مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة: السيسى يقود تحالف التكيف والقدرة على التحمل بالاشتراك مع رئيس وزراء بريطانيا في قمة المناخ
الأحد، 22 سبتمبر 2019 12:00 ص
تعقد اجتماعات الشق رفيع المستوى من الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بدءًا من يوم 24 سبتمبر الجارى، حيث تحرص مصر على المشاركة السنوية فى تلك الاجتماعات بصورة فاعلة، تعكس ثقل مصر الإقليمى والدولى، ودورها النشيط فى أروقة المنظمة.
كما تعقد الاجتماعات هذا العام تحت شعار، «دفع الجهود متعددة الأطراف المتصلة بالقضاء على الفقر، وتوفير تعليم عالى الجودة، والعمل المناخى، والإدماج»، حيث يعكس هذا الشعار أولويات المجتمع الدولى خلال المرحلة الحالية، التى تتمحور حول التنمية المستدامة ومواجهة التغيرات المناخية، وتوفير مستوى معيشى أفضل لكل الشعوب.
«صوت الأمة» التقت السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، الذى تحدث عن اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العامة، والدور الذى ستلعبه مصر خلال هذه الدورة، وإلى نص الحوار:-
بداية كيف تنظر لمشاركة الرئيس السيسى خلال الدورة الـ 74 من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ظل رئاسته للاتحاد الأفريقى؟
مشاركة رئيس الجمهورية فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتى استمرارًا لحرصه على المشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة كل عام، وهو أمر ضرورى، نظرًا لما تتمتع به مصر من ثقل إقليمى ودولى، فضلًا عن أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى هذا العام تتواكب مع توليه رئاسة الاتحاد الأفريقى، وبالتالى فإن العديد من قادة الدول ورؤساء الحكومات سوف يتطلعون للمشاركة المصرية فى اجتماعات الجمعية العامة للتعرف على رؤية مصر والقارة الأفريقية تجاه العديد من القضايا.
هل سيكون هناك نشاط مصرى خاص بأفريقيا على هامش المشاركة؟
- الفعاليات المختلفة التى ستشارك فيها مصر، ستتضمن الشق الوطنى، وكذلك الشق المتصل برئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، وتحرص مصر على المساهمة فى مناقشة كل الموضوعات ذات الأولوية والمطروحة على أجندة المنظمة، أخذًا فى الاعتبار الرئاسة المصرية الحالية للإتحاد الأفريقى، وما تفرضه على مصر من مسئوليات ودور مهم للدفاع عن أولويات القارة الأفريقية فى إطار الأمم المتحدة، وتحقيق تطلعات شعوب القارة فى التنمية والسلام والاستقرار.
ما أهم الموضوعات التى سيتم التركيز عليها فى الجمعية العامة هذا العام؟
- تناقش الجمعية العامة عددًا من الموضوعات ذات الأولوية لمصر، وهى مكافحة الإرهاب، حيث تُعد مصر من الدول القليلة التى اكتسبت خبرة واسعة فى مجال مكافحة تلك الظاهرة، فضلًا عن الدور الرائد للأزهر الشريف والكنيسة القبطية فى مكافحة الفكر المتطرف، ونشر المبادئ الدينية الوسطية. ومصر لديها خبرة كبيرة فى هذا المجال، ولها اسهاماتها المهمة فى المنظومة الأممية، لاسيما خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن عامى 2016 و2017، والقرارات المهمة التى صدرت عن المجلس فى تلك الفترة، ومن المقرر أن تشارك مصر فى العديد من الفعاليات المرتبطة بالمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب على هامش أعمال الجمعية العامة.
كما ستناقش الجمعية العامة موضوع الرعاية الصحية، الذى يُعد أحد الأهداف الأساسية للأجندة، كما هو موضح بالهدف الثالث من الأجندة الذى ينص على ضمان الحياة الصحية للجميع، بما فى ذلك استهداف تحقيق الرعاية الصحية الشاملة للشعوب والمجتمعات، ومن المنتظر أن يعقد هذا العام على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماع رفيع المستوى تحت عنوان «الرعاية الصحية الشاملة: التحرك معًا من أجل عالم أصح».
