى‭ ‬يكونوا‭ ‬ملتصقين‭ ‬بالجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬والمراهقين‭ ‬واستقطابهم،‭ ‬وضمهم‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬ضمن‭ ‬صفوف‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‮»‬‭.‬
 
يضيف‭ ‬الدكتور‭ ‬كمال‭ ‬مغيث‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله،‭ ‬إن‭ ‬الإخوان‭ ‬اعتقدوا‭ ‬أنه‭ ‬بوقوف‭ ‬المدرس‭ ‬فى‭ ‬الفصل‭ ‬أمام‭ ‬التلاميذ‭ ‬قد‭ ‬قطع‭ ‬بالفعل‭ ‬نصف‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬تجنيد‭ ‬الطلاب،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬فهم‭ ‬أمامه‭ ‬الآن،‭ ‬وعقولهم‭ ‬منتظرة‭ ‬ما‭ ‬يلقى‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬هذا‭ ‬المدرس‮»‬‭.
أما‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬المتميزون‮»‬،‭ ‬يقول‭ ‬عمر‭ ‬فاروق‭:‬ ‮«‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬استقطاب‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬بدأوا‭ ‬فى‭ ‬التهيئة‭ ‬والارتباط‭ ‬بعناصر‭ ‬الإخوان،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬عقد‭ ‬جلسات‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬البيوت‭ ‬تمهيدا‭ ‬لإدراجهم‭ ‬فى‭ ‬مستويات‭ ‬تنظيمية‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة،‭ ‬كذلك‭ ‬مشروع‭ ‬الدورات‭ ‬الرياضية‭ ‬ومشروع‭ ‬المسابقات‭ ‬الدينة‭ ‬والرحلات،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬يتم‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬التنظيم،‭ ‬وهدفها‭ ‬الأساسى‭ ‬هو‭ ‬استقطاب‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسى‮»‬‭.‬
 
يشرح‭ ‬عماد‭ ‬على‭ ‬عبد‭ ‬الحافظ‭ ‬المزيد‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬المتميزون‮»‬‭ ‬بقوله‭:‬ ‮«‬إن‭ ‬المشرف‭ ‬حينما‭ ‬يشعر‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الطلبة‭ ‬مميزون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أقرانهم،‭ ‬يضعهم‭ ‬بمجموعة‭ ‬الكوادر‭ ‬المستقبلية،‭ ‬ويتم‭ ‬وضعهم‭ ‬تحت‭ ‬اختبارات‭ ‬وعمليات‭ ‬تأهيل‭ ‬أكثر‭ ‬تطورا‮»‬‭.‬
 
يكشف‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬كذلك،‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كافة‭ ‬تجمعاتهم،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الروابط‭ ‬الرياضية،‭ ‬ففى‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬2011‭ ‬وما‭ ‬بعدها‭ ‬سعى‭ ‬خيرت‭ ‬الشاطر‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬بعض‭ ‬الروابط‭ ‬الرياضية‭ ‬داخل‭ ‬الأندية،‭ ‬ووضع‭ ‬مخططا‭ ‬لاختراق‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬لاستغلال‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬والبقعة‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬الاحتكاك‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬الطلاب‭ ‬وفى‭ ‬مرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬مختلفة،‭ ‬وفقا‭ ‬لتصريحات‭ ‬فاروق‭.‬
 
روابط‭ ‬رياضية‭ ‬تحت‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬الشاطر‮»‬
 
أضاف،‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬أن‭ ‬الشاطر‭ ‬بدأ‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬إنشاء‭ ‬بعض‭ ‬الأكاديميات‭ ‬الرياضية،‭ ‬والتى‭ ‬مولتها‭ ‬جماعة‭ ‬بهدف‭ ‬استقطاب‭ ‬الأطفال‭ ‬وأيضا‭ ‬التوغل‭ ‬داخل‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأندية‭ ‬داخل‭ ‬مصر،‭ ‬وهذا‭ ‬واضح‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬تكوين‭ ‬بعض‭ ‬الروابط‭ ‬الرياضية‭ ‬التى‭ ‬هاجمت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬2013‭ ‬وتم‭ ‬توظيفهم‭ ‬والدفع‭ ‬والزج‭ ‬بهم‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬المظاهرات‭ ‬والاعتصامات،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬ضد‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬وبعض‭ ‬المنشآت‭ ‬الحكومية‭ ‬سواء‭ ‬العسكرية‭ ‬والشرطية‭ ‬والمدنية‭.‬
 
