هزاع المنصوري.. حكاية أول رائد فضاء إماراتي (صور)
الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019 08:00 م
بوصول علم الإمارات للفضاء، سصبح هزاع المنصورى "أول رائد فضاء إماراتى"، وهنا تكون بداية تاريخية وعلامة فارقة فى تاريخ العرب ودولة الإمارات العربية المتحدة والسعى نحو المستقبل.
هزاع المنصورى رائد الفضاء الإماراتى
متخطياً آلاف المتقدمين، يتسلم المنصورى الطيار السابق البالغ من العمر 35 عامًا مهمته هذا الأسبوع إلى محطة الفضاء الدولية، قائلاً إنه "يعيش المستحيل"، ويكمل المسيرة الفضائية العربية من بعد الأمير سلطان بن سلمان عبد العزيز آل سعود من المملكة العربية السعودية، ومحمد فارس من سوريا، اللذان كانا فى الفضاء فى ثمانينيات القرن الماضى.
وتأتى هذه الخطوة التى تم الترحيب بها كإشارة إيجابية لقطاع الفضاء المتنامى فى دولة الإمارات، وتتضمن خططاً أخرى كمهمة غير مأهولة إلى الكوكب الأحمر، على أمل الوصول إلى كوكب المريخ عام 2021 تزامناً مع الذكرى الـ 50 لتأسيس الدولة.
وعاش هزاع بالفضاء بدأ منذ نعومة أظافره فى العاصمة أبوظبي، مستذكراً "منذ طفولتى حدقت فى النجوم واعتقدت بأن الوصول إلى هناك أمرٌ مستحيل"، ولا يمكنه نسيان الإلهام الذى استقر فى نفسه بالبصمة التى عكستها طموحات الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حينما قابل رواد الفضاء الأمريكيين بأبوظبى خلال سبعينيات القرن الماضى.
وبغياب برنامج فضائى إماراتى رسمى فى ذلك الوقت، توجه المنصورى لدراسة الطيران، ليلتحق بعدها بالقوات المسلحة كطيار عسكرى، ولم تمضِ سوى سنوات أدرك بعدها بأن أحلامه فى السفر إلى الفضاء "ممكنة".
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
وفى ديسمبر 2017، أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، دعوة عامة على منصة "تويتر" وجهها للشباب الإماراتيين بهدف التسجيل فى برنامج رواد الفضاء الإماراتى، وتقدم وقتها أكثر من 4 آلاف شخص ليحظوا بفرصة أن يكونوا "أول رائد فضاء إماراتى"، ليتم اختيار هزاع المنصورى ورفيقه سلطان النيادى، بكونهما الشابان الأخيران اللذين نجحا فى تخطى سلسلة من المقابلات والاختبارات الطبية والنفسية.
المركبة الفضائية تصل إلى مكان اطلاقها
و سيأخذ هزاع المنصورى، علم الإمارات وصورة عائلية، كما سيحمل صورة للقاء جمع بين الشيخ زايد ورواد مركبة أبولو، وهى "أحد الصور التى ألهمته وهو يعيش اليوم هذا الحلم"، كما أفادت تقارير بأن الطيار السابق سيحمل معه عدداً من البذور ونسخة من كتاب الشيخ محمد بن راشد "قصتى".
فيما يتعلق بالطعام، فقد تم إعداد وجبات طعام إماراتية مثل البلاليط، التى يخطط لمشاركتها مع رواد الفضاء الآخرين.
أوضح هزاع، إن المهمة "مسئولية كبيرة"، بيد أنه ومن خلال القيام برحلة الإمارات الأولى إلى الفضاء يأمل بـ "إلهام الجيل القادم" من المستكشفين.
هزاع المنصورى و سلطان النيادى
و من جهته، أكد رائد الفضاء البديل سلطان النيادى، أنه وزميله رائد الفضاء هزاع المنصورى مستعدان وجاهزان لإتمام المهمة التاريخية "طموح زايد" يوم الأربعاء المقبل، نحو محطة الفضاء الدولية، لافتاً إلى أن حلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما أن جدول المهمة مليء بالتفاصيل وكل دقيقة يتم استغلالها إيجابياً خلال الفترة القادمة.
ولفت النيادى فى تصريحات لـ«البيان» إلى أنهما على قدر التحدى والمسئولية التى ألقيت على عاتقهما، من وقت الإعلان عن اختيارهما ليكونا أول رائدى فضاء إماراتيين، مشيراً إلى أنهما يكملان بعضهما البعض، وأن وجوده بديلاً للمنصورى يعكس ويؤكد الجاهزية المطلقة لكليهما، ونجاحهما فى الوصول إلى أعلى درجات التدريب، وهذا بشهادة المسئولين ورواد الفضاء الذين أشرفوا على اختباراتهما وبرنامجهما التدريبى العام الماضى.
و من جهته قال سالم المري، مساعد المدير العام للشئون العلمية والتقنية فى مركز محمد بن راشد للفضاء ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، إن مهمة صعود الإمارات إلى محطة الفضاء الدولية يوم 25 سبتمبر ليست سوى المهمة الأولى التى سيتبعها مهمات أخرى.
مؤكدا من موقع المنصة التى ثبت عليها صاروخ سويوز أف جي، متزينا بعلم الإمارات وشعار مركز محمد بن راشد للفضاء استعدادًا للمهمة المقبلة:" سيكون لدينا المزيد من المهمات فى المستقبل والعديد من التجارب العلمية.. انها البداية فقط!.
وأشار المرى، إلى أن معنويات رائدى الفضاء هزاع المنصورى وسلطان النيادى، و حالتهم الجسمانية عالية جدا، و إنهم متحمسين جدا لتلك المهمة.
