يعد ثانى الآثار الإسلامية قدما.. 10 معلومات عن مقياس نهر النيل بالقاهرة
السبت، 28 سبتمبر 2019 08:00 م
يعد المقياس الحالى بجزيرة الروضة ثانى الآثار الإسلامية قدمًا بعد البقايا التى لا تظل قائمة فى جامع عمرو بن العاص، فهو ينسب أيضًا إلى العصر العباسى، وقد بقى المقياس كله فى حالة جيدة بفضل أعمال الصيانة والإصلاح التى نفذتها الحكومة عام 1927.
ويعتبر هذا المقياس من المنشآت المعمارية الوثيقة بحضارة مصر وما شيد منها لقياس مناسيب المياه فى نهر النيل، فقد كان بجوار حصن بابليون مقياس للنيل، أما أول مقياس عمل فى العصر الإسلامى فقد أقامه فى جزيرة الروضة أسامة بن زيد عامل الخراج من قبل الوليد بن عبد الملك سنة 96 هـ (715 م)، ثم أعاد عمله فى السنة التالية فى خلافة سليمان بن عبد الملك.
وأجمع المؤرخون على أن هذا المقياس قد بنى فى سنة 247 هـ (861 م) بأمر المتوكل الخليفة العباسى، ونسبه البعض إلى الخليفة المأمون، غير أن المؤرخ ابن خلكان صاحب "وفيات الأعيان" قد ذكر ما يؤكد أن اسم الخليفة المتوكل كان محفورا فى الحجر فى نص تسجيلى على شريط يحيط بفوهة البئر من أهلاها ومعه تاريخ بنائها فى رجب سنة 247هـ، وأن البئر قد بنيت على يدى أحمد بن محمد الحاسب.
وفى التقرير التالى نرصد تفاصيل ومراحل إنشاء مقياس النيل فى الروضة:
1- المقياس أثرى وهو عبارة عن عمود رخامى مدرج ومثمن القطاع يعلوه تاج رومانى يبلغ طوله 19 ذراع، حفر عليه علامات القياس.
2- مراحل العمل وضع لها تنظيم وتوقيت دقيقان، وكذلك منذ البدء فى حفر البئر والأنفاق الموصلة إليها، حتى انتهاء العمل فى بناء البئر جدرانها وأنفاقها والعمود الذى وضع فى محور البئر تماماً.
3- كانت الحفرة التى أنشئت لبناء البئر مربعة، لا يقل ضلعها عن عشرة أمتار، ولا يقل ارتفاعها عن 12 متراً فكان الأمر يستلزم حفر 1200 متر مكعب على الأقل من الأتربة والطين، وإلى ذلك العمق.
4- يتوسط العمود بئر مربع مشيد بأحجار مهذبة روعى فى بنائها أن يزيد سمكها كلما زاد العمق، وعلى هذا شيد البئر من ثلاث طبقات "السفلى على هيئة دائرة، يعلوها طبقة مربعة ضلعها أكبر من قطر الدائرة، والمربع العلوى والأخير ضلعه أكبر من المربع الأوسط".
5- سمك الجدران وتدرجه على هذا النحو، يدل على أن المسلمين كانوا على علم بالنظرية الهندسية الخاصة بازدياد الضغط الأفقى للتربة كلما زاد العمق إلى أسفل.
6- يرتكز العمود الوسطى على قاعدة من الخشب الجميز لأنه الوحيد الذى لا يتأثر بالمياه وذلك لتثبيته من أسفل، ومثبت من أعلى بواسطة أى كمرة رابطة، وعليه نقش بالكوفى لآية قرآنية.
7- يتصل المقياس بالنيل بواسطة ثلاثة أنفاق يصب ماؤها فى البئر من خلال ثلاث فتحات فى الجانب الشرقى، حتى يظل الماء ساكنًا فى البئر، حيث إن حركة المياه فى النيل من الجنوب إلى الشمال وبالتالى لا يوجد اتجاه حركة للمياه فى الناحية الشرقية والغربية.
8- يجرى حول جدران البئر من الداخل درج يصل إلى القاع.
9- يعلو الفتحات عقود مدببة ترتكز على أعمدة مدمجة فى الجدران، ذات تيجان وقواعد ناقوسية.
10- النقوش والكتابات الأثرية فى المقياس، فى الجانب الشمالى والشرقى كتابات أثرية بالخط الكوفى، و فى الجانب الجنوبى والغربى نقوش ترجع إلى أيام أحمد بن طولون سنة 259 هجرية.