وستعقد على هامش الجمعية العامة قمة السكرتير العام للمناخ فى 23 سبتمبر 2019، وفى ضوء القيادة المصرية المشهود لها دوليًا فى قضايا المناخ، طلب سكرتير عام الأمم المتحدة من الرئيس عبد الفتاح السيسى قيادة تحالف التكيف والقدرة على التحمل بالاشتراك مع بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطانى.
كما أن قضية التنمية المستدامة تُعد من أبرز الملفات التى تولى لها مصر أولوية متقدمة فى إطار أنشطتها داخل الأمم المتحدة، وتأتى أهمية القمة المقبلة للتنمية المستدامة المقرر عقدها يومى 24 و25 سبتمبر بالنسبة لكل الدول النامية وفى مقدمتها مصر كونها الأولى التى تُعقد بعد اعتماد الدول الأعضاء لـ «أجندة التنمية المستدامة 2030» فى سبتمبر عام 2015.
ومن الموضوعات المهمة أيضًا نزع السلاح، ومن المنتظر أن يتم الاحتفال باليوم العالمى للتخلص التام من الأسلحة النووية، كما تُعد مصر إحدى الدول الرائدة فى مجال نزع السلاح، حيث تدعو مصر إلى إعادة إحياء الجهود متعددة الأطراف فى مجال نزع السلاح، وتجديد الالتزام بالمعاهدات الرئيسية بما يسهم فى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، فضلًا عن تنفيذ التزامات نزع السلاح النووى وفقًا للمادة السادسة من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كما تتطلع مصر إلى دعم كل الأطراف المعنية لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، والذى تعقد دورته الأولى خلال شهر نوفمبر المقبل برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية.
إلى أين وصل التوافق الدولى حول موضوع تغير المناخ؟ وكيف استطاعت مصر أن تكون صوت أفريقيا فى هذا الأمر؟
- تحرص مصر على الدفاع عن قضايا القارة الأفريقية فى كل المحافل الدولية، والتعبير عن شواغل وأولويات الأشقاء الأفارقة، خاصة مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، وتُعد قمة السكرتير العام للمناخ المقررة فى 23 سبتمبر إحدى أبرز فعاليات الشق رفيع المستوى للدورة الحالية للجمعية العامة، وبالطبع فى ضوء القيادة المصرية المشهود لها دوليًا فى قضايا المناخ، طلب سكرتير عام الأمم المتحدة من الرئيس السيسى قيادة تحالف التكيف والقدرة على التحمل بالاشتراك مع بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطانى، ويمثل هذا التحالف حجر الزاوية فى أعمال القمة خاصة من حيث أهميته للدول النامية والقارة الأفريقية.
كيف ترى التوافق الدولى حول قضية التنمية المستدامة، وما هو الدور الذى لعبته مصر فى هذا الاتجاه خاصة أن مصر كانت صاحبة الدفع بالقرار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
- يُعد ملف التنمية المستدامة من أبرز الملفات التى تولى لها مصر أولوية متقدمة فى إطار أنشطتها داخل الأمم المتحدة، ولعل خير دليل على ذلك، قيام مصر مرتين خلال عامى 2016 و2018 بتقديم تقرير مراجعتها الوطنية الطوعية أمام المنتدى السياسى للتنمية المستدامة الذى يُعقد بالأمم المتحدة على المستوى الوزارى بشهر يوليو من كل عام، وفى ذات السياق، تأتى أهمية القمة المقبلة للتنمية المستدامة المقرر عقدها يومى 24 و25 سبتمبر بالنسبة لكل الدول النامية وفى مقدمتها مصر كونها الأولى التى تُعقد بعد اعتماد الدول الأعضاء لـ «أجندة التنمية المستدامة 2030» فى سبتمبر عام 2015.
وتهدف القمة المقبلة، ضمن أمور أخرى، إلى حث المجتمع الدولى على تسريع ودفع الجهود الدولية والأممية من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، وفى مقدمتها ضرورة القضاء على الفقر فى كل أشكاله وصوره، كما ترجع دلالة انعقاد القمة كونها تُجدد الالتزام السياسى الذى قطعته الدول الأعضاء على نفسها من أجل توجيه كل الجهود صوب تحقيق التنمية.