لماذا استهدف العدوان التركي على سوريا بؤر داعش الأولى؟
الأحد، 13 أكتوبر 2019 05:00 م
«لماذا يستهدف الغزو التركي إعادة المناطق التي كان يسيطر عليها داعش؟».. سؤال بات مطروحًا بشكل واسع في الأوساط الدولية والعربية، خاصة أن من الملاحظ أن تركيا تضع المناطق التي حررتها القوات الكردية من تنظيم "داعش" المتطرف نصب أعينها ومركز اهتمامها خلال عدوانها على شمال سوريا.
وبدأت تركيا الأسبوع الماضي، وتحديدًا بوم الأربعاء، هجومًا واسعًا على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرقي سوريا، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الهدف من العملية هو تدمير "ممر الإرهاب" على الحدود الجنوبية لتركيا.
وفي الوقت التي تعتبر فيها أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يقاتل منذ 35 عاما ضد الدولة التركية، بدا واضحا إنها تنظر إلى المنطقة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب بأنها "تهديد وجودي".
ولا تزال الوحدات الكردية إلى حدود الساعة تسيطر على أكبر مساحة من الشمال الشرقي لسوريا، فيما تمتد سيطرتها من منبج غربا إلى الطبقة والرقة شرقا، وباتجاه الحدود العراقية وصولا إلى الحسكة والقامشلي في الشمال، ولكن منذ بدء الغزو التركي يلاحظ أن الجيش التركي يستهدف بشكل خاص البلدات والمدن، التي كان تنظيم "داعش" يسيطر عليها، مما يعني أن تلك المناطق انتقلت من "إرهاب داعش" إلى العدوان التركي.
وتفيد المعطيات الواردة أن تركيا اهتمت بشكل خاص برأس العين وعين العرب وتل أبيض والقامشلي، إضافة إلى قريات حدودية، وهى المناطق التي قدمت فيها الفصائل الكردية الغالي والنفيس من أجل تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، بدعم من الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، مهدت تركيا لعداونها العسكري على سوريا، بحصولها على دعم من الميليشيات المسلحة العسكرية السورية، في محاولة لشرعنة تلك الجماعات المتشددة المنضوية تحت فصائل شاركت في عدة معارك بالأراضى السورية، وهى محاولات تركية لتحقيق اختراق أكبر داخل الفصائل المسلحة التي ينتمي أغلبها لنفس أفكار تنظيم داعش.
عملية جيش الاحتلال التركي القائمة، برز خلالها اسم الجيش الوطنى السوري، وهو عبارة عن مليشيات مسلحة وتشكيلات من عناصر متشددة شكلتها أنقرة ودمجتها داخل الجسم العسكرى، للالتفاف على بعض القرارات الصادرة بتصنيف عدة فصائل سورية مسلحة جماعات إرهابية، مثلما حدث في معركة غصن الزيتون ضد الأكراد في عفرين العام الماضى، وهى نفس المليشيات المسلحة التى دعمتها أنقرة فى عام 2016 تحت اسم عملية درع الفرات.