باربي دمية تحولت من «لعبة أطفال» إلى رمز لمقاومة العنصرية والتنمر
الأحد، 15 سبتمبر 2019 08:00 م
يبدو أن الدمية باربي التي ظهرت في شهر مارس 1959، تحولت من مجرد لعبة تستهوي الأطفال وتسلب عقولهم، إلى وسيلة لمحاربة العنصرية ضد البشرة السمراء والتنمر بأصحاب الأطراف الصناعية.
ويعود تصميم باربي إلى سيدة الأعمال الأمريكية روث هاندلر والتى توفيت عام 2002، والتي استوحت فكرتها من الدمية الألمانية الشهيرة دمية بيلد ليلى.
ويعود تاريخ تصميم باربي، عندما طرأت فكرة في عقل روث هاندلر، وهي تشاهد ابنتها الصغيرة باربرا، وهى تلعب بدمى مصنوعة من الورق، وتتعامل معها على إنها شخصية حقيقة، حيث اقترحت علي زوجها إليوت فكرة تصميم دمية لها جسد امرأة.
وجاء اسم باربى من باربرا ميليسينت روبرتس، فى سلسلة من الروايات التي نشرت في الستينيات، ونالت الدمية باربى انتشارًا هائلاً على مستوى العالم، حتى أصبحت الدمية الأساسية فى كل منزل، ورغم ذلك فقد نالها نصيبا من النقد مثل أنها تبرز فكرة غير صحيحة للأطفال عن جسم المرأة فى مقتبل العمر،وهو ما قد يتسبب فى إصابة الأطفال بفقدان الشهية، ويبدو هذا ما سعت "باربى"، لتغييره خلال السنوات الماضية من خلال التنوع فى شكل العروس.
المثير في الأمر أن البعض لا ينظر للدمية " باربي " علي أنها مجرد عروسة لعبة، فقد حاربت " باربي " العديد من قضايا التنمر ضد المرأة والأطفال، من خلال تصميمات مختلفة لعرائسها.
فقد حاربت التنمر ضد المرأة المحجبة، بإصدار دمية ترتدى ملابس طويلة وحجاب طويل مثل العروسة التى تم تصميمها لمبارزة الشيش الأمريكية إبتهاج محمد صاحبة البشرة السمراء، وذلك لمحاربة التنمر ضد المحجبات.
كما أصدرت دمية ذات بشرة سمراء، والتى عرضتها بجوار المرأة البيضاء لمحاربة العنصرية والتنمر ضد أصحاب البشرة الغامقة والشعر الكيرلى، ولم تكتف باربى بذلك بل صممت عرائس لنماذج حية للتعبير عن إنجازات المرأة فى مختلف المجالات، والنماذج هى:
كاثرين جوهنسون
– فيزيائية أمريكية وعالمة فضاء ورياضيات، ساهمت في برامج الملاحة الجوية والفضاء الأمريكية مع بداية دخول الحواسيب الرقمية الإلكترونية في الاستخدام في ناسا.
كاتبة ورائدة متفوقة في الطيران الأمريكي، حيث كانت أول امرأة تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي واستطاعت تحقيق العديد من الأرقام القياسية الأخرى.
إيفا ديفورنى
إيفاديفورنى، مخرجة أمريكية، وكاتبة سيناريو، وأفريقية الأصل، وتعتبر أول مخرجة سمراء اللون، ترشح أفلامها لجائزة الأوسكار.
بيندي سو إيروين
بيندي سو إيروين، هى ممثلة وباحثة ومغنية وتعمل راقصة أسترالية أيضًا.
كما ساهمت "باربى" فى محاربة التنمر ضد مرضى السمنة وذلك بإصدار عروس تعانى من زيادة الوزن، وقد أنتشرت صور المختلفة لعروسة "باربى" فى مختلف مواقع التواصل الاجتماعى، والتى أثارت إعجاب الكثير من رواد هذه المواقع الذين أجمعوا على إنها تحارب التنمر ضد الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة كما إنها تحسن من حالتهم النفسية وتقبلهم للأمر الواقع.
ولكن متى ظهرت هذه العروسة، فقد أشارت إحدى التقارير المنشورة على موقع "cnn"، أن هذا النوع من الدمية ظهر فى يونيو الماضى، حيث تعد جزءًا من خط Mattel 2019 Barbie Fashionistas ، الذي يهدف إلى تزويد الأطفال بمزيد من أشكال الجمال المتنوعة.
كانت شركة Mattel قد تعاونت مع جوردان ريفز ، الناشط في مجال الإعاقة والذي يبلغ من العمر 13 عامًا ووُلد بدون ذراع أيسر، لتصنيع دمية بطرف صناعي، وأخرى جالسة على كراسى متحركة، الأمر الذى نال إعجاب الكثير من نشطاء حقوق الإعاقة الذين يأملون أن تكون هذه خطوة للقضاء على التنمر ضد ذوى الإحتياجات الخاصة.