لا خلاف على أن أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى وبيراميدز، هى التى ترسم خريطة وشكل الدورى المصرى فى موسمه المقبل 2019/2020، لما لدى ثلاثة منها من تاريخ وعراقة وجماهيرية كبيرة، ويضاف إليها الإمكانيات التى يمتلكها الفريق الذى ولد كبيرا - بيراميدز - ومن مفارقات الدورى الطريفة هذا الموسم أن مدربى الأندية الأربعة أجانب، وظروفها متشابهة إلى حد كبير جدا مع فارق الإمكانيات بين كل فريق والآخر. كل مدرب من الأربعة يتولى المهمة مع بداية الموسم، وواقع تحت اختبار جماهيرى عصيب، بسبب ترقب مشجعى كل فريق لأداء ناديه خلال هذا الموسم، ولا سيما أن الموسم الماضى شهد تخبطا كبيرا على فترات متقاربة لكل من الفرق الأربعة، فالأهلى على الرغم من حصده الدورى، إلا أن جماهير الشياطين الحمر لم ترض عن أداء الفريق تحت قيادة جهاز مارتن لاسارتى، وفى الزمالك لم يختلف الأمر كثيرا، فعلى الرغم من حصد جروس لبطولة الكونفيدرالية، إلا أنه لم يقنع جماهير النادى الملكى، ما أدى إلى رحيله قبل نهاية الموسم الكروى المنصرم بأسابيع قليلة، وفى بيراميدز رغم الثورة التى أطلقها فى الكرة المصرية الموسم الماضى، إلا أن تعاقب المدربين عليه خلال الموسم الماضى أفقده كثيرا من رونقه، حتى انتهى الأمر بإدارة النادى بتعيين ديسابر المدير الفنى السابق لمنتخب أوغندا، أما الإسماعيلى فيعد الموسم الماضى من أسوأ المواسم التى مرت عليه فى تاريخه، فكان الفريق قاب قوسين أو أدنى فى منتصف الموسم من الوقوع فى المربع المهدد بالهبوط، ما دفع إدارة النادى لتعيين الصربى ميودراج يسيتش، ليتولى المهمة فى الموسم المقبل 2019/2020.
ماذا تخبئ «بصلة الخطيب»؟
لا خلاف على وسامة رينيه فايلر، المدير الفنى الجديد للنادى الأهلى، إلا أن جماهير النادى الأهلى لا تراه حتى الآن إلا «بصلة» محمود الخطيب رئيس النادي، صاموا كثيرا وأفطروا عليها.
جماهير القلعة الحمراء كانت تمنى النفس بأن يجلب لهم مجلس الإدارة مدربا بسيرة ذاتية أقوى من سيرة فايلر بكثير، كانوا ينتظرون قدوم داهية جديدة كمانويل جوزيه، كانت أنظارهم عالقة بمدرب قادر على إعادة الأمجاد وبناء جيل ذهبى جديد كجيل تريكة ومتعب وبركات، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، وجاء فايلر وقامت الدنيا ولم تقعد، إلا بعد فوز النادى الأهلى فى ذهاب دور الـ32 ببطولة دورى أبطال أفريقيا على فريق كانو سبورت فى عقر داره بغينيا الاستوائية بهدفين نظيفين.
هدأت الجماهير قليلا لكنها ما زالت تنتظر ترى أمارة للرجل مع الفريق، مما يصعب من مهمة فايلر القادمة فى البطولات التى يخوضها النادى، سواء فى الدورى الممتاز، أو بطولة أفريقيا الغائبة منذ اعتزال عمالقة الجيل الذهبى.
يلعب فايلر منذ دخوله النادى، على العامل النفسى سواء للاعبين أو الجماهير، فيدغدغ مشاعرهم تارة بأنه صارم لا يترك الهواء يمر من جانبه دون أن يسأل عن تفاصيله واتجاهاته، وأثره على اللاعبين، الرجل منذ قدومه وصفحات النادى الأهلى ممتلئة بأخبار عن اهتمامه بالبرنامج الغذائى وإيقاف التمرين أكثر من مرة لتحفيظ اللاعبين جمل فنية، وما إلى ذلك من أخبار يحبها رواد مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أنها لا تجدى مع جماهير القلعة الحمراء الحقيقيين، والذين لا يعرفون للمدرب أمارة سوى حصد البطولات.
