يوسف أيوب يكتب:
المصريون صخرة صلبة تحطم الأمواج العاتية التي تستهدف مصر
السبت، 12 أكتوبر 2019 07:00 م![المصريون صخرة صلبة تحطم الأمواج العاتية التي تستهدف مصر المصريون صخرة صلبة تحطم الأمواج العاتية التي تستهدف مصر](https://img.soutalomma.com/Large/20191012020214214.jpg)
- المصريون صخرة صلبة تحطم الأمواج العاتية التى تستهدف مصر
- تدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية هو الهدف الخبيث الذى تسعى له «قوى الشر» وهو ما ظهر من خلال حملات ممولة على وسائل التواصل الاجتماعى وبعض القنوات ألفضائية
- الشىء الإيجابى فى هذه الحرب أنها ساعدت بشكل غير مباشر على زيادة وعى المصريين بحجم التحديات والمخاطر التى تستهدف دولتهم
- قناة الجزيرة خرجت فى تغطيتها لذكرى الآنتصار معلنة عن توجهاتها العدائية ضد العرب بشكل عام
الرئيس السيسى قال فى كلمته بالاحتفالية بذكرى السادس من أكتوبر «إن قدر هذا الوطن أن يتعرض لأمواجٍ عاتية يأتى أغلبها من الخارج، ولكنها تتحطم دوما أمام صلابة وتماسك الشعب المصرى الذى يربطه بأرضه رباط وثيق ويربطه بجيشه الوطنى ميثاق وعهد بالحفاظ على الأرض وحماية الشعب وصون الكرامة الوطنية، وخلال العقود الأخيرة تغيرت أشكال الحرب وأساليبها وصولا إلى استهداف الروح المعنوية للشعوب، ولتصل إلى المواطن داخل بيته من خلال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة.. حرب تستهدف إثارة الشك والحيرة وبث الخوف والإرهاب، تستهدف تدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية بتصوير الدولة كأنها هى العدو، وتصبح الجهات الخارجية التى تشن الحرب كأنها هى الحصن والملإذ، وفى تلك الحرب التى تعتمد على الخداع والأكإذيب والشائعات، يكون النصر فيها معقودا على وعى كل مواطن وعلى مفاهيمه وأفكاره ومعتقداته، ولذلك، فإننى على ثقة كاملة من النصر فى تلك الحرب، ليقينى التام بأن الشعب المصرى بأغلبيته الكاسحة، يدرك بقلبه السليم الصدق من الافتراء، وأن هذا الشعب الأصيل سئم من الخداع والمخادعين، ومن كثرة الافتراء على وطنه بالباطل».
تدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية، هو الهدف الخبيث الذى تسعى له «قوى الشر»، وهو ما ظهر من خلال حملات ممولة على وسائل التواصل الاجتماعى وبعض القنوات ألفضائية التى تعمل دوما على فكرة هز الثقة بين المصريين ومؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة.
الأحد الماضى، كنا على موعد مع مثال بسيط لهذه الحرب، والهدف كان واضحا، وهو استمرار الضرب والتشكيك فى القوات المسلحة المصرية، وربط ذلك بتزوير وقائع تاريخية للإيحاء بأن الجيش المصرى لم يحقق أى انتصارات، ففى الوقت الذى اعترفت فيه إسرائيل بالآنتصار الذى حققه الجيش المصرى عليهم فى حرب أكتوبر 1973، وقضاء المصريين على أسطورة الجيش الذى لا يقهر، خرجت قناة الجزيرة ومعها قنوات الإخوان، للتشكيك فى هذا الآنتصار الذى تحول إلى مادة أساسية تدرس فى الأكاديميات العسكرية العالمية، لما يحتويه من دروس فى ألفنون العسكرية، استطاعت العسكرية المصرية أن تسطر لها تاريخا جديدا.
قناة الجزيرة خرجت فى تغطيتها لذكرى الآنتصار معلنة عن توجهاتها العدائية ليس فقط ضد مصر، وإنما ضد العرب بشكل عام، خاصة حينما وصفت انتصارات أكتوبر بأنها ذكرى تحرير شريط ضيق على الضفة الشرقية لقناة السويس، وأسقطت من حساباتها جنود مصر البواسل وخوضهم الحرب فى نهار رمضان، وتحطيم خط بارليف، وحينما تعرضت القناة القطرية لهجوم شرس من المصريين والعرب على هذا التوصيف الذى يجافى الحقيقة والتاريخ، قامت بتعديله بحذف كلمة «ضيق».
والقول إنه «تم تحرير شريط على الضفة الشرقية لقناة السويس وأراضى سيناء وجزء من الجولان بعد احتلالهما عام 1967»، فتواصل الهجوم على القناة، لتضطر إلى إجراء التعديل الثانى، بحذف جملة «شريط على الضفة الشرقية» واستبدلتها بإضافة جملة «خط بارليف على الضفة الشرقية»، فتواصل هجوم المصريين لتقوم القناة القطرية بالتعديل الثالث، وتعترف بالحقيقة التى حأولت العبث بها، وقالت «حققت القوات المصرية انتصارات كبيرة، حيث تم تحرير خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس وأراضى سيناء وجزء من الجولان بعد احتلالهما عام .1967
إذا ربطنا هذه الواقعة، بحديث المذيع الهارب محمد ناصر قبل أسبوعين تقريبا على قناة «الشرق» الإخوانية التى تبث من تركيا، والذى وصل به الحال للتشكيك فى الجيش المصرى، وحأول بكل جهد أن ينفى عن الجندى المصرى أنه خير أجناد الأرض، وحأول وضع كل التفسيرات لنفى ذلك، سنتأكد أن هناك حملة ممنهجة من الخارج، تستهدف المؤسسات المصرية وفى مقدمتها القوات المسلحة، والتى زادت الأسابيع الماضية.
لكن الشىء الإيجابى فى هذه الحرب أنها ساعدت بشكل غير مباشر على زيادة وعى المصريين بحجم التحديات والمخاطر التى تستهدف دولتهم، فحينما رأى المصريون هذا التزييف وتزوير التاريخ، والعبث بكل شىء إيجابى تقوم به الدولة، وأيضا هذه الحملة الممنهجة التى تقودها قنوات إخوانية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعى تدار من الخارج، فكل هذه الأمور جعلته يقف منتفضا فى وجه محركى هذه الحرب، ويكفى هنا الإشارة إلى أن ردود المصريين وتعليقاتهم وفضحهم لكذب قناة الجزيرة، هو الذى دفعها إلى تغيير موقفها أكثر من مرة فى واقعة الأحد الماضى.
نعم ستظل مصر عرضة لحروب مختلفة، لكن سيظل المصريون هم حائط الصد الذى كما قال الرئيس تتحطم على صلابته الأمواج العاتية التى تأتى من الخارج.