السلفيون المتطرفون يذكروني بشبابي.. سقطة الغنوشي تفضح جرائم الإرهابية
الجمعة، 13 سبتمبر 2019 07:00 م
قال زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي في عام 2012، إن السلفيين المتطرفين "يذكرونه بشبابه"، لتفتح الكلمة بابا من الانتقادات لم تستطع الحركة إغلاقه بالقول إن الكلام اقتطع من سياقه، وهو الشيء الذي لن تنساه ماجدولين الشارني، الوزيرة الشابة، التي خسرت أخاها في هجوم إرهابي عام 2013.
وخلال 7 سنوات مرت على كلمة الغنوشي، استطاعت فيها حركة النهضة الهيمنة سياسيا في البلاد، لا تزال وزيرة الشباب السابقة تلاحق قانونيا وسياسيا حركة النهضة التي حملتها مسؤولية دعم الإرهاب في البلاد.
واستشهد الضابط في الحرس الوطني سقراط الشارني أثناء تأدية عمله في منطقة سيدي علي بن عون في سيدي بوزيد يوم 23 أكتوبر عام 2013.
وتقول الوزيرة السابقة إنه حتى الآن لا يزال "الغموض يكتنف حادثة استشهاد أخي"، بينما لم تتحرك الجهات القضائية لإلقاء المسؤولية على من قام بالتحريض على الإرهاب ودعمه وفق "سكاي نيوز عربية"
وتتهم الشارني حركة النهضة بشكل صريح بالضلوع في مقتل أخيها عبر توفير الحاضنة الفكرية للجماعات المتطرفة.
وتقول: "الغنوشي قال إن هؤلاء يذكروني بشبابي"، في إشارة إلى السلفيين، "وليومنا هذا مع كل قضية إرهابية نتذكر عملية التحريض وتبييض الإرهاب".
وليس الرائد سقراط هو الفقيد الوحيد لعائلة الشارني الكبيرة التي تمتد في ولاية الكاف شمال غربي البلاد، فقد فقدت في حادثتين منفصلتين العريف في الحرس الوطني أشرف الشارني في 9 يوليو عام 2018، ومحمد نجيب الشارني رئيس مركز الأمن العمومي بحيدرة الوكيل، في الثالث من سبتمبر الجاري.
ولم تكن يخطر ببال الشابة التي تولت رئاسة مدينة في حكومة التكنوقراط برئاسة مهدي جمعة، أن يعرض عليها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي لدى نجاحه في انتخابات عام 2014 أن تتولى منصب كاتب الدولة لملف شهداء وجرحى الثورة والإرهاب.
وعندما أبدت رفضها في البداية كونها لا تريد أن تتعامل مع حركة النهضة، قائلة:" لا أريد منصبا، أريد حق أخي"، أوصاها السبسي بالقول:" إذا عندك حجر كبير، إما أن تضربيه فيرتد عليك أو أن تعملي على تفتيته"، بحسب رواية الشارني.
وتضيف:" قال لي إن هدف الإخوان هو اختراق المؤسسات ولا يجب أن نترك لهم المجال لفعل ذلك".
وتفتخر الشارني بأنها تعاملت ضمن الحكومة التونسية مع رئيس البلاد ورئيس الحكومة، بكل مهنية، دون أن تضطر للتعامل مباشرة مع مسؤولي حركة النهضة.
وبحسب الشارني، فقد "جرى الكشف عن شهادات طبية مزورة لجرحى الثورة، حيث تاجرت النهضة بملف الثورة وجعلته في الخزان الانتخابي لها".
وبعد تولي يوسف الشاهد رئاسة الحكومة، أصبحت الشارني وزيرة للشباب، قائلة إنها سخرت جهودها لمواجهة أفكار النهضة وسعيهم للتوغل في الجهاز الإداري للدولة.
وتشير الشارني إلى أن الإرهاب في تونس وجد بيئة حاضنة بعدما ضغطت حركة النهضة لإصدار عفو تشريعي عام 2011 على أصحاب السوابق في الجرائم الإرهابية وانتدابهم في الإدارات الحكومية، وهو ما أدى إلى معاناة اقتصادية على حد قولها.
وأمام انتخابات رئاسية تعقد في 15 سبتمبر، ستحدد وجهة تونس خلال الأربع سنوات المقبلة، تشارك حركة النهضة في هذه الانتخابات المفصلية، عبر مرشحها الرئيسي، نائب زعيم الحركة عبد الفتاح مورو، بالإضافة إلى عدد من المرشحين القريبين والمحسوبين عليها.
ورغم أن كافة المترشحين الـ26 للانتخابات الرئاسية قد أكدوا على أولوية مكافحة الإرهاب، فإن هناك مخاوف من عودة النهضة إلى صدارة المشهد السياسي، بعدما شهدت البلاد في عهدها بعد الثورة تصاعدا كبيرا في التيارات المتطرفة.
ولا تستطيع الشارني، التي تقول إن حياة عائلتها تغيرت بالكامل بعد استشهاد أخيها، أن تتخيل فوز النهضة بالرئاسة أو رئاسة الوزراء في الانتخابات التشريعية المقبلة، واصفة ذلك، بأنه "كابوس"، لكنها أكدت أنها ستواصل سعيها "للحصول على حق أخي، وكل شهداء الإرهاب"، مضيفة:" هذه حربي وسأكملها".