تغلغلت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬وجهها‭ ‬القبيح‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو،‭ ‬وأعلنت‭ ‬العداء‭ ‬للشعب‭ ‬المصرى‭ ‬وسخرت‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬كل‭ ‬إمكانياتها‭ ‬وعناصرها‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬الأطفال،‭ ‬ويُعدد‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬ربيع‭ ‬غزالى،‭ ‬مشاهد‭ ‬استغلال‭ ‬الجماعة‭ ‬للأطفال‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬الجماعة‭ ‬كان‭ ‬للأطفال‭ ‬استغلال‭ ‬سياسى‭ ‬ذكى‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإخوان،‭ ‬أتذكر‭ ‬أنهم‭ ‬فى‭ ‬العيد‭ ‬أثناء‭ ‬اعتصام‭ ‬رابعة‭ ‬أنشأوا‭ ‬حمامات‭ ‬سباحة‭ ‬وهدايا‭ ‬للأطفال‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬إعلان‭ ‬براءة‭ ‬التجمهر‭ ‬والحشد‮»‬‭.‬
 
يضيف‭ ‬عماد‭ ‬على‭ ‬عبدالحافظ،‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬كانت‭ ‬توظف‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬تخشى‭ ‬على‭ ‬الكبار‭ ‬القيام‭ ‬بها،‭ ‬كتوزيع‭ ‬البوسترات‭ ‬والدعاية‭ ‬أثناء‭ ‬الانتخابات،‭ ‬والمشاركة‭ ‬فى‭ ‬التظاهرات‭ ‬والاعتصامات‭ ‬للاحتماء‭ ‬بالأطفال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬فى‭ ‬تشكيل‭ ‬ما‭ ‬أسموه‭ ‬بـ«أطفال‭ ‬ضد‭ ‬الانقلاب‮»‬‭ ‬لإحداث‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الزخم‭. ‬وقال‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق،‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلاب‭ ‬فى‭ ‬مظاهرات‭ ‬الإخوان‭ ‬كانوا‭ ‬هم‭ ‬الوقود‭ ‬الحقيقى‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬الاستفادة‭ ‬بهم‭ ‬عقب‭ ‬أحداث‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬قطاعا‭ ‬كبيرا‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬تم‭ ‬الزج‭ ‬بهم‭ ‬فى‭ ‬المظاهرات‭ ‬وحمل‭ ‬السلاح‭ ‬الأبيض،‭ ‬وحمل‭ ‬بعض‭ ‬الطوب‭ ‬وقذف‭ ‬المنشآت‭ ‬الحكومية‭ ‬والارتكازات‭ ‬الأمنية‭ ‬بالطوب‭ ‬والحجارة،‭ ‬وصناعة‭ ‬المولوتوف‭ ‬بدائى‭ ‬الصنع،‭ ‬وعدد‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬اشتركوا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‮»‬‭.‬
 
لعبة‭ ‬الأكفان
 
أضاف‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬مشهد‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬أكفانهم‭ ‬فى‭ ‬اعتصام‭ ‬رابعة،‭ ‬فالإخوان‭ ‬دفعت‭ ‬بالأطفال‭ ‬وهم‭ ‬لم‭ ‬يعوا‭ ‬خطورة‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬بأنهم‭ ‬يرتدون‭ ‬أكفانهم‭ ‬ويعلنون‭ ‬أنهم‭ ‬سيموتون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬فهذا‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬توظيف‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬سياسية‭ ‬والجماعة‭ ‬تضعها‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬المعركة‭ ‬الدينية‭ ‬وتلبسها‭ ‬الرداء‭ ‬الدينى‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الخداع‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‮»‬‭.‬
 
لم‭ ‬تتوقف‭ ‬مشاهد‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬فى‭ ‬التظاهرات‭ ‬والاعتصامات‭ ‬التى‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬عقب‭ ‬ثورة‭ ‬الشعب‭ ‬عليها‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬لعبة‭ ‬الأكفان،‭ ‬لكن‭ ‬وصل‭ ‬بهم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬استخدامهم‭ ‬فى‭ ‬العلميات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬فنجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬فى‭ ‬قضايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬هم‭ ‬دون‭ ‬الـ18‭ ‬عاما،‭ ‬وضرب‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬مثالا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بالمتورطين‭ ‬فى‭ ‬علمية‭ ‬اغتيال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الأسبق‭ ‬الشهيد‭ ‬هشام‭ ‬بركات،‭ ‬فهم‭ ‬طلاب‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية‭ ‬متورطون‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬التخطيط‭ ‬والتنفيذ،‭ ‬وهناك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬ارتكبت‭ ‬ضد‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬الوقود‭ ‬الحقيقى‭ ‬لها‭ ‬كانوا‭ ‬طلابا‭ ‬جامعيين،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬تم‭ ‬تجنيدهم‭ ‬وتوظيفهم‭ ‬قبل‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية‭ ‬فتم‭ ‬استخدامهم‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬فى‭ ‬العنف‭ ‬الممنهج‭ ‬الذى‭ ‬انتهجته‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭.‬
 
