قصة تحرير 100 تلميذ من منزل الرعب في نيجيريا (فيديو وصور)
السبت، 28 سبتمبر 2019 10:44 ص
أعلنت الشرطة فى نيجيريا، أمس الجمعة، إنقاذ أكثر من 300 تلميذ بينهم قاصرون، تعرضوا للتعذيب والاستغلال الجنسى فى مدرسة لتحفيظ القرآن فى كادونا شمال البلاد.
وخلال عملية مداهمة لمقر فى حى ريجاسا، عثرت الشرطة على أكثر من 300 تلميذ وطالب من جنسيات مختلفة مسجونين ومقيدين فى مدرسة داخلية، أطلقت وسائل الإعلام عليها "منزل الرعب".
وحسبما ذكرت وسائل إعلام فرنسية، قال الناطق باسم شرطة ولاية كادونا ياكوكو سابو لوسا، إن المسئولين عن المدرسة كانوا يرغمون الشبان على العيش فى "ظروف إنسانية مهينة وغير إنسانية باسم تعليمهم القرآن وإصلاحهم".
وصرح سابو "عثرنا على نحو 100 تلميذ، بينهم أطفال فى سن التاسعة مقيدين فى غرفة صغيرة باسم إصلاحهم وجعلهم قادرين على تحمل المسئولية".
وأضاف "تعرض الضحايا لسوء المعاملة، وأعلن بعضهم أنه تعرض للاغتصاب من قبل أساتذته"، وفى صور نشرتها وسائل إعلام نيجيرية، يظهر طفل فى ظهره جروح، يبدو أنها نتيجة الجلد، وآخر مقيد القدمين بسلاسل على قضبان حديدية، ومجموعة شبان صغار مجمعين فى غرفة قذرة.
ويظهر الأطفال الذين تم إنقاذهم مع وجوه هزيلة، وصعد عشرات منهم إلى حافلات صغيرة توجهت إلى ملعب البلدية، قبل أن ينضموا مع أمتعتهم الشخصية إلى معسكر للحجيج قرب المطار.
وعثرت الشرطة كذلك على "غرفة تعذيب" علق فيها الطلاب بالسلاسل وضربوا عندما اعتبر أساتذتهم أنهم ارتكبوا خطأ ما، ونفذت المداهمة بعد شكاوى متكررة من سكان يعيشون قرب المكان، شعروا بأن شيئاً غير عادى يجرى داخل المدرسة.
وأضاف المتحدث "الضحايا ينتمون إلى جنسيات متنوعة، وأكد اثنان منهم خلال استجوابهما أن والديهما أحضراهما إلى هناك من بوركينا فاسو".
وأكد أحد الشبان، كما أفادت عدة صحف محلية، واسمه بيلو حمزة، أنه كان يخطط للذهاب إلى جنوب أفريقيا لدراسة الرياضيات حين أرسلته عائلته إلى "منزل الرعب" قبل ثلاثة أشهر.
وقال حمزة "يدّعون تعليمنا القرآن والإسلام، لكنهم قاموا بأشياء كثيرة هنا. يجبرون الأصغر سناً على ممارسة الجنس"، مضيفاً "من حاول الهرب تعرض لقصاص قاس: يقومون بربطه وتعليقه فى السقف"، وروى حمزة "خلال فترة إقامتى هنا، قتل أحدهم بعد تعذيبه. آخرون قتلوا سابقاً بسبب المرض أو التعذيب. يطعموننا القليل جداً ولا نأكل إلا مرتين فى اليوم".
وتستقبل المدرسة التى افتتحت قبل نحو عشر سنوات طلاباً أحضرتهم عائلاتهم لتعلم القرآن، وكذلك من أجل تصويب مسار مدمنى المخدرات.
وقال عبد الله حمزة أحد التلاميذ لفرانس برس "هنا يحتفظون بتجار المخدرات واللصوص والمثليين جنسيا وجميع أنواع البشر. أولئك الذين ضبطوا وهم يحاولون الفرار تم تعليقهم بالسلاسل".
وفى شمال نيجيريا حيث غالبية السكان من المسلمين، هناك عدد كبير من "الإصلاحيات"، بعضها غير رسمى، تقدم دروسا فى القرآن، وذلك فى ظل غياب مؤسسات عامة تؤوى صغار السن الذين يعيشون بدون ولى أمر.
وأعرب أهل بعض الضحايا من سكان كادونا، ممن استدعتهم الشرطة عن "صدمتهم"، عندما علموا بما تعرض له أولادهم، مؤكدين أنهم كانوا يجهلون تماماً الظروف التى عاشوها، وفق المتحدث باسم الشرطة.
وكان الأهل يحضرون بشكل دورى الطعام لأولادهم وكان يسمح لهم برؤيتهم مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وأكد سابو "لم يكن يسمح للأهل بدخول المبنى لرؤية ما يجرى داخله، كان الأطفال يحضرون إلى الخارج للقاء قصير معهم".