ميتشو.. ماذا سيفعل اليوم «لبلب» ميت عقبة؟

بجسده النحيف، وحركته الخفيفة، وحركاته الطريفة، خطف ميتشو المدير الفني للزمالك أنظار متابعي الكرة المصرية بصفة عامة، وجماهير الزمالك بصفة خاصة، وشبهته بعض الجماهير بـ« لبلب» في فيلم «عنتر ولبلب»، مشيرين إلى أن هذا الضعيف جسدياً قادر بخدعه وحركاته وتكاته على صفع «عنتر» أو شمشون الجبار، قاصدين الغريم التقليدي النادي الأهلي، والذي استحوذ خلال الـخمسة عشر عاماً الماضية على مقاليد الأمور في الكرة المصرية، بل والإفريقية.

يؤمن الداهية ميتشو أن امتلاك النجوم لا يعني شيئا دون السيطرة ووجود طريق للسير فيه،  ولذلك فرض سياجاً على اللاعبين منذ انضمامه، مبدياً سعادته بالعمل معهم ومحذرهم من خرق النظام لأي أسباب كانت.

قال في بداية مشواره مع نادي الزمالك إنه متحمس لتقديم كل ما لديه من أجل اللعب بشكل منظم وجيد وتحقيق النتائج المرغوبة لأن الفريق يستطيع تحقيق ذلك، مضيفاً: «أنا لا أؤمن إلا بالعمل الجاد، وسأبذل أقصى ما لدي من أجل العبور من التحديات الصعبة».

وعن سياسته في العمل، قال: «على المدرب أن يُظهر الاحترام والحب للاعبيه بالعمل الجاد من أجل تطويرهم على المستويين الشخصي والمهني، ويجب أن يكون اللاعبون قدوة ومثال يحتذى به للمشجعين» .

وتابع: «سأمنح اللاعبين قلبي لكن سأطلب منهم التضحية بروحهم لخدمة الزمالك بكل إمكاناتهم وجعل الجماهير سعداء، وأنا أحترم النجوم جداً الذين يقدمون ما لديهم في الملعب وليس النجوم على الورق، وفي كرة القدم، كل مباراة لها نجومها وأتمنى أن نجد الطريقة التي تجعل كل لاعب يقدم أفضل ما لديه، وأنا بمثابة رجل يقوم بعملية انتحارية هنا وهدفي هو النجاح بأي شكل، الموقف أشبه برجل عليه العوم وإلا سيغرق».

أقلق ميتشو جماهير الزمالك، عندما سأل عن إمكانية تحقيق الزمالك لدوري أبطال إفريقيا، فأجاب: «آسف ولكنك أخطأت في عنوان الشخص الذي تنتظر منه الإجابة، أنا لا أعد بشيء».

اسمه ميلوتين سريدويفيتش ويلقب بـ"ميتشو"، وهو حفيد ميلوتين نيديتش أحد أبرز قادة الجيش اليوغوسلافي خلال الحرب العالمية الأولى، كما درس ميتشو الجغرافيا و التاريخ.

بدأ ميتشو مسيرته كلاعب في فريق سفوبودا ليوبليانا السلوفيني خلال الفترة بين عامي 1987 و1988، وكان يلعب فى مركز خط الوسط المدافع، ثم انتقل لفريق سينيليتش بلجراد الصربي حتى موسم 1989، ثم استمر في الدوري الصربي مع نادي جرافيكار بلجراد حتى موسم 1991 وأنهى مسيرته في نادي زوركا سوبوتيكا في موسم 1994.

وبدأ مسيرته التدريبية وهو في سن الثلاثين عاما، والمفاجأة أنه بدأ مشواره التدريبي في قارة أفريقيا مع نادي كمبالا سيتي الأوغندي، حيث قاد الفريق في 3 مواسم بين عامي 2001 و2004، وقاد الفريق في موسم 2001 / 2002 للتتويج بالدوري الأوغندي بخسارة واحدة فقط خلال 28 مباراة، قبل أن يحافظ على اللقب في الموسم التالي.

وفي عام 2004، انتقل ميتشو لقيادة فريق سان جورج الإثيوبي، قاده خلالها لثلاثة ألقاب بالدوري الأثيوبي، كان أبرزها عندما قاد الفريق للتتويج بدون هزيمة محققا 19 فوزا و5 تعادلات، وتوج بلقب أفضل مدرب في إثيوبيا.

وفي عام 2006، انتقل المدرب الصربي لقيادة فريق أورلاندو بايرتس بطل جنوب أفريقيا، ليحقق مفاجأة ويقود الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، قبل أن يغادر في يناير 2007 لقيادة فريق يانج أفريكانز ليقود الفريق للتتويج بالدوري التنزاني.

عاد ميتشو من جديد إلى تولي قيادة فريق سان جورج الإثيوبي، واستمر معه حتى موسم 2010، حصد خلالها لقبي دوري أثيوبيا، والكأس الأثيوبي وكأس سيكافا للأندية.

كما تولى ميتشو قيادة الهلال السوادني خلال موسمي 2010 و2011 فاز خلالها بلقب الدوري، ووصل إلى نصف نهائي الكونفدرالية إلا أنه ودع البطولة بالخسارة من فريق الصفاقسي التونسي.

وفي نوفمبر 2011، بدأ ميتشو أول خطواته في تدريب المنتخبات، بتولي القيادة الفنية للمنتخب الرواندي، قاده خلالها في تصفيات كأس العالم في مجموعة ضمت الجزائر ومالي وبنين، إلا أنه ودع التصفيات لتتم إقالته في شهر أبريل، ليتولى تدريب المنتخب الأوغندي في مايو 2013، حيث قادهم إلى التأهل لبطولة أمم إفريقيا للمحليين 2016، لكنه خرج من دور المجموعات بعد احتلال المركز الثالث من المجموعة الرابعة، قبل أن يقودهم لتخطي دور المجموعات في بطولة أمم أفريقيا 2017 بالجابون، وكان قريبا من الصعود لكأس العالم بعد منافسة شرسة مع منتخب مصر، حيث احتل المركز الثاني، ليرحل مع نهاية عام 2017 بسبب عدم دفع راتبه لفترة طويلة.

وفي 3 أغسطس 2017، أعلن نادي أورلاندو بايرتس عودة ميتشو مرة أخرى لقيادة الفريق، حيث خاض معهم 80 مباراة فاز في 38 مباراة وتعادل 26 مرة وخسر 16 مرة، كما قاد الفريق للعودة من جديد إلى دوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي بعد غياب 6 سنوات وبالتحديد منذ خسارة نهائي 2013 أمام الأهلي.