وقود‭ ‬الإرهاب
 
وأثناء‭ ‬فترة‭ ‬تواجده‭ ‬فى‭ ‬السجن،‭ ‬يقول‭ ‬عماد‭ ‬على‭ ‬إن‭ ‬الأعمال‭ ‬النوعية‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬فى‭ ‬2014‭ ‬و2015‭ ‬كان‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المتورطين‭ ‬فيها‭ ‬شبابا‭ ‬تم‭ ‬إلحاقهم‭ ‬وهم‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬الأشبال،‭ ‬وتواجد‭ ‬معى‭ ‬فى‭ ‬السجن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتورطون‭ ‬فى‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية،‭ ‬وقضايا‭ ‬قتل‭ ‬وشروع‭ ‬فى‭ ‬قتل‭ ‬وحرق‭ ‬مؤسسات،‭ ‬لأن‭ ‬الجماعة‭ ‬تستغل‭ ‬حماس‭ ‬الشباب‭ ‬وعدم‭ ‬وعيهم‭ ‬وعدم‭ ‬نضجهم‭ ‬مع‭ ‬التحفيز‭ ‬والخطاب‭ ‬الدينى‭ ‬العاطفى‭ ‬المفعم‭ ‬بالأيدولوجية‭ ‬وغير‭ ‬المعتمد‭ ‬على‭ ‬العقلانية‭ ‬فى‭ ‬شيء‭.‬
 
وعقب‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬وصدور‭ ‬حكم‭ ‬القضاء‭ ‬بحل‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬والتحفظ‭ ‬على‭ ‬ممتلكاتها‭ ‬وإدراجها‭ ‬ضمن‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لحصر‭ ‬أموال‭ ‬وممتلكات‭ ‬الجماعة‭ ‬وأفرادها،‭ ‬وإدارتها‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التحفظ‭ ‬على‭ ‬1133‭ ‬جمعية‭ ‬أهلية‭ ‬وعدد‭ ‬110‭ ‬مدارس‭ ‬تابعة‭ ‬لأعضاء‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وقال‭ ‬المستشار‭ ‬محمد ‬سمير،‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمى‭ ‬باسم‭ ‬هيئة‭ ‬النيابة‭ ‬الإدارية،‭ ‬لـ «صوت‭ ‬الأمة‮»: ‬‮«‬حينما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬المدارس‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلاغات‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬المركزية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬بوجود‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬ذات‭ ‬التوجه‭ ‬الخاص،‭ ‬التى‭ ‬تفرض‭ ‬وتعلم‭ ‬الطلبة‭ ‬وفقا‭ ‬لتلك‭ ‬التوجهات‭ ‬المعادية‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬التى‭ ‬تزيف‭ ‬التاريخ‭ ‬أحيانا‭ ‬بغية‭ ‬صنع‭ ‬شخصيات‭ ‬إخوانية‭ ‬لقيت‭ ‬حتفها،‭ ‬وتغذية‭ ‬عقول‭ ‬الشباب‭ ‬بأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬القتلى‭ ‬هم‭ ‬الشهداء‭ ‬والصديقون‭ ‬والأبرار،‭ ‬ليتم‭ ‬زرع‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬داخل‭ ‬الأطفال،‭ ‬حتى‭  ‬نجد‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬جيلا‭ ‬كاملا‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬التاريخ‭ ‬الحقيقى‭ ‬سوى‭ ‬ما‭ ‬زيف‭ ‬لهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭ ‬توضع‭ ‬تحت‭ ‬الإشراف‭ ‬الإدارى‭ ‬والمالى‭ ‬للدولة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اللجان‭ ‬المعنية،‭ ‬وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬الإدارية‭ ‬تباشر‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬متى‭ ‬تورطوا‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭.‬
 
