قيادات إسرائيلية في شهادتهم عن حرب أكتوبر: رأينا الأهوال على يد الجيش المصري في سيناء
السبت، 05 أكتوبر 2019 06:00 منرمين ميشيل
شاهدنا الأهوال طوال أيام حرب أكتوبر على يد الجيش المصرى ... هذا هو ملخص الشهادات التى أدلى بها القادة الإسرائيليون الذين شاركوا فى حرب أكتوبر وشاهدوا انكسار الجيش الإسرائيلى على يد القوات المسلحة المصرية التى قضت على الغطرسة الإسرائيلية، بعد أن كبدهم خسائر فادحة فى العتاد والأرواح طوال أيام الحرب التى غيرت موازين القوة فى المنطقة، ولعل من أهم الشهادات التى سطرها التاريخ كانت شهادة جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل، وموشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى وقت الحرب.
جولدا مائير: المصريون عبروا وضربونا بشدة
قالت جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل وقت الحرب فى كتاب حمل عنوان «من كتاب حياتى»، أن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا فى سيناء، وتوغل السوريون فى العمق على مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين، وكان السؤال المؤلم فى ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة على حقيقة الموقف السيئ أم لا ؟!
موشى ديان: المصريون قضوا على خط بارليف كخط دفاعى
أما موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى خلال حرب أكتوبر، وثق لحظات الهزيمة حيث قال، إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا فى سيناء، وتوغل السوريون فى العمق على مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين، مضيفا: «أننى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك القوة الكافية لدفع المصريين إلى الخلف وأننا لا نملك القوة الكافية لإعادة المصريين عبر قناة السويس مرة أخرى، إن المصريين يملكون سلاحا متقدما، وهم يعرفون كيف يستخدمون هذا السلاح ضد قواتنا، ولا اعرف مكانا فى العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر، إن المصريين يملكون العديد من الأنواع المختلفة من السلاح، وهم يستعملون كل هذه الأنواع بامتياز وبدقة متناهية».
وقال إن خط بارليف لم يعد حقيقة بالنسبة لنا، ونحن لا نملك القوة لطرد المصريين الذين احتلوه أو حطموه، ولا نملك القوة لدفع المصريين مرة أخرى عبر القناة إلى الضفة الغربية .
إن الأهم بالنسبة لنا وللعالم أننا - إسرائيل - لسنا أقوى من المصريين وأن هالة التفوق الإسرائيلى قد زالت وانتهت إلى الأبد .
أبا آبيان وزير خارجية إسرائيل
قال وزير خارجية إسرائيل فى نوفمبر 1973، لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر ١٩٧٣، لذلك ينبغى ألا نبالغ فى مسألة التفوق العسكرى الإسرائيلي.. بل على العكس فإن هناك شعورا طاغيا فى إسرائيل الآن بضرورة إعادة النظر فى علم البلاغة الوطنية .. إن علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبتعد عن المبالغة.
أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية
أما مدير المخابرات الحربية الإسرائيلى الأسبق فقد قال إنه لا شك أن العرب خرجوا من الحرب منتصرين، بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس فقد خرجنا ممزقين وضعفاء، وحينما سئل السادات هل انتصرت فى الحرب ؟ أجاب «انظروا إلى ما يجرى فى إسرائيل بعد الحرب وأنتم ستعرفون الإجابة على هذا السؤال».
حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق
كما أكد حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق فى شهادته أن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبرى عمت الإسرائيليين ولم يعد موشى ديان كما كان من قبل، وانطوى على نفسه من ذلك الحين، لقد كان دائما على قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس فى وسعهم أن يهاجموا، وحتى فى غمرة الاختراق المصرى، لم يعترف «ديان» بخطأ تحليلاته، لقد أصبح موشى ديان شخصية من طراز «هاملت» يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض إرادته، كما أن هذه الحرب كانت بداية النهاية لحكومات العمل التى حكمت إسرائيل لمدة خمسة وعشرين عاما، مثلما كانت الحرب سببا فى إحداث تغييرات فكرية فى عقلية القيادة الإسرائيلية، والتى بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية فى التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية.
أبراهام كاتزير رئيس دولة إسرائيل الأسبق
قال أبراهام كاتزير رئيس دولة إسرائيل الأسبق، كنا نعيش فيما بين عام 1967 - 1973 فى نشوة لم تكن الظروف تبررها، بل كنا نعيش فى عالم من الخيال لا صلة له بالواقع، وهذه الحالة النفسية هى المسئولة عن الأخطاء التى حدثت قبل حرب أكتوبر، وفى الأيام الأولى للحرب، لأنها كانت قد تفشت فى كل المجالات العسكرية والسياسية والاجتماعية - وأحدثت فيها مواطن ضعف خطيرة يجب على الإسرائيليين جميعا أن يتحملوا مسئوليتها، وعلينا أن نتعلم بعد هذه الحرب الفظيعة أن نكون أكثر تواضعا وأقل نزوعا إلى المادية، كما يتحتم علينا أن نبذل كل طاقاتنا لإزالة الفجوة الاجتماعية، والتغلب على المادية التى أحدقت بنا.
الجنرال الإسرائيلى اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلى ١٩٧٣
قال الجنرال الإسرائيلى اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلى ١٩٧٣ إن حرب أكتوبر هى حرب تختلف عن كل الحروب التى خضناها ضد العرب، كانت المبادرة دائما لنا، وكان التحرك بالنسبة لنا أمرا سهلا لأننا نحن الذين كنا نهاجم، ولكن هذه المرة هم الذين هاجموا، ومعنى ذلك أن التوقيت لهم والهجوم لهم، أما المفاجأة فهى لنا، وأصبح علينا أن ندافع ، وهذا أمر مرير.
الجنرال الإسرائيلى يشيعا جافيتش
فيما قال الجنرال الإسرائيلى يشيعا جافيتش، إن الحرب انتهت دون أن نتمكن من كسر الجيوش العربية، لم نحرز انتصارات، لم نتمكن من كسر الجيش المصرى أو السورى على السواء، ولم ننجح فى استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي، وأننا لو قيمنا الانجازات على ضوء الأهداف، لوجدنا أن انتصار العرب كان أكثر حسما .
ولا يسعنى إلا الاعتراف بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من أهدافهم، فقد أثبتوا أنهم قادرون على التغلب على حاجز الخوف والخروج إلى الحرب والقتال بكفاءة، وقد أثبتوا أيضا أنهم قادرون على اقتحام مانع قناة السويس، ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من أيدينا بقوة السلاح .
كتاب «إسرائيل .. انتهاء الخرافة»
وفى كتابه «زلزال أكتوبر - حرب يوم عيد الغفران»، قال البروفيسور الإسرائيلي «شمعون شامير» : إننى أحصى للعرب خمسة إنجازات، كان أهمها نجاحهم فى إحداث تغيير فى الإستراتيجية السياسية للولايات المتحدة الأمريكية بصورة غير مواتية لإسرائيل، كما أنهم نجحوا فى تجسيد الخيار العسكرى مما يفرض على إسرائيل جهودا تثقل على مواردها واقتصادها .
كما نجح المصريون فى إحراز درجة عالية من التعاون العربى سواء على الصعيد العسكرى أو الاقتصادى، خاصة عندما استخدموا سلاح البترول فى أكتوبر .
علاوة على استعادة مصر حرية المناورة بين الدول الكبرى بعد أن كانت قد فقدتها قبل ذلك بعشر سنوات ، كما غير العرب من صورتهم الذاتية فقد تحرروا من صدمة عام ١٩٦٧، وأصبحوا أقدر على العمل الجاد.