لبنان تدعو وزراء الخارجية العرب بعودة سوريا إلى مقعدها الشاغر فى جامعة الدول العربية
السبت، 12 أكتوبر 2019 02:26 م
دعا، جبران باسيل، وزير خارجية لبنان، بعودة سوريا إلى مقعدها الشاغر فى جامعة الدول العربية، وقال فى كلمته أمام الإجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب حول العدوان العسكرى التركى على الأراضى السورية، "لا نجتمع اليوم ضد تركيا.. نجتمع اليوم من أجل سوريا، في غياب سوريا.. نجتمع من أجلِها ونُجمع من أجلِها.. لكن نُغّيبها فقط من أجل أن تكون غائبة، ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا الى حضن الجامعة العربية؟.. ألم يحن الوقت بعد لوقف حمام الدم والإرهاب، وموج النزوح واللجوء؟ ألم يحن الوقت لعودة الإبن المُبعد والمُصالحة العربية-العربية؟".
وتوجه وزير خارجية لبنان بالشكر إلى مصر لدعوتها لهذا الاجتماع الطارئ، وقال "أطالبها وأطالبكم بتأييد الدعوة التي أطلقتها من على هذا المنبر بالذات منذ أكثر من سنة لعودة سوريا الى مقعدها الفارغ منذ ثماني سنوات"، مشيراً إلى أن عودة سوريا للجامعة العربية ستكون بمثابة "أول رد من الجامعة بوجه العدوان التركي على أراضِي سورية العربية، كي لا يضيع شمال سوريا كما ضاع الجولان السوري! وكي لا تتقاسمنا القوى، وتستفرد بنا الواحدة بعد الأخرى، حتى كأننا ما فهمنا بعد كيف أصابتنا كلنا، الدولة تلو الأخرى، بدءاً بلبنان وإنتهاءً بسوريا!".
وأضاف باسيل "شُرِد الشعب السوري، وهُجِر من منازله وتناثر في العالم كلِه لاجئاً ونازحاً يبحث عن الأمن والأمان، وتدخلت دول العالم كلِه في هذا الصراع، ودفعت دولاً عربية كلبنان والأردن والعراق أثماناً باهظة اقتصادية واجتماعية وأمنية، في ظل تورطٍ عربي وتدخلٍ أوروبي وتواطئ أصحاب المصالح والأطماع، وغضُ نظرٍ البعض وانسحاب البعض الآخر تاركاً الشعب السوري لمصيره، يواجه آلة القتل والنار، فُيقتل الأبرياء باسم المناطق الآمنة، ويُحجز النازحون باسم العودة الطوعية، وتدمر المدن باسم الحل السياسي الذي يريده البعض أن يسبَق ألأمان والعودة وإعادة الأعمار".
ولفت باسيل إلى إلى أن "البعض قد يرى أن مصلحة لبنان هي في تأييد العملية العسكرية التركية، حيث أنها تسعى إلى تأمين منطقة آمنة يعود إليها اللاجئون السوريون الذين هربوا، مما سوف يمهِد بالمقابل لعودة النازحين السوريين في لبنان إلى المناطق الآمنة التي تخضع للحكومة السورية؛ وقد يعتبر البعض الآخر أن مصلحة لبنان من جراء العملية هو منع قيام الكيان الكردي الذي يُهدد وحدة أراضي أربعة دول هي إيران وتركيا وسوريا والعراق؛ والذي إن قام، سيؤسس لقيام كيانات طائفية أخرى في المنطقة لن يسلَم منها لبنان مما يؤدي الى تقسيمِه وبالتالي انتهاء سبب وجوده ونهايته تالياً، لكنَّ موقف لبنان مبدئي سيادي ووطني عروبي، حيث لا يمكن الإعتداء على أرض عربية سورية أصيلة دون وقفةٍ منا. أما مصلحة لبنان الأكيدة فهي في إجماع عربي مبدئي يحمي كل دولة عربية، كبيرة كسوريا أو صغيرة كلبنان، من أي إعتداءٍ على أرضها أوشعبها أو كرامتها. وحده الحق ومبدأ العدالة والقانون الدولي هو الذي يعطي الحماية المستدامة".
وأكد وزير خارجية لبنان "نحن مطالبون اليوم بأكثر من إداناتٍ كلامية ومواقفَ إعلامية، نحن مدعوون الآن لأخذ موقف عربي وبالإجماع لعقد قمةٍ طارئة للجامعة وبكامل أعضائِها، تكرس المصالحة وتضع خطط المواجهة لما يخطط لنا، وكل ما هو أقل من ذلك لن يأخذه أحد جدياً ولن يعيره التركي اهتماما ولن يردع غير العربي عن المسِ بنا، فلا يجوز أن نقبل بعد اليوم أي إعتداء إسرائيلي أو تركي أو من أية جهة أتى على دولة عربية أو على شعب عربي، ولا يجوز أن نبقى مللاً وطوائف متناحرة، خائفين من بعضنا البعض ومتوجسين من الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان".
ودعها جبران باسيل إلى فتح حوار عربى مع جيرانهم، وقال "سؤالي هو: ما الذي يمنعنا اليوم من فتح قنوات الحوار مع بعضِنا ومع محيطِنا بحثاً عن سلام داخلي، أو فتح جبهات القتال بحثاً عن سلام خارجي؟ فالجغرافيا أقوى ديكتاتور لا يمكن تغيير ما تفرضه علينا، أما التاريخ فهو أفضل معّلم يمكن الإستفادة منه أو التغاضي عن دروسه، ولكن لا يمكن أن نضع رأسنا في الرمل ولا نرى في الجغرافيا ولا نقرأ في التاريخ. فالحوار الصريح هو الخيار الصحيح، دون أن يظنَ أحدٌ أن في التحاورِ ضَعفٌ وهزيمة، ودون أن يظنَ أحدٌ أنَ محادثاتِه السرية سوف تعطيه القوة والنصر، أو تقيه شرَ أعداءِ المنطقة الحقيقيين، ودونَ أن يظنَ أحدٌ أن بإمكانه منفرداً الوصول الى شاطىء الأمان. فإما أن نعمل معاً ونُنتج منطقة إستقرار وطمأنينة وإزدهار فنصل معاً، وإلا لن يصلَ أحدٌ، وسوف يتم الأستفراد بنا واحداً بعد الآخر وسينتج عن ذلك خراب عظيم... أعظم مما هو حاصل اليوم".