الاقتصاد العالمي × 24 ساعة.. ماذا حدث للأسواق العالمية بعد حادث "أرامكو"؟
الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 02:00 ص
بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية، السبت الماضي، وقد أعلنت ميليشيات الحوثي مسؤوليتها عنها، تصاعدت المخاوف بشأن حدوث نقص في الإمدادات النفطية في العالم، فيما قفزت أسعار النفط في بوتيرة لم تشهدها الأسواق في تاريخها، وتعكس هذه القفزة في أسعار النفط، بشكل واضح، الدور المحوري الذي تلعبه السعودية في أسواق النفط العالمية، وتأثيرها المباشر فيه، حيث تستحوذ المملكة على 10 % من الإنتاج العالمي للنفط البالغ 99 مليون برميل يوميا، وفق بيانات شهر أغسطس الماضى.
والإنتاج الضخم للنفط فى المملكة السعودية جعلها تحتل المرتبة الثالثة عالميا في سوق النفط، بعد الولايات المتحدة التي تأتي في المرتبة الأولى بإنتاج يشكل 12 %، في حين تحتل روسيا المرتبة الثانية بحوالي 11 %، فيما تعد السعودية موردا عالميا أساسيا للنفط، الذي تقارب مستويات استهلاكه هذا العام 100 مليون برميل يوميا، وتصدر للأسواق الرئيسية، سواء الولايات المتحدة التي يشكل استهلاكها من النفط العالمي 21 % أو الصين التي تستحوذ على 13 %، بالإضافة إلى الهند.
وفى الوقت الذي يوفر سوق النفط العالمي يوميا نحو مليونين و400 ألف برميل من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، التي من الممكن أن تدخل الأسواق عند الحاجة، تشكل مساهمة السعودية وحدها من هذه الطاقة الاحتياطية نحو 70 %، كما أن المملكة موطنا لما يقرب من 298 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية المثبتة في العالم، أي ما يعادل 17 % من احتياطيات النفط العالمية، وتشكل وحدها نحو 12 % من صادرات النفط العالمية في 2018، كما تمتلك السعودية أيضا بحسب آخر الأرقام ما يقرب من 188 مليون برميل من المخزونات التي ستستخدم لتعويض النقص.
وقد ارتفع النفط نحو 15 % فى أكبر قفزة له فيما يربو على 30 عاما وبأحجام تداول قياسية، فيما تحدد سعر تسوية العقود الآجلة لخام برنت عند 69.02 دولار للبرميل، مرتفعا 8.80 دولار بما يعادل 14.6 %، في أكبر زيادة بالنسبة المئوية ليوم واحد منذ 1988 على الأقل، كما أغلقت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند 62.90 دولار للبرميل، مرتفعة 8.05 دولار أو 14.7 %، في أكبر زيادة مئوية ليوم واحد منذ ديسمبر 2008.
وتأثير الهجوم الإرهابي على منشآت نفطية بالسعودية لم ينعكس فقط على أسعار النفط عالميا بل الذهب أيضا، حيث قفز 1 %، وبذلك ارتفع إلى 1503.60 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما نزلت الأسعار 1.2 % في الأسبوع السابق نتيجة آمال بنهاية قريبة للخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة، وقد زاد الذهب في العقود الآجلة الأمريكية 0.8 % إلى 1511.40 دولار للأوقية، وذلك بعد ارتفاع أسعار النفط بنحو 20 %، أما على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، قفزت الفضة 3 % إلى 18 دولارا للأوقية، وزاد البلاتين 0.5 % إلى 953.31 دولار، فيما صعد البلاديوم 0.5 % الي 1614 دولارا.
وعلى عكس المتوقع، ارتفع الدولار الأمريكي، عقب الهجوم الإرهابي، فى وقت انخفض فيه أسعار النفط، وواصل مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، المكاسب التي حققها ليبلغ 98.609، فيما بلغ اليورو مستوى أعلى بعض الشيء عند 1.1010 دولار، بينما تراجع الفرنك السويسري بشكل طفيف إلى 0.9919 دولار، وتراجع اليوان الصيني 0.3 %، إذ يقوض الافتقار للأخبار قبيل اجتماعات مقررة يوم الخميس بين مسؤولي تجارة أمريكيين وصينيين تفاؤل الأسواق حيال فرص تحقيق تقدم في المفاوضات الرامية لإنهاء حرب رسوم جمركية طويلة
وفى نفس السياق، تخلى الين والفرنك السويسري عن المكاسب التي جاءت مدفوعة بالشراء غير المحسوب لعملات الملاذ الآمن، وارتفع الدولار لأعلى مستوياته منذ أول أغسطس مقابل الين، ليلامس 108.36 ين، مدعوما بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أبرم اتفاقات تجارية مع طوكيو، ورغم أن التحركات طفيفة، إذ يترقب المتعاملون ما سيسفر عنه اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" بشأن السياسات، مع توقعات قوية بخفض في أسعار الفائدة، واجتماع بنك اليابان يوم الخميس الذي قد يسفر عن مزيد من الإجراءات التحفيزية، يأتي ذلك فى وقت كان التحرك الأكبر بين العملات الرئيسية للدولار الأسترالي الذي تراجع 0.4 % إلى أدنى مستوى في 11 يوما، ودفع الدولار النيوزيلندي للهبوط معه، وذلك بعد أن لوح بنك الاحتياطي الأسترالي "البنك المركزي"بالميل نحو التيسير في محضر اجتماع.