«تراثنا».. يعيد الأمل والبسمة إلى أصحاب المهن اليدوية التي أوشكت على الانقراض
السبت، 12 أكتوبر 2019 11:00 ممنال القاضى
الحاجة محبوبة، جاءت إلى المعرض من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء لعرض منتجاتها من الملابس البدوية، وقالت إن هذه النوعية من الملابس تعد مصدر رزق ودخل للكثير من الأسر فى العريش، مشيرة إلى أنها اختارت هذه المهنة لأنها مرتبطة ببيئتها، ورغم أنها أوشكت على الانقراض لقلة المتخصصين بها، لكنها تحاول أن تكون وسيلة للحفاظ عليها، وقالت: «نحظى بدعم من المحافظة وصندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ونشارك دوما فى المهرجانات والمعارض داخل مصر وخارجها».
الحاج فرج الدسوقى عبدالسلام، أحد صناع السجاد اليدوى، جاء من محافظة المنوفية، وتحديدا قرية كريس، بمركز اشمون، قال إنه ورث المهنة من أجداده، خاصة أن مهنة صناعة السجاد اليدوى موجودة منذ أيام الفراعنة، وكانت وقتها بخيط الكتان والأقطان والصوف، مشيرا إلى أن المهنة تواجه مجموعة من التحديات منها نقص المواد الخاص، وأيضا الحرفيين، موجها الشكر للقائمين على معرض «تراثنا» لانهم أتاحوا الفرصة لأصحاب الحرف اليدوية أن يعرضوا منتجاتهم على أكبر نطاق.
من جانبه قال الحاج حنفى محمود، أحد صناع الخيامية بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، «أنا أعشق المهنة التى بدأتها منذ أكثر من 04 عاما، حيث تعلمت هذه المهنة على يد زوج أختى، كما كان جدى يعمل بها»، مضيفا: «أشكر الرئيس السيسى على افتتاح معرض ترثنا، لأنه أتاح لنا فرصة لبيع منتجاتنا ووعدنا بتوسيع مساحة العرض من خلال مشاركتنا فى احتفالات كل السفارات التى تمثل مصر فى الخارج، أسوة بالفنانين والمثقفين، لأن دور صناع الحرف اليدوية لا يقل أهمية عن هؤلاء من أجل الحفاظ على هوية وتراث الصناعة المصرية».
وخلال جولتنا فى المعرض التقينا، إسراء شومان، من محافظة المنوفية وحاصلة على بكالوريوس تجارة، وتعمل فى صناعة المشغولات اليدوية بالتريكو وبالخيوط والصوف والحرير والجلد، وقالت إنها تعمل مع أكثر من300 سيدة من جميع المحافظات، مشيرة إلى أن المعرض أتاح لها التواصل بشكل مباشر مع أكبر عدد من الجمهور.
وعلى مدار أيام المعرض نظم جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، ومنها عروض فنية مجانية ويومية لفرق الفنون الشعبية من مختلف محافظات الجمهورية، وتتنوع تلك العروض بين استعراضات لفنون الرقص الشعبى والتنورة والعزف على الدفوف والآلات الموسيقية التراثية والغناء.
وأكدت نيفين جامع، الرئيس التنفيذى لجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حرص الجهاز على إضفاء روح البهجة والسرور لزوار المعرض، مشيرة إلى أن الهدف من خلال هذه الفعاليات نشر الثقافة الفلكلورية بين رواد المعرض والترويج للمنتجات التراثية الخاصة بكل محافظة، وتوضيح ارتباطها بتلك الفنون الشعبية العريقة، مؤكدة أن معرض تراثنا كان ملتقى ثقافيا وفنيا، استفادت منه الأسرة فى معرفة التاريخ العريق لجميع الفنون التراثية فى مصر، وألا تكون الاستفادة فى شراء مقتنيات وقطع من الصناعات التراثية فقط، بل تمتد الاستفادة لتشمل التعرف على تاريخنا الفنى العظيم وروافده المتنوعة الغنية.
وأضافت أن الإطلاع على الوسائل الفنية لصناعة هذه المنتجات فى العروض الحية التى قدمها المشاركون فى المعرض، تشكل حافزا للشباب على تعلم تلك الفنون وإتقانها وإقامة مشروعات صغيرة أو متناهية فى الصغر، تحول قدراتهم الفنية إلى فرص عمل منتجة ومربحة. وساهم المعرض فى الترويج لمنتجات مشروعات الشباب ومساعدتهم على فتح أسواق لها داخليا وخارجيا؛ مما يسهم فى دعمهم على الاستمرار والتطوير وتقديم صورة متميزة لهذه الصناعات التراثية المصرية على مستوى العالم.
وشهد معرض تراثنا إقبال عدد من غير المصريين والسياح لمشاهدة الأعمال والمنتجات المعروضة، وخاصة لرغبتهم فى اقتناء الأعمال التى تعبر عن التراث المصرى الأصيل، إذ تواجد عدد من الاسبان والإنجليز داخل المعرض وأبدوا إعجابهم الشديد بأعمال الرسم على الحجارة والخشب والإكسسوارات اليدوية، وحرص الزوار الأجانب على شراء المنتجات اليدوية والتراثية، فى ظل سعر تنافسى مناسب لهذه المنتجات، الأمر الذى يخلق حالة من الرواج لها، لدى زبون المعرض سواء كان مصريا أو أجنبيا.