الحصر‭ ‬والتطهير‭  ‬
 
أضاف،‭ ‬المستشار‭ ‬محمد‭ ‬سمير‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تلقت‭ ‬النيابة‭ ‬بلاغا‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬أو‭ ‬الأمنية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمة‭ ‬نفسها‭ ‬بوجود‭ ‬مدرس‭ ‬يبث‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تبدأ‭ ‬بتحية‭ ‬التعلم‭ ‬المصرى‭ ‬أو‭ ‬النشيد‭ ‬المصرى‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬ترويج‭ ‬الأفكار‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتكفيرية‭ ‬والتى‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬كراهية‭ ‬الغير‭ ‬فى‭ ‬المتجمع،‭ ‬فكانت‭ ‬النيابة‭ ‬الإدارية‭  ‬تباشر‭ ‬التحقيقات‭ ‬فورا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬التحقيقات‭.‬
 
ويؤكد‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق،‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وضعت‭ ‬يدها‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقى‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬تمتلكها‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬بعض‭ ‬المدرسين‭ ‬والمعلمين‭ ‬داخل‭ ‬الإدارات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬وبعض‭ ‬الأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالدولة،‭ ‬هؤلاء‭ ‬مازالوا‭ ‬يمثلون‭ ‬خطرا‭ ‬ومازالوا‭ ‬يلعبون‭ ‬دورا‭ ‬فى‭ ‬استقطاب‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬تكوين‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬يكون‭ ‬عمودا‭ ‬صلبا‭ ‬وكتلة‭ ‬صلبة‭ ‬للعشر‭ ‬سنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬العناصر‭ ‬الجديدة‭ ‬المتمثلة‭ ‬فى‭ ‬طلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬والذين‭ ‬لم‭ ‬يعوا‭ ‬مفاهيم‭ ‬وجرائم‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭.‬
 
‭  ‬ويبقى‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬تسعى‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬لمحاولة‭ ‬إنتاج‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التلاعب‭ ‬بعقول‭ ‬النشء‭ ‬والمراهقين؟‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬أضع‭ ‬تحذيرا‭ ‬مهما‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬ربما‭ ‬تعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬أوراقها‭ ‬وصفوفها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وإذا‭ ‬أرادت‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬ملف‭ ‬استقطاب‭ ‬الطلاب‭ ‬هو‭ ‬البنية‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬المشهد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬‮«‬العقول‭ ‬البيضاء‮»‬‭ ‬والتى‭ ‬لم‭ ‬تستوعب‭ ‬المشهد‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقى،‭ ‬الجماعة‭ ‬ستسعى‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتأثروا‭ ‬بفاتورة‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬2013‭ ‬ولم‭ ‬يعوا‭ ‬جرائم‭ ‬الإخوان‭ ‬أو‭ ‬يفهموا‭ ‬المعركة‭ ‬السياسية‭ ‬الدائرة‭ ‬وحجم‭ ‬الأخطاء‭ ‬والجرائم‭ ‬التى‭ ‬ارتكبت‭ ‬باسم‭ ‬الدين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬فسنجد‭ ‬أنها‭ ‬ربما‭ ‬ستسعى‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬التأثير‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المدرسين‭ ‬المنتمين‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الذين‭ ‬مازالوا‭ ‬موجودين‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‮»‬‭.‬
 
واستكمل‭ ‬‮«‬فاروق‮»‬‭: ‬‮«‬هنا‭ ‬الخطورة‭ ‬تزداد‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬سعى‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬أوراقها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬عناصر‭ ‬إخوانية‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬موظفين‭ ‬فى‭ ‬الجهاز‭ ‬الإدارى‭ ‬للدولة،‭ ‬هذه‭ ‬الكيانات‭ ‬تمثل‭ ‬نقطة‭ ‬التقاء‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬يستوعبوا‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬جماعة‭ ‬لإخوان،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استقطابهم‮»‬‭.‬
 
يتوافق‭ ‬مع‭ ‬‮«‬فاروق‮»‬،‭ ‬الدكتور‭ ‬كمال‭ ‬مغيث‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬سيستمر‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬التخوف‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬طالما‭ ‬لم‭ ‬نتبنَّ‭ ‬سياسة‭ ‬ثقافية‭ ‬وإعلامية‭ ‬ورياضية‭ ‬وتعليمية‭ ‬ناجعة‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬هذا‭ ‬التطرف‭ ‬الذى‭ ‬تبثه‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وفى‭ ‬الأطفال‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ويظل‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬موجودا‭ ‬ودائما‮»‬‭.‬
 