قالت إدارة النادى عن اختيار فايلر، إنهم تعاقدوا معه لأنه يمتلك طموحا كبيرا لتحقيق إنجاز فى القارة الأفريقية التى يدخلها كمدرب للمرة الأولى، وفى هذه النقطة بالتحديد يمكنك أن تثق فى مبررات لجنة الكرة بالنادى الأهلى، فالشاب السويسرى «الحليوة» - كما يطلق عليه مشجعات النادى الأهلى - قال فى تصريحات صحفية سابقة، إنه جاء إلى مصر من أجل كتابة تاريخ يمهد له اقتحام بوابة العالمية، فهو يعرف أن أفريقيا خير مصدر لأوروبا، وأنه يعرف تماما قيمة النادى الأهلى فى الخارج، وخصوصا بعد أن تربع على عرش الأندية الأكثر تتويجا فى العالم.
يطالع المدير الفنى السويسرى بشكل دائم التقارير التى يعدها معاونوه، السويسرى ديفيد سيزا، ومدرب أحمال الفريق توماس بينيكل، واللذان يقومان بمهام أشبه بمهام المحققين المخابراتيين، فقبل مباراة السوبر المصرى التى كان طرفيها الأهلى والزمالك، حضر معاونا فايلر سرا مباراة الزمالك فى نهائى كأس مصر الأخير أمام نادى بيراميدز، وكتبا تقارير مفصلة عن الزمالك المنافس التقليدى للأهلى.
«لبلب» ميت عقبة
بجسده النحيف، وحركته الخفيفة، وحركاته الطريفة، خطف ميتشو المدير الفنى للزمالك، أنظار متابعى الكرة المصرية بصفة عامة، وجماهير الزمالك بصفة خاصة، وشبهته بعض الجماهير بـ«لبلب» فى فيلم «عنتر ولبلب»، مشيرين إلى أن هذا الضعيف جسديا قادر بخدعه وحركاته وتكتيكاته على صفع «عنتر» أو شمشون الجبار، قاصدين الغريم التقليدى النادى الأهلى، والذى استحوذ خلال الخمسة عشر عاما الماضية على مقاليد الأمور فى الكرة المصرية، بل والأفريقية.
وزاد من تعلق جماهير القلعة البيضاء بمدربهم الجديد أنه فى الشهر الأول لتوليه المسئولية التدريبية أضاف إلى خزينة بطولات النادى، كأس مصر، وفوزه فى النهائى على بيراميدز بثلاثية نظيفة أسعدت جماهير الزمالك، وجعلتها مطمئنة على فريقها فى عهدة الصربى الجديد.
يؤمن الداهية ميتشو أن امتلاك النجوم لا يعنى شيئا دون السيطرة ووجود طريق للسير فيه، لذلك فرض سياجا على اللاعبين منذ انضمامه، مبديا سعادته بالعمل معهم وحذرهم من خرق النظام لأى أسباب كانت، وقال فى بداية مشواره مع نادى الزمالك إنه متحمس لتقديم كل ما لديه من أجل اللعب بشكل منظم وجيد وتحقيق النتائج المرغوبة لأن الفريق يستطيع تحقيق ذلك، مضيفا: «أنا لا أؤمن إلا بالعمل الجاد، وسأبذل أقصى ما لدى من أجل العبور من التحديات الصعبة».
وعن سياسته فى العمل، قال: «على المدرب أن يُظهر الاحترام والحب للاعبيه بالعمل الجاد من أجل تطويرهم على المستويين الشخصى والمهنى، ويجب أن يكون اللاعبون قدوة ومثالا يحتذى به للمشجعين».
أقلق ميتشو جماهير الزمالك، عندما سئل عن إمكانية تحقيق الزمالك لدورى أبطال أفريقيا، فأجاب: «آسف ولكنك أخطأت فى عنوان الشخص الذى تنتظر منه الإجابة، أنا لا أعد بشىء».
مايسترو السمسمية الجديد
فى الإسماعيلى، لا هناك شىء أهم من الكرة بعد الأكل والشرب، وفى بعض الأحيان لا مانع لدى جماهير الدراويش من البقاء بلا أكل عدة أيام مقابل أن يفوز فريقهم.
الموسم الكروى الماضى مر فريق الإسماعيلى بأزمات لا أول لها ولا آخر، ولذلك تتمنى الجماهير أن يقوم المدير الفنى الجديد ميودراج يستيش، بإحداث نقلة كروية تنتشل الفريق من عثرته وتعيده إلى مناطحة الأهلى والزمالك، والمنافس الجديد بيراميدز.
بعد توليه المهمة، قال ميودراج يستيش إنه بحاجة إلى وقت وصبر من أجل تدريب لاعبى الفريق على فلسفته، موضحا أنه يريد من الجمهور ألا يحبط بسبب أى تعثر فى البداية، فما زال أمام الفريق كثير من العمل من أجل استعادة الأمجاد وطريق المنافسة على البطولات، وأضاف: «لقد شاهدت الكثير من الأشياء الجيدة، لكن هناك أشياء أخرى لن أقول إنها سيئة لكنى يمكن أن أقول أنها أخطاء، وسوف أعمل على تصحيح تلك الأخطاء فى الأيام المقبلة، نحن بحاجة إلى الصبر والوقت من أجل إدخال فلسفتى لعقول لاعبى الفريق».
ولد مدرب الدراويش الجديد عام 1958 بمدينة أوسيسينيكا الصربية ولكنه يحمل جنسية أخرى وهى البوسنة والهرسك، تولى مهمة تدريب 21 فريقا خلال مسيرته التدريبية منها 6 تجارب فى أندية عربية بعد اعتزاله كرة القدم عام 1993 ويحمل رخصة التدريب الاحترافية من الاتحاد الأوروبى لكرة القدم.
ويعد يستيش صاحب الـ 61 عاما من المدربين المتميزين لأنه معروف بصرامته وإجادته لقراءة الخصم، وسبق له تمثيل منتخب يوغوسلافيا فى الثمانينيات، بجانب تحقيق عدد من الإنجازات مع بعض الأندية التى أشرف على تدريبها، كما سبق له خوض تجربة سابقة فى الدورى السعودى مع نادى نجران موسم 2012، بالإضافة إلى النادى العربى الكويتى والاتفاق السعودى وخورفكان الإماراتى.
يا جبل ما يهزك
سيباستيان ديسابر هو مدرب كرة قدم فرنسى، ولد فى 2 أغسطس 1976 فى مدينة فالانس بفرنسا، درب نادى الإسماعيلى المصرى حتى ديسمبر 2017، وانتقل بعد ذلك لتدريب المنتخب الوطنى لأوغندا فى بطولة أمم أفريقيا، وبعد الخروج من البطولة، تعاقد مع نادى بيراميدز المصرى.
بينما كان يستعد ديسابر لانطلاقة قوية فى الدورى المصرى، أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، فخسر من الزمالك فى نهائى كأس مصر بثلاثية مذلة، ثم تعادل فى ذهاب دور الـ32 من البطولة الكونفيدرالية، ما أشعل أزمة كبيرة بين إدارة النادى والمدير الفنى، وبدأت الأخبار تتناثر عن اقتراب رحيله قبل حتى بداية الدورى المصرى الممتاز.
عقب انتهاء نهائى كأس مصر، كان قد عقد ديسابر جلسة خاصة مع لاعبيه، للحديث عن مباراة الزمالك وأداء كل لاعب، وصب الفرنسى ديسابر غضبه على لاعبى بيراميدز بعد الخسارة من الزمالك فى نهائى بطولة كأس مصر، مؤكدا أنهم يتحملون الهزيمة بعد فشلهم فى تنفيذ جميع الواجبات التى تم تكليفهم بها، وقال ديسابر للاعبين بعد انتهاء المباراة: «لم يظهر أى لاعب فيكم بمستواه المعهود.. لا أنكر أننى ارتكبت بعض الأخطاء فى إدارة المباراة ولكن كان من المفترض ألا نخسر بهذا الشكل.. أطالبكم بالتعويض فيما هو قادم والسعى للمنافسة على بطولة الدورى العام وبطولة الكونفيدرالية الأفريقية».
مصدر مسئول بالفريق الأول لكرة القدم بنادى بيراميدز، علق على أخبار رحيل الفرنسى سيباستيان ديسابر المدير الفنى للفريق، بتأكيده أن ديسابر عقده يمتد موسمين مع بيراميدز، مشددا على أن ديسابر لن يرحل عن الفريق كما تردد فى الآونة الأخيرة، وكأن إدارة النادى أرادت أن توصل رسالة لمدربهم، مفادها: «يا جبل ما يهزك ريح».