اقتصاديات آسيا الناشئة المستفيد من وراء الحرب الأمريكية الصينية التجارية
الجمعة، 27 سبتمبر 2019 05:00 ص
مصائب قوم عند قوم فوائد، الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، لم تك شرا لدول ناشئة، فالأزمات التى طالت اقتصاديات كبرى من بينها الاقتصاد الألمانى على سبيل المثال بسبب الخلاف الأمريكى ـ الصينى، قابلتها انتعاشة فى دول أخرى، فى مقدمتها دول آسيا الناشئة.
وهناك ارتفعت معدلات النمو للاقتصاد الآسيوى بسبب الحرب التجارية المشتعلة بين واشنطن وبكين، وذلك بحسب إحصائية لبنك التنمية الآسيوي نشرتها صحيفة فينانشيال تايمز اليوم الأربعاء.
كما ارتفعت الصادرات الآسيوية للولايات المتحدة بنسبة 10% فى النصف الأول من العام المالى 2019 فى وقت تراجعت فيه صادرات الصين بنسبة 12%، مقابل ارتفاع للصادرات الفيتنامية 33% بينما ارتفعت صادرات بنجلاديش إلى 13%.
وسلط تقرير الصحيفة الضوء على تأثير التحولات التجارية التي سببتها الحرب الأمريكية الصينية حيث أعادت تشكيل هيكل سلاسل الموردين عالميا، فانتهزت بنجلاديش الفرصة واستحوذت علي أكبر حصة سوقية في مجال المنسوجات بينما تولت فيتنام أمر الالكترونيات.
وقال ياسويوكي ساوادا كبير الاقتصاديين في البنك الآسيوى للتنمية: "عند إطلاق تحديث التوقعات في القارة الآسيوية اكتشفنا أن الإجراءات الجمركية التي تتطلبها المنتجات الصينية تبطئ من عملية الإنتاج، إلا أن الأمر كان ايجابياً فى الوقت نفسه، حيث تمت إعادة تشكيل القنوات التجارية من خلال إعادة هيكلة سلاسل الموردين.
ويتوقع البنك أن هذه الأحداث ستؤدي لزيادة إجمالى النمو في آسيا إلى 0.7% فى السنوات القليلة القادمة ، موضحا أن أقتصاد فيتنام سينمو بمعدل 2.3% بالإضافة للازدهار الذى ستشهده كل من ماليزيا وتايلاند وبنجلاديش و الفلبين.
فى السياق نفسه، يتوقع البنك الآسيوى للتنمية وجود تأثيرات على المنطقة ككل نتيجة للتراجع العالمي والتوترات التجارية حيث قلص توقعات النمو للعام الجاري من 5.7% إلى 5.4%، كما انخفضت نسبة النمو في الصين تبعا لما جاء في تقرير البنك بحسب ما ذكرته الصحيفة من 2.5% إلى 0.3% فقط لتعكس مدى التأثير السلبي للخلافات السياسية على المعاملات التجارية والنمو الاقتصادي في المنطقة، بينما خفضت التوقعات في كوريا الجنوبية من 205% إلى 2.1%.
وعلى الجانب الآخر، ارتفعت توقعات البنك للنمو الاقتصادى لبنجلاديش من 8% إلى 8.1% مشيرا انها ستكون الاكثر نموا في المنطقة خلال العامين الجاري والقادم.
وقال "ساوادا" إن قطاع الشركات في الصين وكوريا وتايلاند وماليزيا شهد ارتفاعا في نسبة الدين إلى اجمالي الناتج المحلى وهو ما اعتبره خطرا آخر بالإضافة للمخاطر التى تهدد المنطقة ككل من ضمنها الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتراكم الديون في بعض الاقتصاديات الآسيوية الناشئة.