أكاذيب تعرضت لها مصر.. 21 ألف شائعة فى 3 أشهر استهدفت تشويه المشروعات القومية
الأحد، 22 سبتمبر 2019 10:00 ص طلال رسلان
01 ملايين حساب مستعار ضمن 65 مليونا تبث الأخبار المزيفة والكاذبة
يرى خبراء علم النفس أن الحرب النفسية أكثر تأثيرا من الحرب العسكرية أضعاف المرات، فهى تعتمد على استخدم وسائل متعددة غير مباشرة لاستهداف الدول، ومن ثم التأثير على الشعوب ومعنوياتهم، إضافة إلى ذلك فإنها تكون فى الغالب مؤثرة بشكل كبير لعدم انتباه الجمهور إلى أهدافها، فالحرب النفسية تتسلل إلى نفسك دون دراية، وجبهتها أكثر شمولا واتساعا من الحرب العسكرية لأنها تهاجم المدنيين والعسكريين على حد سواء.
حرب الشائعات أكثر تأثيرا دوما، لأنها تستخدم فى أوقات السلم والحرب معا، بل إنها تصوب هجماتها خارج الدولة الخصم نفسها حين توجه ذلك نحو الرأى العام العالمى، من خلال استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة.
الحربان العالميتان- الأولى والثانية- كانتا حربى شائعات بالدرجة الأولى حتى قبل استخدام القوى العسكرية، فمثلا انتشرت فى الحرب العالمية الأولى، الشائعات والقصص التى تقول إن الألمان يقطعون أيدى الأطفال، وإنهم يرمون جثث الموتى فى الماء المغلى ويصنعون منها الصابون، وإنهم يصلبون أسرى الحرب، وفى الجانب الألمانى كانت تنتشر شائعات تقول إن الحلفاء يستخدمون الغوريلات المتوحشة من أفريقيا وآسيا فى حرب الناس المتحضّرين.
مثلا، خلال الانتصارات العسكرية لدول المحور ومع اقتراب الخطر الألمانى أوردت الصحف الإنجليزية خبرا عن نزول مليون جندى روسى فى منطقة (أبردين) لحماية بريطانيا، وطبعا هو خبر كاذب تماما والهدف منه رفع المعنويات، وكحال أى شائعة تتم إضافة جزء جديد ويتفننّ المواطن فى زيادة حبكة قصّة المليون جندى، فكان بعضهم يصف أسلحتهم وآخر يؤكّد أنه قابلهم، ويصف ملابسهم العسكرية، لدرجة أن أحد الإنجليز ادعى أن واحدا من هؤلاء الجنود الروس تقدّم لطلب يد ابنته.
وفى الحرب العالمية الثانية أيضا، أسس هتلر وزارة للدعاية السياسية وعين عليها جوزيف غوبلز صاحب عبارة «اكذب ثم اكذب حتى يصدق الآخرون»، ومعظم الشائعات كانت تشمل تضخيم حجم القوة العسكرية الألمانية أن لديها قذائف تحوّل الناس إلى بخار.
الشائعات وحروب الجيل الرابع
حديثا برز سلاح الشائعات كواحد من أخطر مخططات حروب الجيل الرابع، لسرعة انتشارها وتفاعلها وصعوبة نسفها والتخلص منها، وفقا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تم رصد، فى الثلاثة أشهر الماضية فقط، نحو 53 ألف شائعة، وفى يوم واحد تم بث 118 شائعة مجهولة المصدر، بينما تم خلال هذه الفترة بث أكثر من 700 شائعة تتعلق بالجانب الحكومى، الأمر الذى يعمل على بث نوع ونشر حالة من السخط والإحباط وإيقاع المواطن فريسة سهلة لإسقاط الدولة.
يقول خبراء التكنولوجيا إن حروب الجيل الرابع هى بديل للحروب التقليدية النظامية، التى تهدف إلى التأثير على العقل والأفكار والحالة النفسية والمعنوية للوصول إلى زعزعة الاستقرار والهدم الداخلى، وهى حروب يتم التخطيط لها واستخدام وسائل متعددة لتحقيق أهدافها لعل من أهمها استخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة فى الإعلام الجديد، خاصة المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور المستهدف ومن أهم وسائلها استخدام الشائعات، مضيفا ويتم استهداف مصر بعدد كبير من الشائعات وبشكل يومى بهدف زعزعة الاستقرار وخلق حالة من عدم الثقة والتأثير على الحالة المعنوية وهى شائعات فى كل المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية.
وأفادت الدراسات فى هذا الجانب بضرورة سرعة رصد الشائعة والرد عليها فورا بكل وضوح ومكاشفة وبيانات رسمية حتى لا نترك المواطن فريسة سهلة للإعلام المضاد حتى لا نعطى فرصة للشائعات، وضرورة الاطلاع ورصد الشائعات التى يروجها الإعلام المضاد لأن هناك شائعات لو لم يتم الرد عليها ومكاشفتها يمكن أن تصنع أزمة.
سلبيات السوشيال ميديا خلال الفترات السابقة كانت مصدرا للشائعات، التى تقع تحت بند حروب الجيل الرابع واستخدام تلك النوع من الحرب على مصر لتصدير حالة من السخط والإحباط للشعب المصرى وزعزعة الثقة بين الشعب المصرى ومؤسسات الدولة، خاصة تلك الشائعات التى تمس محدود الدخل، ولجنة الاتصالات بمجلس النواب لها تجربة رائدة منذ عدة شهور؛ حيث رصدت ٢١ ألف شائعة خلال ثلاثة أشهر، وكان الهدف منها هو بث حالة من السخط الإحباط وتتزايد عند افتتاح مشروع قومى، أو زيارة تاريخية للرئيس فى إحدى جولاته أو زيارة أى ضيف مهم لمصر أو وجود حدث مهم فى مصر، كنوع من التشويش على الإنجازات وتكون تلك الشائعات ممولة بملايين من الدولارات من الخارج لكى تصل إلى أكبر عدد من المواطنين فى الشارع المصرى.
وفقا للبيانات الأخيرة فإن هناك 10 ملايين حساب مستعار من ضمن 65 مليون حساب على مواقع التواصل الاجتماعى، فمثل تلك الحسابات تبث الأخبار المزيفة والأخبار الكاذبة، لذلك أصبحت هناك ضوابط ومعايير لإنشاء أى حساب على مواقع التواصل الاجتماعى وذلك لحماية البيانات، وكذلك الحماية من عمليات النصب الإلكترونى الجريمة الإلكترونية والابتزاز، والبرلمان فى دور الانعقاد السابق قد أقر بعض التشريعات الخاصة بالجرائم الإلكترونية، وهذه أولى خطوات مواجهة الجريمة الإلكترونية بكافة صورها وأشكالها وكذلك التشريعات الخاصة بالسوشيال ميديا وقانون حماية البيانات الشخصية الذى تتم مناقشته وإقراره فى دور الانعقاد القادم، هذا بالإضافة إلى قانون المعاملات الإلكترونية.