و أضاف المرى، انه بعد تلك المهمة سيكون هناك مهمات أخرى أولى و ثانية و ثالثة، لحمل شعار "موح زايد"، مؤكدا انه سيكون هناك برامج علمية مكثة حول الفضاء .
الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسى
و من جهته، أكد الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسى وزير دولة لشئون التعليم العالى والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أن رائد الفضاء الإماراتى هزاع المنصورى يحمل على عاتقه أمل شعب وضع الريادة نصب عينه.
وقال، إن المهمة التاريخية لهزاع المنصورى أول رائد فضاء إماراتى إلى محطة الفضاء الدولية، تؤكد أنه لا حدود لطموح الإماراتيين فى أى زمان ومكان، ونجاح رهان قيادتنا الرشيدة على شباب الوطن وثقتهم بقدراتهم.
وأضاف، "حرصت قيادتنا على توفير كل العوامل والظروف والممكنات للشباب لمواصلة رحلة إنجازاتهم على الأرض وفى الفضاء، وشبابنا أهل لها وقادرون على تجاوزها وسيرسخون بها صورة التقدم الحضارى والإنسانى العلمى للشعب الإماراتى أمام العالم. هذا الشعب الذى بدأ المسيرة من الصحراء وغداً سيعانق الفضاء".
وعما تعكسه هذه المهمة التاريخية من دلائل على تمكين شباب الوطن، قال "اعتبرت قيادتنا منذ قيام الاتحاد أن الشباب هم عماد النهضة والتطور والدافع نحو الوصول إلى مصاف الريادة العالمية فى مختلف القطاعات، فوضعت مختلف الخطط الشاملة لتأهيلهم وتزويدهم بالمهارات والقدرات العلمية والفنية ودعمت عملية التعليم الشاملة فى مختلف المراحل الدراسية سواء داخل الدولة أو خارجها".
الصاروخ الذى سيحمل مركبة الفضاء
وأضاف، "مع وصول أول رائد فضاء إماراتى إلى محطة الفضاء الدولية تكون قد تحققت رؤية قيادتنا بشباب الوطن ونجاح جميع الخطط وفاعليتها"، مؤكداً أن هذه ليست النهاية وإنما انتقال لمرحلة جديدة نؤكد فيها تفوق الإماراتى ودوره الأساسى فى خدمة البشرية.
وعن الوضع الراهن لقطاع الفضاء الوطنى، أكد أن القطاع يعد اليوم الأضخم على مستوى المنطقة والأكبر من حيث الاستثمارات التى تجاوزت 22 مليار درهم، والأحدث بالبنية التحتية الفضائية والأفضل حوكمة بسياساته وتشريعاته وقوانينه، فضلاً عن الكفاءات الوطنية الحالية والمستقبلية التى تعمل على مختلف مهامه ومبادراته ومشاريعه ودراساته العلمية والبحثية على مختلف أنواعها وأهدافها.
وأضاف: "نفخر جميعنا بالمكانة التى وصل إليها القطاع على المستوى العالمى، إذ إن كلمتنا لها صدى واسع فى جميع المحافل الدولية وتتطلع العديد من الدول والوكالات الفضائية والمنظمات الدولية لتعزيز علاقتها معنا فى المجالات الفضائية المتنوعة".
المهندسون يعملون على تركيب مركبة الفضاء فى الصاروخ
وعن تطلعاته لمستقبل قطاع الفضاء الوطنى بعد هذه المهمة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، قال الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسى: إن القطاع الفضائى الوطنى ينتقل مع هذه المهمة التاريخية إلى مرحلة جديدة ننضم فيها إلى أهم دول العالم فى مجال الفضاء، فمعها تكتمل الإنجازات التى حققتها دول عديدة على صعيد المهمات الفضائية والرحلات الفضائية المأهولة والمشاريع البحثية والعلمية وحتى فى مجال القوانين والتشريعات، فالريادة لنا على صعيد قطاع الفضاء على مستوى المنطقة.
علم الإمارات يزين الصاروخ
وأكد، أن المرحلة المقبلة أكثر طموحاً وتميزاً ونتطلع إليها كونها ستكون مسيرة نتجاوز فيها الآخرين على صعيد الريادة العالمية، وسنعمل فيها على النهوض بقطاعنا الفضائى فى مختلف المجالات إلى مراحل يحقق فيها دوره المتكامل فى تعزيز نمو دولتنا، ويسهم بشكل مباشر وكبير فى التنوع الاقتصاد الوطنى ونموه، إضافة إلى الاستفادة من مقدراتها وإمكاناته فى التقدم المجتمعى والخدمى فى جوانبه كافة.
وكان مركز محمد بن راشد للفضاء فى دبى، قد أعلن خلال شهر إبريل الماضى، أنه قد تم اختيار هزاع المنصور كـ "رائد فضاء رئيسى" للقيام بالرحلة الافتتاحية ، أما سلطان النيادى باعتباره "الرائد الاحتياطى"، ويسافر هزاع إلى محطة الفضاء الدولية مع رائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير والرائد الروسى وأوليج سكريبوشكا، فى مهمة تستغرق 8 أيام.
وأثناء المهمة سيجرى المنصورى تجارب علمية ويقدم جولة باللغة العربية داخل المحطة يخاطب فيها المشاهدين على الأرض، قائلاً هزاع: "أتطلع للعودة متذخراً بالمعرفة والخبرة لأتبادلها وأشاركها مع الجميع". " العيش فى محطة الفضاء الدولية ... سيمنحنا مزيدًا من المعرفة والمزيد من الفهم لمعرفة قدرتنا على الوصول لأبعد من هذا. أعنى الذهاب إلى القمر وإلى المريخ فى النهاية."