خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى.. دعم القارة بزراعة مليار فدان

منذ أن تولّت مصر، رئاسة الاتحاد الإفريقى، فى شهر فبراير من عام 2019م، وهى تعمل بجِد وإصرار، لخدمة أبناء القارة الإفريقية، على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والأمنية و الاجتماعية وغير ذلك، وفى القلب من كل هذه القضايا الملفات الزراعية، باعتبارها عصب الحياة وروحها، لأن الزراعة هى مصدر الأمن الغذائى للملايين من الأفارقة، وقد تعددت لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع الرؤساء الأفارقة، فى أكثر من مناسبة، من أجل خير القارة وأبنائها، خاصة وأن إفريقيا، غنيّة بمواردها الطبيعية وسكانها، وسواعد شبابها، الذين يمثّلون دعائم البناء والتطوير والتعمير. 

الزراعة فى أفريقيا 

مصر والاتحاد الإفريقى

والاتحاد الإفريقي، هو منظمة دولية، تتألف من 54 دولة إفريقية، وقد تأسس الاتحاد في 9 يوليو من عام 2002م، خلفاً لمنظمة الوحدة الإفريقية، وتُتّخذ أهم قرارات الاتحاد، في اجتماع نصف سنوي، لرؤساء الدول، وممثلي حكومات الدول الأعضاء، من خلال ما يُسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي،  ويقع مقر الأمانة العامة، ولجنة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا بأثيوبيا، وخلال اجتماع الجمعية العامة للاتحاد، في فبراير من عام 2009، والذي كان قد رأسه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فقد أعلن عن حل لجنة الاتحاد الأفريقي، وإنشاء سلطة الاتحاد الإفريقي، ومنذ فبراير الماضى، ومع تولى مصر رئاسة الاتحاد، قامت مصر بجهود متواصلة لصالح القارة، ومنها ما تم في 16 مارس، عندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، ملتقى الشباب العربي الإفريقي، في محافظة أسوان، واستمر لمدة 3 أيام، نظراً لاهتمام السيسي.

ا

منذ توليه رئاسة الاتحاد بالشباب، وحرصه على تأسيس منصة، يمكن من خلالها الاستماع لشباب القارة، وفى 23 أبريل، تولى السيسي رئاسة اجتماع قمة الترويكا، ولجنة ليبيا رفيعة المستوى، بالاتحاد الأفريقي، بمشاركة رؤساء رواندا وجنوب أفريقيا عضوي ترويكا إدارة الاتحاد، ورئيس الكونغو بصفته رئيساً للجنة المعنية بليبيا في الاتحاد، فضلاً عن مشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وكانت تهدف القمة إلى مناقشة آخر التطورات على الساحة الليبية، واحتواء الأزمة الحالية، والقضاء على الإرهاب وإحياء العملية السياسية في ليبيا، و في أبريل أيضا، شارك وفد من الاتحاد الأفريقي، في المشاورات الخاصة بتعديل قواعد المركز الدولي، لتسوية نزاعات الاستثمار التابع للبنك الدولي، بهدف تحسين قواعد الاستثمار وجعلها أكثر فعالية، وفى 28 يونيو، شارك السيسي، في فعاليات قمة مجموعة العشرين، خلال اجتماعها الرابع عشر، والذي استضافته اليابان، باعتباره رئيسا للاتحاد الافريقي، وتعد هذه القمه أهم منتدى اقتصادي دولي، يهتم ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي، و في 3 يوليو.

الزراعة عصب الحياة فى أفريقيا

وقّع الاتحاد الأفريقي اتفاقًا للتعاون، مع الشركة الصينية "هواوي" الشهيرة، في صناعة الهواتف المحمولة، والاتصالات، لتعزيز الشراكة بينهما، وذكرت الشركة في بيان لها حينها أن الهدف من توقيع البروتوكول، هو تعزيز الشراكة بينها، وبين الاتحاد في 5 مجالات، وهي الاتصالات واسعة النطاق والانترنت وتقنية الجيل الخامس والذكاء الصناعي والحوسبة، كما ساهمت مصر، باعتبرها رئيسا للاتحاد الأفريقي، في التوصل لاتفاق تاريخي، بين المجلس العسكري الانتقالي السوداني، وقوى المعارضة السودانية، وهو الذي يؤسس لمرحلة انتقالية، تعبر بالسودان المرحلة الصعبة في تاريخها المعاصر.

الأراضي الصالحة للزراعة بالقارّة

من ناحيته، قال أشرف الشيتي، الخبير الزراعي، إن المساحات الزراعية، القابلة للزراعة في الدول الإفريقية، تزيد عن المساحة الزراعية في دول الصين والولايات المتحدة وأوروبا، وأشار أشرف الشيتي، إلي وجود في فرص نمو كبير، في المجال الزراعي بالدول الافريقية، حيث يصل حجم الناتج المحلي فيها، إلي 3 تريليون دولار حاليا، ومن المتوقع أن ترتفع إلي 5 إلي 6  مليار دولار عام  2025، مع استخدام طرق الزراعة الحديثة، وأساليب الزراعة المتقدمة، كما إنه من المتوقع، أن يرتفع الإنفاق علي الغذاء، بالقارة الأفريقية، ليصل إلي 176 مليار دولار، بسبب الزيادة السكانية لعدد 1.2 مليار نسمة، يعيشون علي أراضيها.

الزراعة أمل أفريقيا لوجود الأراضى الشاسعة والمياه 

وأضاف الشيتي، في كلمته، خلال المؤتمر الذي نظمته نقابة الزراعيين، بحضور عدد من ممثلي النقابات الزراعية، في دول أفريقيا، وخبراء الزراعة في عدة دول، للاعلان عن تنظيم مؤتمر للزراعيين الأفارقة، وأنه للأسف رغم الإمكانات الواعدة بالقارة الافريقية، فضلا عن وجود 400 شركة أفريقية بالقارة، إلإ انه لا يوجد من بين هذه الشركات، ضمن أكبر 500 شركة في العالم.

وأوضح الشيتي، أنه يوجد بالقارة الأفريقية 122 مليون مستخدم بيانات، فضلا عن أن عدد أجهزة المحمول في القارة، يفوق الأرقام المتوقعة، وتمثل الزراعة أحد الأنشطة الاقتصادية الكبيرة، في الدول الأفريقية، حيث يعمل بها 60% من العاملين، وتساهم الزراعة بـ 23% من الدخل القومي للدول الأفريقية، وهو ما يعني أن دول القارة لديها خبرات كبيرة في تكنولوجيا المعلومات والموارد الزراعية والمائية.

أفريقيا كنز الخيرات 

وأشار الخبير الزراعى، إلي أن حالة الأمن الغذائي بالقارة، لن تتحسن إلاّ بإدارة جيدة للموارد الزراعية والمائية، وأسمدة أفضل، وتسويق أحسن للمنتجات الزراعية، مشيراً إلي أن أحد مشاكل الزراعة، في هذه الدول،هو التسويق، حيث يشكل الفارق في أسعار بيع المحاصيل، لدي المزارع وسعرها في السوق 13 ضعفا، وهو ما يتسبب في توجه الفلاح الأفريقي، إلي الإبتعاد عن مهنة الزراعة، وهو ما يعني ضرورة حل مشاكل التسويق الزراعي.

الزراعة فى أفريقيا توفر الغذاء للجميع

ولفت الشيتي، إلي أنه يوجد بالقارة، ما يقرب من 480 مليون هكتار، يتم زراعتها، وتعادل مليار فدان، ولكنها تعاني من ضعف الإنتاجية، رغم أن الأراضي الصالحة للزراعة، تتجاوز هذا الرقم، لتصل إلي ما يقارب من 840 مليون هكتار، وأن تحسين إنتاجية الناتج الزراعي، في الدول الإفريقية، يحتاج إلي تحسين نوعية البذور المستخدمة في الزراعة، لتحقيق الامن الغذائي، مشددا علي أهمية أن يسود السلام، في جميع ربوع القارة الإفريقية، للاستفادة من مقومات دولها.