في أول أسبوع دراسي.. طعن وتحرش وما خفي كان أعظم
الأحد، 29 سبتمبر 2019 06:00 مكتبت –إيمان محجوب
لم يمر من العام الدراسي، سوي الأسبوع الأول، وبدأ مسلسل العقاب البدني للتلاميذ من قبل المدرسين، حيث شهدت الأيام الأولى من العام الدراسي حوادث عديدة منها: «ضرب، وطعن، وتحرش».
كانت ربة منزل، اتهمت مدرس بالاعتداء الجنسي على ابنتها، داخل أحدى المركز التعليمية الخاصة بإمبابة، بدأت الواقعة عندما تلقى مباحث قسم شرطة إمبابة، بلاغا من ربة منزل، اتهمت فيه مدرس بالاعتداء جنسيا على ابنتها البالغة من العمر (13 سنة)، أثناء حضورها درس خاص داخل مركز تعليمي، وحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
وفي واقعة مشابهة بطلها مدرس، تمكنت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة أول العاشر من رمضان، من ضبط مدرس؛ على خلفية اتهامه بالتحرش بطفلة تبلغ من العمر (6 سنوات)، ومحاولة هتك عرضها، ذلك أثناء قيامته بإعطائها «درس خصوصي».
وتم تحرير المحضر رقم (10569) إداري لسنه (2019). كما شهدت مدرسة تحسين الصحة، بإدارة شرق الإسكندرية التعليمية، حادثا مؤسفا حيث قام أحد أولياء الأمور بطعن مدرس بالمدرسة بالسكين.
وقال يوسف الديب، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية في تصريحات صحفية، إن الواقعة حدثت خارج أسوار المدرسة وبسبب خلافات شخصية موضحا، أن المديرية قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة وإبلاغ الشرطة.
وتم تحرير محضر وإلقاء القبض على ولى الأمر مرتكب الواقعة موضحا أنه تم اتخاذ إجراءات نقل الطالب إلى مدرسة آخري بعد الواقعة، وأشار إلى أن المدرس بحالة جيدة ويتلقى العلاج اللازم
وفي محافظة الغربية اعتدى مدرس ألعاب بالضرب المبرح على التلميذ «السيد محمد»، بالصف الثالث الابتدائي، بمدرسة كفر الجنينية التابعة لإدارة شرق التعليمية بالمحلة، ما أدى إلى إصابته بكدمات متفرقة من الجسد، باستخدام عصا كبيرة، وتسبب في كسر النظارة الطبية.
وذكرت السيدة في بلاغها، أن المدرس تعمد ضرب الطفل بهذه الوحشية، لإجباره على أخذ درس خاص في سنتره التعليمي، وهذه ليست الواقعة الأولى وعندما توجهت إلى مديرية المدرسة «ميرفت العبساوي» للشكوى اكتفت بالاعتذار فقط، ولم يعترف المدرس بخطئه قائلًا: «أنا أضرب براحتي».
تم تحويل التلميذ إلى مستشفى المحلة العام؛ لتوقيع الكشف الطبي عليه، وإعداد تقرير بحالته لاستكمال باقي الإجراءات القانونية وتحرر محضر (٦٥١٣) مركز المحلة.
كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لطالب، تم التعدي عليه بالضرب، من قبل مدرس في دمياط، وتم رفع الواقعة لوكيل الوزارة، حيث قام «السيد أحمد سويلم»، وكيل وزارة التربية والتعليم وبإحالة واقعة ضرب طالب من أحد معلمي مدرسة في إدارة فارسكور التعليمية إلى إدارة الشئون القانونية للتحقيق.
وشدد «سويلم»، على عدم استخدام العقاب البدني أو اللفظي مع الطلاب، وأنه سيتم إحالة كل من يثبت تورطه في استخدام ذلك العقاب للتحقي
العقوبة القانونية لضرب التلاميذ
تعدى مدرس على طالب بالضرب تعرضه لعقوبتين، أولهما التأديبية، يحال إلى المساءلة التأديبية لخروجه عن المقتضى الوظيفي المنوط به، طبقًا للائحة الانضباط المدرسي بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
ومن الناحية الجنائية، فإن العقوبة تكون للمعلم وفقًا للإصابات الواقعة على التلميذ، حيث إذا كان قام بـ«الضرب» فقط، يندرج ذلك تحت بند الجنحة التي تتضمن عقوبة بالحبس من (24) ساعة وحتى (3) سنوات، بينما إذا أنتج ذلك الفعل عاهة مستديمة لدى الطالب، تتحول فورًا إلى الجنائية التي تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، فيما إذا كان الضرب مبرحًا يتوقف على حسب الإصابات الناجمة عنها والتي قد تصل إلى السجن لـ10 أعوام.
رأي دار الإفتاء في ضرب الأطفال
في فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية قامت بتحريم ضرب التلاميذ في المدارس واعتبار ذلك «غير جائز»، ذكرت دار الإفتاء في نص فتواها أن الإسلام هو دين الرحمة، وقد وصف اللهُ حبيبَه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين؛ فقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، وأن أولى الناس بالرحمة هم الأطفال؛ لضعفهم واحتياجهم الدائم إلى من يقوم بشؤونهم، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدم رحمة الصغير مِن الكبائر؛ فقال: «لَيْسَ مِنَّا مَن لمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا»، رواه الترمذي، ولم يرد عنه أنه ضرب طفلا قط.