احترام الملكية الوطنية لحل المشكلات.. هكذا واجه السيسي قادة العام بمسئولياتهم
الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 03:00 م
وصف عدد من نواب البرلمان والمحللين السياسيين، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، التى ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ74 بالشاملة، والتى تطرقت للعديد من القضايا الخاصة بالقارة السمراء، والمنطقة الإقليمية، وتشديد الرئيس على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى، والأزمات فى ليبيا وسوريا واليمن، كما شدد على ضرورة الاهتمام بالتنمية المستدامة فى قارة أفريقيا.
وتضمنت كلمة الرئيس تأكيده على احترام مبدأ الملكية الوطنية للحلول، انطلاقا من تجربة مصر للنهوض بمجتمعها على نحو شامل، وحث العالم على التنمية فى أفريقيا، وأن العرب منفتحون على السلام العادل والشامل.
وفي هذا الإطار قال الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن مبدأ الملكية الوطنية للحلول، يمثل حلاً لأى مشكلة أو أزمة، مؤكدًا أن حلول الأزمات بكافة أشكالها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يجب أن ينبع من الدولة صاحبة المشكلة دون إملاء أو فرض الحلول من الخارج حيث أصبح ذلك أمر مرفوض.
وأوضح «عيسى»، أن مبدأ الملكية الوطنية للحلول تجسد فى تجربة مصر للنهوض بمجتمعها على نحو شامل، مشيرًا إلى أن مصر طبقت ذلك فى برنامج الإصلاح الاقتصادى، قائلاً: «هو برنامج الحكومة المصرية ووافق عليه البرلمان، وصندوق النقد الدولى يراجع الحسابات والمؤشرات الاقتصادية التى تهدف لضبط الأداء المالى والنقدى»، متابعا: «سياسة فرض الحلول من الخارج سياسة خاطئة وصندوق النقد الدولى نفسه أكد أنه توقف عن فرض حلول أو برامج إصلاحية على أى من الدول».
وأشار إلى أن هذا ينطبق أيضًا على كل الحلول سياسية واقتصادية واجتماعية، قائلاً: «كل مجتمع يجب أن يضع لنفسه حلوله، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن تضع دولة مفهومًا لحقوق الإنسان أو الديمقراطية، ويتم فرضه على مجتمعات أخرى تعيش فى ظل أوضاع لا تسمح بتطبيق الديمقراطية بهذا المفهوم»، مضيفا: «فرض الحلول والإملاءات من الخارج ليس له معنى بدليل وجود دول خرجت من إطار الحلول العالمية التقليدية مثل ماليزيا والصين، فقد اتبعت تلك الدول نماذج غير معترف بها بدول الغرب والشرق، وأتذكر هنا اصطدام ماليزيا بصندوق النقد الدولى، واصطدام الصين بالمفهوم الاشتراكى للاتحاد السوفيتى حيث اتبعت منهجًا مخالفًا للفكر الاشتراكى الشيوعى لروسيا، وعلى الرغم من ذلك أصبحت الاقتصاد رقم 2 فى العالم».
وأوضح رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، أن هذا مبدأ احترام الملكية الوطنية للحلول الذى أكد الرئيس السيسى عليه خلال كلمته التى ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ74، تدعو إلى إلغاء وصاية أية أنظمة أو دول عظمى على دول أخرى، متابعا: «هل ديمقراطيات 300 سنة بالمملكة المتحدة منعت إنجلترا من احتلال الدول، والاستعمار عمل غير أخلاقى ولا يتفق مع الديمقراطية وحقوق الإنسان».
واختتم «عيسى» حديثه: «آن الأوان لدراسة عمق هذه المقولة وعدم فرض حلول على دول، وفى الوقت نفسه لابد أن تكون الآليات الوطنية من النضج والثقافة لطرح البدائل الملائمة وعدم طرح حلول أو تجارب ثبت فشلها فى دول أخرى، وأن تتوخى الدقة والحرص الشديد فى تبنى الحلول بعد دراسة متأنية وأن يكون هناك متابعة للتنفيذ».
ومن جانبه قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ74، جاءت شاملة، وركزت على البُعد الداخلى، مضيفا: «هذا أمر طبيعى، خاصة بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، كما قدم الرئيس فى خطابه العديد من الخيارات الخاصة بمشاكل الإقليم، وهذا يؤكد أن هناك رؤية شاملة لكافة قضايا المنطقة».
وأوضح فهمى، أن الرئيس تطرق فى كلمته إلى احترام مبدأ الملكية الوطنية للحلول، انطلاقات من تجربة مصر للنهوض بمجتمعها على نحو شامل، وأن هناك أولويات فى برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى تم بكفاءة، وبدأنا مرحلة جنى الثمار، قائلاً: «للشعب دور كبير فى تحقيق ذلك، وفيما يخص التنمية في أفريقيا، فقد حث الرئيس العالم على التوجه نحو أفريقيا وزيادة الاستثمارات فيها، وذلك كونها قارة يمكن أن تكون قاطرة للتجارة الدولية، وهذا يؤكد دور مصر القوى خلال رئاسة الاتحاد الأفريقى، وأبرز الملفات والقضايا التى ألقت الضوء عليها».
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الرئيس انتقل فى خطابه للعديد من المحاور الخاصة بأفريقيا والقضايا الإقليمية، وقضايا الإرهاب، وأزمة دول حوض النيل، وتأكيده على القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية والجهود المبذولة فى هذا الإطار، وأن الحل السياسى هو المخرج للقضية السورية، وتنفيذ الحل السياسى أيضًا فى الأزمة فى اليمن، مستطردا، أن الرئيس تطرق فى خطابه لضرورة تفعيل قرارات مجلس الأمن الدولى بشأن قضايا الإرهاب، وخطورة الإرهاب على المنطقة بل وعلى العالم، وضرورة أن يكون هناك سرعة تحرك للقضاء على خفافيش الظلام.
وفى السياق نفسه، قال النائب إسماعيل نصر الدين، إن الخطاب يعكس اهتمام مصر بالقضايا فى المنطقة الإقليمية، ودور مصر فى القارة السمراء، خلال الفترة الأخيرة، ودعوتها للعالم بالاستثمار فى أفريقيا، تلك القارة التى تمتلك كل مقومات الاستثمار، موضحا أن الخطاب أكد أن الحلول السياسية هى الفيصل للعديد من الأزمات فى المنطقة، سواء الملف السورى، أو أزمة اليمن، وفيما يخص الأوضاع فى ليبيا هناك جهود تُبذل فى هذا الصدد، لعودة الأمور مرة أخرى، ولتحقيق ذلك لابد من التحرك الدولى للقضاء على الإرهاب فى العالم وليس فى المنطقة فحسب.
وأشار عضو البرلمان، أن الكلمة تضمنت العديد من الحلول، لعدد من القضايا، جميعها تؤكد أن هناك رؤية يتم وفقا لها التعامل مع هذه الموضوعات، وأن مركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية الذى تم تدشينه مؤخرًا سيكون له دور فى إعادة إعمار الدول الأفريقية ومساعدتها لتقديم مستوى أفضل.