بعدما ضاقت به السبل.. بوعزيزي تركيا يشعل النيران في نفسه ويزيد الأوضاع سوءا

الجمعة، 04 أكتوبر 2019 03:22 م
بعدما ضاقت به السبل.. بوعزيزي تركيا يشعل النيران في نفسه ويزيد الأوضاع سوءا
دينا الحسيني

أشعل مواطن تركي النار بنفسه، أمام مبني محافظة ملاطية وسط تركيا، بسبب عدم قدرته على دفع إيجار منزله و تراكم إيجار سكنه، وهدده المالك بالطرد، في مشهد لن تراه على قنوات الشرق أو مكملين ولن تهتم به قناة الجزيرة.

المواطن التركي البسيط ظهر في مقطع فيديو، تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، يسير بإحدى الميادين بتركيا، وفجأة ظل يصرخ فى الشارع شاكيا حالته الضنك نتيجة لضيق ذات اليد. أمام مبني محافظة ملاطية وسط تركيا، بسبب عدم قدرته علي دفع إيجار منزله، بعد تراكم عليه الإيجار لصاحب المنزل ومهدد بالطرد، ولم يكن أمامه سوى حرق نفسه.

الرجل التركي الذي لم يجد من يسمعه أسرع في الشارع بملابس مهلهلة يستغيث بالمارة لمساعدته دون جدوي،  ولم يجد مسؤلاً بالدولة يسمع شكواه فأقدم علي الانتحار بسكب البنزين علي نفسه.

لم تكن تلك الظاهرة الأولى في محاولات الانتحار، حيث تزايدت ظاهرة الانتحار في تركيا بشكل ملحوظ، خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بين الشباب، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، بحسب ما أشارت تقارير إعلامية تركية.

وقالت صحف تركية، إن 233 مواطنا تركيا انتحروا منذ بداية العام الحالي، كان آشهرهم إسماعيل دفريم الذي انتحر الأسبوع الماضي، لعجزه عن شراء الزي المدرسي لأبنائه. وقال قبل انتحاره: «إذا كنت لا أستطيع شراء الزي المدرسي لأطفالي، لا معنى لحياتي»، وهي الرسالة التي لخصت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة للأتراك.

وفي حين قالت مصادر أخرى إن عدد محاولات الانتحار في السنوات الخمس الأخيرة بلغ 60 ألفا و850 حالة، لقي 16 ألفا و28 شخصاً منهم حتفهم. 

بدورها، أشارت صحيفة «يني تشاغ»، استنادا إلى بيانات معهد الإحصاء التركي، إلى أن عدد المنتحرين في تركيا خلال الفترة الممتدة بين 2014 و2017 بلغ 9 آلاف و479 شخصاً، وأن غالبية حالات الانتحار حدثت في إسطنبول. وذكرت أن عدد الرجال المنتحرين بلغ 7 آلاف و41، والنساء ألفين و438، مضيفة أن الأزمات الاقتصادية وانخفاض القوة الشرائية لليرة وغرق المواطنين في مستنقع الديون منذ 10 سنوات، أي منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، أدت إلى ارتفاع معدل الجريمة ونسبة حالات الانتحار.

 

دفعت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة مواطنا تركيا لإشعال النيران فى نفسه أمام مبني محافظة ملاطية، بسسب عدم قدرته علي دفع إيجار منزله حيث تراكم عليه الإيجار لصاحب المنزل ووصل لـ 2000 ليرة، وأصبح مهددا بالطرد، وفقا لما نشرته صحيفة جمهوريت التركية.

 
24251-hqdefault

 

وأضافت الصحيفة، أن هذا يأتى نتيجة النمو الخادع المبنى على القروض والصعود السريع غير الحقيقى الذى يتبعه هبوط قاسي يرجع الحال إلى أسوأ مما كان، متابعة أن انهيار العملة التركية جعل الأسعار ترتفع بشكل كبير.

أضافت: وفي الوقت نفسه خرجت تسريبات لأردوغان ونجله تكشف مدى الفساد والسرقة لأموال الشعب التركي الذى بات يشعر بتدهور الحالة الاقتصادية بسبب سياسة أردوغان بالإضافة إلى قمع الحريات واعتقال الآلاف من المواطنين والموظفين بعد الانقلاب المزعوم".

 

 

وفي عام 2018، شهدت تركيا 3 آلاف و69 حالة انتحار خلال العام الماضي من بينها 233 حالة، بسبب ضيق المعيشة والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد، وقال تقرير آن ذاك، أن أعلى معدلات الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية كانت في إسطنبول بواقع 34 حالة، و20 في إزمير، و14 في بورصا، و13 بالعاصمة أنقرة، و12 في أنطاليا، و9 في مارسين، و8 في قونيا، و7 في غازي عنتاب و7 في أضنة، إلى جانب حالات في مدن أخرى.

وصدر التقرير عن نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري، والبرلمانية عن مدينة إسطنبول، غمزة آق قوش إيلجازدي، وسلطت من خلاله الضوء على حالات الانتحار التي شهدتها البلاد في 2017، قالت فيه إن الحالات التي أعلن أن سببها كانت الأوضاع الاقتصادية بلغت عددها 233 حالة فقط، وما هي إلا قمة جبل الجليد الظاهرة. إذ من المتوقع أن يكون العدد أكبر من هذا بكثير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق