أردوغان في مرمى الإعلام العالمي بسبب العدوان التركي على سوريا
الجمعة، 11 أكتوبر 2019 04:00 م
حذرت الصحف العالمية تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان من تداعيات تدخله العسكرى فى سوريا، وأشار بعضها إلى ان الرئيس التركى سيواجه خيارات صعبة بشأن المدى الذى سيذهب إليه فى عدوانه على جارته الجنوبية، فيما هاجمه البعض واتهمه بزرع بذور كراهية ستمتد لأجيال قادمة.
حيث قالت صحيفة تايمز البريطانية إن التوغل العسكرى التركى فى شمال سوريا قد يتحول إلى أكبر عملية عسكرية يقوم بها جيش تركيا والأكثر مخاطر منذ غزو شمال قبرص فى عام 1974، وهو العمل الذى أسفر عن صراع لايزال مجمدا بعد عقود، وقد أثر على علاقات تركيا مع العالم الخارجى.
وحذرت الصحيفة من أن شن هجوم شامل على شرق سوريا يهدد بأن يخلق معارضة مشابهة لما حدث لغزو قبرص، ويمكن أن يغرق تركيا فيها فى عقود، لكن دون استقرار جبهة قبرص.
وأشارت التايمز إلى أن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان قال إن هدفه الأساسى هو إقامة منطقة عازلة فى عمق 20 ميل على طول الحدود الممتدة لمسافة 300 ميل والتى لم تحتلها قوات موالية لها، ثم يقوم بإعادة توطين نحو مليونى لاجئ سورى أغلبهم من العرب السنة فيها، فيخلق مقاومة مدعومة من تركيا بين الأكراد والحدود.
ورأت الصحيفة أن هذا الهدف يثير أسئلة لا جواب لها، فهو يعنى تقهقر مزيد من القوات الأمريكية إلى الجنوب، وسيتعين على الأمريكيين وحلفائهم الأكراد اتخاذ قرار بشأن سجناء داعش الخطرين، وهو ما حدث بالفعل.
وفى حين أن الجيش التركى لديه ميزة من حيث العتاد والقوة الجوية، فإن الأكراد يتمتعون بمهارات فى حرب العصابات ويعرفون المنطقة جيدا وهوا ما قد يغرق القوات التركية بسهولة فى مستنقع يتعرضون فيه لهجوم مستمر من وحدات حماية الشعب الكردية.
وفى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، علقت أصلى أندينتاسباس، الخبيرة فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية والزميلة فى مركز ميركاتور باسطنبول، على الهجوم العسكرى التركى على الأراضى السورية، بقولها إن أردوغان يزرع بذلك بذور كراهية ستمتد لأجيال قادمة.
وقالت الخبيرة التركية إن الخوف هو ما يدفع تركيا للتحرك الآن.
وأشارت إلى أن المسئولين الأتراك أخبروها أن تعطيل إقامة منطقة حكم ذاتى للأكراد يمثل ضرورة وجودية لتركيا، وهذا ينبع من الخوف من أن أكراد تركيا أنفسهم ربما يريدون أن ينفصلوا يوما ما.
وتابعت الكاتبة قائلة إنها أوضحت للمسئولين فى تركيا أن قلب المشكلة يكمن فى أنقرة وليس فى سوريا، فالأتراك يخشون سوريا لأنه فى بعض مناطق تركيا شعر الأكراد بشكل تقليدى بأنهم مهمشون ومقموعون حتى أنهم تمردوا والطريقة التى يتم التعامل بها مع هذا التمرد هى التى تؤسس لديمقراطية حقيقية يشعر فيها الجميع بالمساواة والحرية، وتصبح هذه الطريقة الوحيدة على المدى الطويل لمواجهة تهديد الانفصال.
وأكدت الخبيرة أن العملية العسكرية تأتى فى وقت ضعف سياسى واضح لأردوغان بعد الخسارة الكبرى التى منى بها حزبه فى الانتخابات المحلية فى يونيو الماضى، وجهود تشكيل أحزاب جديدة على يد رموز سابقة بالعدالة والتنمية مثل أحمد داود أوغلو وعلى باباجان.
ويعتقد أردوغان أن اللاجئين فى تركيا، وعددهم حوالى 4 مليون داخل البلاد ومثلهم على حدودها، هم واحدة من الأسباب الرئيسيىة لتراجع شعبية حزبه.
من جانبها، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن العملية العسكرية التى شنها أردوغان فى سوريا يمكن أن تكون أكبر مقامرة له على الإطلاق، مشيرة إلى أنه يواجه بعض الخيارات الصعبة بعد موافقة الولايات المتحدة على تحركه.
وفى تصريحات لشبكة "سى إن إن" قال إبراهيم كاليم، الذى يوصف بأنه الذراع اليمنى لأردوغان، إن هذه ليس خطوة ضد الأكراد فتركيا ليس لديها مشكلة مع الأكراد، بل إنهم يحاربون "تنظيما إرهابية قتل وقمع الشعب الكردى أيض"، على حد قوله.
ورأت الصحيفة أن هذا التغير فى اللهجة قد جاء كما هو واضح بسبب الغضب الذى اشتعل فى واشنطن عقب قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية، والذى تسبب فى اتهام الجمهوريين أنفسهم للبيت الأبيض بخيانة القوات الكردية التى كان لها دور رئيسى فى المعركة ضد داعش.
وغيرت تركيا لهجتها أيضا فيما يتعلق بـ "طموحات الأرض" فى سوريا على المدى الطويل، لاسيما ما يتعلق بنية أردوغان المعلنة بإنشاء منطقة آمنة دائمة. حيث زعم الأتراك أنهم لا يسعون لاحتلال لأى جزء من تركيا.
ولفتت "الجارديان" إلى أن أردوغان يواجه الكثير من الأمور المجهولة منها ما إذا كانت بلاده لديها القدرة، ناهيك عن الرغبة، فى تولى قيادة المعركة ضد داعش أو السيطرة على مراكز الاحتجاز ومخيمات اللاجئين التى يتولى حمايتها حاليا الأكراد.