«التلفزيون الذكي».. أحدث وسائل تسريب البيانات الشخصية لصالح نيتفليكس وجوجل
الخميس، 19 سبتمبر 2019 05:30 م
مفاجأة صادمة كشفت عنها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، تتعلق بجرائم انتهاك الخصوصية وتسريب البيانات الشخصية، والتي كان آخرها تسريب تلك البيانات من خلال أجهزة التلفزيون الذكي في المنازل وذلك لصالح بعض الشركات مثل «نيتفليكس، وجوجل، وفيس بوك» حتى عندما تكون بعض الأجهزة فى وضع الخمول، وذلك بحسب تحليلين واسعى النطاق.
ووجد باحثون من جامعتى «نورث إيسترن»، و «إمبريال كولدج لندن» أن عددًا من أجهزة التلفاز الذكية، ترسل بيانات مثل الموقع وعنوان الـ (IP) إلى نيتفليكس والمعلنين، وأوضحوا أن البيانات يتم إرسالها سواء كان لدى المستخدم حساب «نيتفليكس» أم لا، ووجد الباحثون أيضًا أن الأجهزة الذكية الأخرى ، بما في ذلك مكبرات الصوت والكاميرات ، ترسل بيانات المستخدم إلى عشرات الجهات الخارجية بما في ذلك سبوتفاى، وميكروسوفت.
وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أنه من المرجح أن تزيد النتائج من المخاوف المتعلقة بخصوصية بيانات المستخدم على الإنترنت وهذا يشمل الأجهزة الذكية، بما في ذلك أجهزة التلفزيون الحديثة فى المنازل. في دراسة منفصلة للتلفزيونات الذكية التي أجرتها جامعة برينستون ، وجد الباحثون أن بعض التطبيقات المدعومة من قبل (Roku) و (FireTV) كانت ترسل بيانات مثل معرّفات مستخدم محددة إلى جهات خارجية بما في ذلك «جوجل».
وأوضحت الصحيفة أن حوالي 68 في المائة من الأسر الأمريكية لديها جهاز تلفزيون متصل بالانترنت في نهاية عام 2018 ، بما في ذلك أجهزة خارجية مثل (Roku)، و (Apple TV) ، وفقًا لتقرير «نيلسن» الصادر في مارس.
وتستخدم عشرات الملايين من هذه الأجهزة تقنية التعرف على المحتوى التي تعتمد على تعقب كل شيء تشاهده ، لتتمكن من استهدافك بشكل أفضل من خلال الإعلانات التليفزيونية ، والتي تمثل الآن حوالي نصف جميع الإعلانات الرقمية.
وتعد دراسة جامعة «نورث إيسترن»، التي أجريت على 81 جهازًا مختلفًا، في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة ، أكبر تجربة منشورة من نوعها، وخلصت إلى وجود حالات ملحوظة من الكشف عن المعلومات، وقال الباحثون إن كل من «أمازون، وجوجل، وأكامي، وميكروسوفت» كانت أكثر الشركات التي يتم الاتصال بها بشكل متكرر، ويعزى ذلك جزئياً إلى أن هذه الشركات تقدم خدمات للأجهزة الذكية لتعمل عليها.
وقال ديفيد تشوفنيس، عالم الكمبيوتر في جامعة «نورث إيسترن» وأحد مؤلفي التحليل: «إنه يتم الاتصال بـ أمازون تقريبًا من قِبل نصف الأجهزة في التى قمنا باختبارها من أجل البحث.. هذا يعني أنه يمكن لأمازون استنتاج الكثير من المعلومات حول ما تفعله مع الأجهزة المختلفة في منزلك ، بما في ذلك الأجهزة التي لا تقوم بتصنيعها».
وأضاف: «يمكن أيضًا أن يكون لديهم (أمازون) قدر كبير من الوضوح فيما يفعله منافسوهم».
ومن خلال تحليل التفاعل على الشبكة، خلص فريق جامعة «نورث إيسترن إلى أن الجهة الثالثة تتلقى، على الأقل معلومات حول الجهاز الذي يستخدمه الأشخاص ومواقعهم، وربما حتى عندما يتفاعلون معها، «لذلك ربما يعرفون متى تكون في المنزل ومتى لا تكون هناك».
نظرًا لأن الكثير من البيانات التي يتم إرسالها من قِبل الشركات المصنعة للأجهزة يتم تشفيرها ، لم يكن الأكاديميون على دراية بالتحديد بالبيانات الإضافية التي يتم إرسالها.
وقال حامد حدادي ، عالم الكمبيوتر في إمبريال كولدج لندن والمؤلف الثانى: «يمكنهم بالتأكيد رؤية بعض الأشياء، لكن ما يمكنهم رؤيته بالضبط يعتمد على ما ترسله الشركة المصنعة ، وهو ما لم نحاول إعادة تصميمه».