الجماعة‭ ‬انتهت
 
‭ ‬لكن‭ ‬عماد‭ ‬على‭ ‬عبدالحافظ،‭ ‬يختلف‭ ‬معهما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬حيث‭ ‬يقول،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الجماعة‭ ‬انتهت،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬مستقبل،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬اختفاءها‭ ‬من‭ ‬الوجود،‭ ‬ولكن‭ ‬الانتهاء‭ ‬هو‭ ‬انتهاء‭ ‬فاعليتها‭ ‬أو‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬أو‭ ‬الفاعلية‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‮»‬‭.‬
 
ويدعم‭ ‬‮«‬عبدالحافظ‮»‬‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬بأن‭ ‬المجتمع‭ ‬اكتشف‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬حقيقتها‭ ‬عقب‭ ‬توليها‭ ‬حكم‭ ‬مصر،‭ ‬وأنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬مشروعا‭ ‬ولا‭ ‬تردد‭ ‬إلا‭ ‬شعارات‭ ‬فضفاضة‭ ‬على‭ ‬لافتات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬شىء‭ ‬لديها‭ ‬اسمه‭ ‬المشروع‭ ‬الإسلامى‭ ‬ولا‭ ‬تصور‭ ‬لحكم‭ ‬الدولة،‭ ‬والعنصر‭ ‬الآخر‭ ‬أن‭ ‬أفراد‭ ‬الجماعة‭ ‬أصبحوا‭ ‬فاقدى‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬قيادات‭ ‬الجماعة‭ ‬الحالية،‭ ‬والجماعة‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬لها‭ ‬انشقاق‭ ‬وتصدع‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬حاليا‭.‬
 
ويختتم‭ ‬‮«‬مغيث‮»‬‭ ‬حديثه‭ ‬بتوجيه‭ ‬بعض‭ ‬النصائح‭ ‬أهمها،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬دعم‭ ‬قيمة‭ ‬المواطنة‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطنى‭ ‬عند‭ ‬التلاميذ،‭ ‬فالطلاب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتعلموا‭ ‬أننا‭ ‬مصريون‭ ‬فقط،‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬خلفيتنا‭ ‬‮«‬إحنا‭ ‬مسلمين‭ ‬ولا‭ ‬مسيحيين‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬الصعيد‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬الدلتا‭ ‬ولا‭ ‬غنى‭ ‬ولا‭ ‬فقير‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مراجعة‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية،‭ ‬وحذف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالتطرف،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالأنشطة‭ ‬المدنية،‭ ‬والثقافية‭ ‬والفنية‮»‬‭.‬
 
إحكام‭ ‬الرقابة‭ ‬وتطهير‭ ‬التعليم‭
 
ومن‭ ‬بين‭ ‬التوصيات‭ ‬التى‭ ‬أصدرتها‭ ‬هيئة‭ ‬النيابة‭ ‬الإدارية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬يقول‭ ‬المستشار‭ ‬محمد‭ ‬سمير،‭ ‬إحكام‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم،‭ ‬تحديدا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بزيارة‭ ‬المدارس‭ ‬زيارات‭ ‬منتظمة،‭ ‬ومراجعة‭ ‬الأفكار‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تدريسها‭ ‬للطلبة‭ ‬ومراجعة‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية،‭ ‬ومراجعة‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المناهج،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التفتيش‭ ‬الدورى‭ ‬عليهم‭ ‬وتقييمهم‭ ‬أولا‭ ‬وبأول،‭ ‬وفحص‭ ‬أى‭ ‬شكوى‭ ‬ترد‭ ‬إليهم‭ ‬وإحالتها‭ ‬للنيابة‭ ‬متى‭ ‬ثبت‭ ‬وجود‭ ‬شبهة‭ ‬تؤكد‭ ‬صحتها‮»‬‭.‬
 
انتهت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬بعدما‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬وجهها‭ ‬القبيح‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬أى‭ ‬تأثير‭ ‬أو‭ ‬مصداقية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬جليا‭ ‬فى‭ ‬محاولات‭ ‬خداع‭ ‬الشعب‭ ‬ونشر‭ ‬الفوضى،‭ ‬لكن‭ ‬حلم‭ ‬إعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬نفسها‭ ‬ربما‭ ‬يظل‭ ‬يراود‭ ‬عناصرها‭ ‬الهاربين‭ ‬بوجوه‭ ‬جديدة،‭ ‬ليظل‭ ‬التاريخ‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬الأسود‭ ‬لتلك‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬تجنيد‭ ‬واستغلال‭ ‬الأطفال‭.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق