يوضع سره فى أضعف خلقه.. الأشياء الصغيرة هي مفتاح التغيير
الأربعاء، 09 أكتوبر 2019 07:00 ص
قد تجد يوما انتشاراً كبيراً لمنتج أو فكرة أوكتاب، هناك موضات تصبح رائجة بسرعة، أو حتى فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يحصل على الملايين من المشاهدات، لا يشترط وقتها عمق الفكرة او فائدتها أو جدواها لكنها فى النهاية تنتشر فما التفسير لذلك؟.
تفسير ذلك، ناقشة الكاتب الكندى مالكوم جلادويل، فى كتابه "نقطة التحول" أو كيف يمكن للأشياء الصغيرة أن تحدث تغييراً كبيراً، وفى سياق الكتاب قام بمناقشة ما أسماه قوانين التغيير والتى لخصها فى فى ثلاث مبادىء، أولها العدوى، ثانيها أن الأشياء الصغيرة تحدث تغييراً كبيراً وثالثها أن التغيير لا يحدث تدريجياً وإنما فى لحظة حاسمة واحدة، وقد نشأ عن هذه المبادىء عدة قوانين تساعد على إحداث التغيير، وهى قانون الأقلية ثم قانون عامل الالتصاق يليهم قانون قوة السياق، ولكن قبل مناقشة هذه القوانين دعونا نسرد قصة ذكرها مالكوم جلادويل فى كتابه ستساعدنا على فهم هذه القوانين.
ويرى الكاتب، فى قانونه الأول بالكتاب الذى أسماه بـ" قانون الأقلية"، وهذا القانون يذكر أن انتشار أى فكرة أو موضة أو حتى وباء يعتمد على مجموعة صغيرة من الناس، تسمى بالأقلية، هذه الأقلية هي من كبار المهتمين والمتخصصين في المجال والذين يعملون على الفكرة التي ترغب في توصيلها، وبدلاً من محاولة توصيل الفكرة لكل الناس يمكن بسهولة توصيلها عن طريق هذه الأقلية المهتمة أو المتخصصة، وتنقسم هذه الأقلية إلى ثلاثة أقسام، هم الموصلون، وهم الأشخاص أصحاب المهارة في العلاقات الاجتماعية والمشاهير وهم لهم القدرة على توصيل الفكرة لمجموعة أكبر بسهولة.
ويليهم أصحاب الخبرة، وهم أفضل من في المجال الخاص بالفكرة بمعلوماتهم وعلمهم وقدرتهم على تجميع الأفكار وتوصيلها للناس، يليهم البائعون المسوقون ومندوبوا المبيعات القادرين على بيع فكرتك أو منتج بإستخدام خبراتهم ومهاراتهم في البيع والتسويق.
لذا تستطيع هذه الأقلية توصيل الأفكار باستخدام مبدأ ال20 - 80، أى أن 20% من الأشخاص يستطيعوا ان ينشروا 80% من الأفكار، ولكن يشترط فى هؤلاء الأشخاص السرعة والعمل بذكاء، ولذلك يعتمد نجاح أي نوع من الأنشطة أو الأوبئة الاجتماعية على انخراط أشخاص لديهم مجموعة نادرة من المواهب الاجتماعية ومن ثم يبدأوا بنشر الفكرة أو الموضة بين المجموعات الأكبر.
الكاتب وضع القانون الثانى، وأطلق عليه "عامل الالتصاق"، يشير هذا القانون أنه مهما كانت قوة الفكرة فإن طريقة عرضها هى التى ستتحكم فى انتشارها من عدمه، أو بمعنى اصح ليس المهم ماتقوله، لكن المهم كيف تقوله، فإن قمت بعرض فكرتك بطريقة منفرة لاتحفز الناس على معرفة المزيد عنها فستنهتى، أما اذا قمت بعرض فكرتك بطريقة شيقة ستجعل الناس تنجذب اليها وبالتالى سيبدأوا فى نشرها بين اوساطهم، وهذا المبدأ الذى تقوم عليه معظم إعلانات الدعاية، حيث لم تعد تلجأ إلى نشر معلومات عن المنتجات بقدر ما أصبحت تقوم بنشر قصص دعائية وأفكار حولها تساعد على إنشاء تأثير عاطفي بينها وبين المستهلكين وبالتالى يكونوا هم العامل الموصل لانتشارها، وبالتالى صار التحدي الأكبر لأصحاب الأفكار أو المنتجات هو أن يجدوا الطريقة المناسبة للإعلان عن افكارهم أو منتجاتهم وتوصيل رسائلهم إلى أكبر قدر من الناس.