لا تعمل مواقع التواصل الإجتماعي بمعزل عن أجهزة الاستخبارات العالمية، وفى مفاجأة من العيار الثقيل ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن "رئيس تحرير" قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في موقع التواصل الشهير "تويتر" هو ضابط في وحدة الحرب الإعلامية بالجيش البريطاني وفق تقارير إعلامية.
اللافت أن ضابط المخابرات البريطانى ويدعى "جوردون ماكميلان" هو من كشف بنفسه دوره في اللواء 77 حيث كتب على ملفه الخاص على موقع "لينكد إن"، "لدي اهتمام قوي في السياسة والشؤون الدولية، وأنا ضابط احتياط في الجيش البريطاني يخدم في اللواء 77، المتخصص في الاشتباك غير الفتاك".
وعقب افتضاح دور "ماكميلان" قام بحُذف عبارة "المتخصص في الاشتباك غير الفتاك" من على موقع "لينكد إن".
من جانبه قال موقع " تويتر" فى تصريحات لمتحدث لها فى محاولة لاحتواء هذه الفضيحة إنها "خدمة منفتحة ومحايدة ومستقلة" وأن مراجعة خدمة "ماكميلان" كعامل احتياطي في الجيش لا تنتهك أياً من سياساتها.
وأضافت في بيان "إننا لا نسمح باستخدام خدمات البيانات الخاصة بنا لأغراض المراقبة أو أي أغراض أخرى لا تتفق مع توقعات الناس في مجال الخصوصية ... ويُشجع الموظفون الذين يبحثون عن فرص خارجية للتطوع على القيام بذلك شرط أن تكون الفرص متوافقة مع توجيهات الشركة... نحن ننشر بشكل استباقي على الخدمة جميع التغريدات والحسابات المتعلقة بعمليات المعلومات الأجنبية المدعومة من الدولة - بغض النظر عن المصدر".
وكان الحساب الشخصي العام لـ"ماكميان" يحتوي على العديد من التفاعلات مع حساب اللواء 77 على تويتر، والذي أصبح حساباً خاصاً بعدما تعرض للاختراق في فبراير.
وفق تقارير إعلامية فإن "ماكميلان" يعمل في موقع " تويتر" منذ ست سنوات ويحتل منصب رئيس تحرير قسم شؤون أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في الشركة منذ يوليو 2016.
جدير بالذكر أن اللواء 77 أنُشئ في يناير عام 2015 ضمن عملية إعادة هيكلة للوحدات العسكرية بما في ذلك "مجموعة العمليات النفسية 15" ومجموعة العمليات الإعلامية كما أن اللواء سيستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك فيسبوك وتويتر "للقتال في عصر المعلومات".
ويضم احتياطي الجيش متطوعين غير متفرغين، بمن فيهم أخصائيون مدنيون، يقدمون الدعم للجيش النظامي لمدة لا تقل عن 19 يوماً في السنة.
ويعرض الموقع الإلكتروني للواء 77 بالتفاصيل مهام تشمل "تخطيط الأنشطة الإعلامية" وإجراء "تحليلات مضادة"، وكذلك "التفاعل مع الجماهير من أجل التأثير على المفاهيم" وخلق منتجات "تهدف إلى التأثير على السلوكيات".
ويقول الموقع "هدفنا هو تحدي صعوبات الحرب الحديثة باستخدام الاشتباك غير المميت وعوامل الرفع غير العسكرية المشروعة كوسائل للتكيف مع سلوكيات القوات المضادة والخصوم ... اللواء 77 هو عامل للتغيير".
بدورها لم تؤكد وزارة الدفاع البريطانية بدقة دور ماكميلان، لكنها قالت إن القوات الاحتياطية توقّع على "تصريح تضارب المصالح".
وقال متحدث باسم الجيش "نحن نوظف أفراداً احتياطيين متخصصين من المهن المدنية المتنوعة من أجل الاستفادة من مهارات وخبرات كبار المهنيين... لا علاقة أو اتفاق بين اللواء 77 وتويتر، ما عدا استخدامه كمنصة إعلامية للتواصل الاجتماعي".