العراق ينفي ضلوعه في هجمات «أرامكو».. والنفط يحقق أعلى سعر يومي
الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019 02:00 ص
بحث رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما في وقت سابق من يوم الإثنين.
وذكرت قناة «السومرية نيوز» الإخبارية، نقلا عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، أن الجانبين بحثا الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى تعزيز العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتى هذا الاتصال بعد أن نفى مكتب رئيس الحكومة العراقية تقارير شبكة «سى إن إن» الأمريكية الإخبارية التى أفادت بأن الاعتداء الذي استهدف معملين كبيرين تابعين لشركة «أرامكو» في المملكة السعودية، وتبنته جماعة الحوثيين اليمنية نفذ من العراق.
وتعرضت السعودية، أول أمس السبت، لهجوم واسع استهدف منشأتين نفطيتين لشركة «أرامكو» العملاقة شرق البلاد، وهما مصفاة بقيق لتكرير النفط، وحقول هجرة خريص، تبنته قوات جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية، التي قالت إن «العملية نفذت بواسطة 10 طائرات مسيرة».
في غضون ذلك، قال مصدر مطلع إن أرامكو السعودية عدلت نوع الخام المُحمل على ناقلة من المقرر أن تتجه إلى آسيا إلى الخام العربي الثقيل من الخام الخفيف. وقال المصدر إن من غير الواضح ما سبب التعديل.
كانت شركة إنرجي أسبكتس للاستشارات قالت الأحد إن جودة الخام العربي الخفيف والخام العربي الخفيف جدا ربما تأثرت بكميات زائدة من كبريتيد الهيدروجين.
ولا تزال أصداء التحولات «الدرامية» في أسواق النفط العالمية تلقي بظلالها في مختلف قطاعات الأسواق الأخرى، إذ شهدت أسواق الذهب والأصول الآمنة ارتفاعا تحت ضغط مخاوف «جيوسياسية» تتعلق بهجوم «أرامكو» لاسيما بعد تلميح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيران بالضلوع فى الهجمات، كما صعد سعر «العقود الآجلة» للبنزين فى البورصة الأمريكية نحو 13% فيبداية التعاملات، قبل أن يقلص مكاسبه لتصل إلى نسبة 8%.
وكان الرئيس الأميركى دونالد ترامب قد صرح بأن الولايات المتحدة تعلم من الجانى فى تنفيذ الهجمات على منشآت النفط السعودية، مؤكدا أن (واشنطن) جاهزة للرد.
على صعيد آخر، حققت أسعار النفط العالمية قفزة كبيرة، في أول رد فعل للأسواق في أعقاب هجمات «أرامكو» وذلك خلال تعاملات اليوم الإثنين مستهل تداولات الأسبوع، لتصل فوق مستوى 72 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى يومي لها على الإطلاق ليتجه المعدن الأسود إلى تحقيق أكبر مكاسبه السنوية فى ثلاثة أعوام.
ونقلت وكالة «بلومبرج» عن سول كافونيك، محلل مختص في شئون النفط بمجموعة «كريدي سويس» قوله: «لم نعهد مثل هذا رد الفعل من قبل أسواق النفط على أي تعطل مفاجئ في إمدادات النفط حدث في السابق».
وارتفع سعر العقود «الآجلة» لمزيج برنت القياسي، تسليم شهر نوفمبر بنسبة 8% ليصل إلى 65.43 دولار، بعد أن سجل ارتفاعا بنسبة 19% فى مستهل التداولات ليصل إلى سعر 72 دولارا للبرميل، وهو أعلى مكسب له منذ طرح عقود برنت للتداول عام 1988، فيما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكى بنسبة 7.89 % ليصل إلى سعر 59.18 دولار للبرميل.
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، قد أكد أن تعطل عمليات الإنتاج بسبب هجمات إرهابية علي معامل شركة «أرامكو» السعودية في «خريص وبقيق» مؤقت، مشيرا - فى الوقت ذاته - إلى أنه لم ينتج عن هذا الهجوم أى أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أى إصابات بين العاملين فى هذه المواقع.
وأضاف أن الشركة لاتزال فى طور تقييم الآثار المترتبة على الهجمات، لافتا إلى أن هذه الهجمات لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب، وإنما تستهدف إمدادات البترول العالمية وتهديد أمنها، ويمثل تهديداً للاقتصاد العالمي، ويؤكد مجددا أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بدوره فى الحفاظ على إمدادات الطاقة وحمايتها من كافة الجهات الإرهابية التى تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية الجبانة وتدعمها وتمولها.
ومن جانبها نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مسئول سعودي «رفيع المستوى» لم تسمه، قوله، إن صادرات السعودية من الخام ستستمر كالمعتاد هذا الأسبوع، مع استعانة الرياض بالمخزونات المودعة في منشآت التخزين الكبيرة لديها. وأشار إلى أن السعودية تهدف لاستعادة ثلث إنتاج النفط المفقود اليوم الإثنين، مؤكدا الحرص على ألا تشهد السوق أي نقص حتى يمكن استعادة الإنتاج بالكامل.