من يحركها؟.. بالأدلة: حسابات «داعشية» على تويتر شاركت في الترويج للفوضى داخل مصر
الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019 04:26 م
تعرضت مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدا منذ يوم الجمعة 20 من سبتمبر الجاري، لحملة ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقع «تويتر»، الذي نشر هشتاجات مناوئة للدولة، تحرض المصريين على إحداث الفوضى داخل عدد من الأماكن في مصر.
وكشف تحليل أجراه موقع «بي بي سي مونيتور»، الإنجليزي، والتابع لهيئة الإذاعة البريطانية، عن أن هناك مجموعات من أصحاب المصالح تستغل الهشتاجات الخاصة بـ Twitter ، المناهضة للحكومة المصرية، والتحريض ضدها.
وذكر التحليل الذي أجرته «بي بي سي مونيتور»، أن الأفراد والجماعات المؤيدة لتنظيم «داعش» الإرهابي، استخدمت حسابات بوت، أو الحسابات المشبوهة، تحريض المصريين على المشاركة في أعمال الفوضى التي دعت لها جماعة الإخوان الإرهابية، والمؤيدين لها، حيث كشف محللون للبيانات المرسلة عبر موقع التدوينات الصغيرة «تويتر»، بأن أعداد هائلة من التغريدات أرسلت من حسابات نائمة سابقًا، بالإضافة إلى الحسابات التي تم إنشاؤها حديثًا، للسيطرة على المحادثات والهشتاجات المنشورة، لا سيما وأن الأمر المؤسف أنه لم يتم التعرف على هوية من يقف وراء حملات البريد العشوائي هذه ولماذا يديرها أو لحساب من.
ما هو «البوت» على تويتر
يعني «روبوت الويب»، الذي تغذيه خوادم ذكية، تكلفه بمهام متكررة أو تلقائية، من خلال برنامج ينسق عملها لتحقيق عمليات الإعجاب و إعادة تغريد وانتشار لتغريدات بعينها، وهو ما يعرف بـ massive feed، أو التغذية الغزيرة.
وتقسم مهام الروبوتات أو البوت، من خلال حساب أساسي على تويتر يوجه بعضها للنشر والإعجاب وإعادة النشر والتفاعل مع المشاركين على الهشتاج، كما تقوم بعض هذه البوتات بالرد الآلي، أسرع من ردود اللجان الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني.
الحسابات العشوائية تتلاعب بهتاجات تويتر
أوضح تقرير بي بي سي مونيتور، أنه تم إطلاق أكثر من هشتاج عبر موقع تويتر، يدعو إلى أحداث فوضى داخل الشارع المصري، والتحريض ضد النظام، فتم نشر أكثر من 400000 تعليق على الهاشتاج الذي أطلق باللغة العربية «الشعب يريد إسقاط النظام»، و «أوصف السيسي»، و«ارحل»، و«جمعة الغضب»، بالإضافة إلى هشتاج« sisi_out» باللغة الإنجليزية، وفي وقت قصير بلغ عدد إعادة تغريد هشتاج «السيسي كفاية» مليون تغريدة، وتصدر تريند موقع تويتر، قبل أن تحذف إدارة الموقع حسابات البريد العشوائي، مما أدى إلى تقليل الرقم حتى بلغ 6 الاف تغريدة فقط.
وكشفت بي بي سي مونيتور، عن أنه شوهد حوالي 20 حسابًا مؤيدًا لتنظيم داعش الإرهابي، وهو يعيد نشر مقاطع فيديو للتنظيم، على الهشتاجات المحرضة على الفوضى في شوارع مصر، بالإضافة إلى نشر مقطع فيديو واحد، مناهض للرئيس السيسي، تم بثه كل ساعة بواسطة حساب (@ afaqq200) باستخدام خدمة التشغيل الآلي لجهة خارجية، عبر استخدام الهاشتاجات المناوئة لمصر، إلا أنه تم تعليق الحساب والحسابات الأخرى المشاركة في الحملة.
وألمح التحليل، إلى أنه على الرغم من اعتماد التنظيمات الجهادية الإرهابية على تطبيق Telegram بعد إجبارهم على عدم استخدام تويتر وفيسبوك، إلا أن الحسابات المؤيدة لتنظيم داعش الإرهابي، تنطلق من وقت لأخر، بهدف الاستفادة من أي أحداث جارية، لا سيما وأن مستخدمو تلك الحسابات سيكون لديهم طول عمر محدد، مشيرا إلى أنه فيما يبدو كانت تلك الحسابات خاملة منذ فترة طويلة من قبل المستخدمين المؤيدين لتنظيم داعش الإرهابي.
حسابات البريد المزيفة
أوضح التقرير البريطاني، أن الكاتبة الإنجليزية إيرين جالاجر، لاحظت أن عددًا كبيرًا من الحسابات المزيفة تنشر محتوى شبه متطابق على الهشتاجات المحرضة على أعمال الفوضى في مصر، ونشرت عبر بحثها الذي نشرته عبر مدونتها، أن 20% من التغريدات التي استخدمت هشتاج «ميدان التحرير الآن» باللغة العربية، نشأت من «حسابات بوت» التي تنشر عبر تطبيق IFTTT.، وهي خدمة تسمح للتكنولوجيا الشخصية للمستخدم بإجراء عملية إذا تم استيفاء شروط محددة، فضلا عن ملاحظاتها بأن العديد من حسابات البريد العشوائي أو بوت، أُنشأت حديثًا، واستخدمت الفضاء الغربي والأسماء الأولى والأخيرة للإناث، كما استخدم آخرون سلسلة من الرسائل مثل IIIIIIIIIlII12 - مع عدد في النهاية.
وأورد التحليل أيضا، إشارة الأكاديمي مارك أوين جونز، إلى وجود عدد هائل من الحسابات التي تم إنشاؤها حديثًا، لإعادة التغريد على الهشتاج المحرض على الفوضى في مصر، من خلال إنشاء ما يقرب من 1500 من 9713 حسابًا جديدا، تم نشرها على هشتاج واحد خلال سبتمبر 2019، موضحا أنه بالحجم النموذجي للعينة، فإن الحسابات الجديدة تمثل أقل من 1% من المشاركات، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه النسبة كانت مسؤولة عن 378000 تغريدة، حيث أعاد حساب واحد تغريد 13000 مرة منذ إنشائه مؤخرًا، في ذات الوقت فشلت الغالبية العظمى من هذه الحسابات الجديدة، في الكشف عن مواقعها.