"طلاق السوشيال ميديا" يدخل الزوجات في دوامة.. بعد رفض محكمة الأسرة إقراره
الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019 09:00 م
ظاهرة غريبة بدأت ترصدها دفاتر محاكم الأسرة، وهي تطليق السيدات عبر رسائل نصية من الفيس بوك أو الواتس، حيث تتلقي الزوجة رسالة نصية من زوجها تقول لها " أنت طالق " ، وهي الرسالة التي أنكرها بعض الأزواج بدعوي تعرض حساباتهم " للهكر "،وهو ما كشفته عددا من الدعاوي القضائية التي قام برفعها الزوجات المتضررات للمطالبة بحقوقهن.
أولي هذه القضايا ما قامت برفعه لزوجة مها.ع.أ، أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، والتي طالب فيه بإثبات تطليقها بعد تعرضها للضرر، أثر إرسال زوجها رسالة نصية عن طريق الواتساب، ألقى فيها يمين الطلاق.
وتؤكد الزوجة:" عبر 12 عاما تم تطليقها ثلاث مرات، حيث كانت المرة الأولي طلاق موثق عن طريق المأذون، ثم أجبرها أهلا علي العودة مرة أخري،أما الثانية كانت بدعوى خلع، فيما كانت الثالثة بإرساله يمين الطلاق على تطبيق واتس آب".
وأضافت أثناء جلسات تسوية المنازعات: "عشت فى جحيم الحياة الزوجية برفقة زوجى، تحملت خيانته، ومرافقته السيدات على، فلم أظن أن الزواج من الممكن أن يكون بتلك البشاعة، ولكن السنوات التى قضيتها برفقة زوجى جعلونى أدرك أن نهايتى معه ستكون مأساوية".
وتكمل:" عندما اعترضت على تصرفاته غير الأخلاقية، بدأ فى تعذيبى والضغط على برفقة والدته، وبعدها قرر أن يستولى على منقولاتى ومصوغاتى، وطردى من منزلى وسلبى كل حقوقى وخطف أطفالى وأرسل رسالة على الواتساب قائلا: "أنتى طالق بالثلاثة".
وأكدت الزوجة: "ذهب والدى لأهله وحاول أن يجد حل للصلح بينا، ولكنه رفض رجوعى له، وأنكر تطليقى، وتركنى معلقة منذ ما يزيد عن العامين".
وبتدوال جلسات القضية، تم توجيه اليمين الحاسمة للزوج، فأنكر تطليقه لها، وقدم أدلة على سرقة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فى حين عجزت الزوجة عن تقديم الأدلة والمستندات اللأزمة، أو الشهود.
أما الضحية الثانية لطلاق السوشيال ميديا، كانت السيدة التي طالبت محكمة الأسرة بزنانير بتطليقها للضرر، بعد رفض دعوى إثبات طلاقها، بعد أن قام زوجها بنشر صور فاضحة لها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بسبب خيانتها دون أن يعبأ بتأثير ذلك على حالتها النفسية، لدرجة دفعتها أكثر من مرة لترك المنزل، بعد تدهور حالتها الصحية.
وتؤكد فاطمة.ال.ع:" سنة و3 شهور مدة زواجى كانت كفيلة بأن تدمر حياتي، بسبب زوجى المستفز وطول يديه ولسانه، بعد أن داوم على الإساءة، وواجهنى بوابل من الاتهامات وأننى لا أصلح للزواج وتأسيس منزل".
وأضافت: بعد نشوب خلافات زوجية بيننا وطردى من منزله، سرق حسابى على الفيس بوك، ونشر صور فاضحة لى على صفحات إباحية، إنتقاما منى.
وأكدت:" طلقنى ورفض إثبات الطلاق، وتركنى معلقة طوال 16 شهرا، وهو ما دفعني إلي اللجوء للمحكمة لأثبت تطليقه لي، حيث أنكر علاقته بنشر الصور، رغم تقديمى رسائل صوتية يعترف بها بالواقعة، ليواصل إرسال التهديدات لي، وتشويه سمعتي".
وقال المحامى رمضان البغدادى المختص بشئون محاكم الأسرة : "الطلاق لكى يقع لابد أن يكون فى المواجهة أو يكون أمام شاهدين أو يتم توثيقة أمام بقرار محكمة تجنبا للإضرار التى ممكن أن تقع".
وأضاف البغدادى:" مواقع التواصل الأجتماعية فى ظل التطور أصبحت تشكل آفه لكثير من السيدات بعد أن يقوم الزوج بأخذ الخطوة ويعلن طلاقه بشكل يقتصر عليهم لتجد نفسها أمام مازق برفضه الأعتراف حتى لا يترتب على الطلاق حقوق وإلتزامات يدفعها ويتركها معلقة".
وتابع :" فى تلك الظروف تقوم الزوجة بإقامة دعوى إثبات طلاق بحسب المادة 60 من قانون الإثبات أحوال شخصية وتدعى تطليقه لها وخشيتها أن لا تقيم حدود الله وتوجه للزوج يمين حاسمه بإن تقول له "هل صدر هذا الطلاق" ، وتكون جلسة واحدة فقط وعليه أن يحسم أمره ويقسم وهنا يتحمل الزوج عقوبة كذبه.