علشان مصر محتاجة ولادها.. مدير مدرسة في الغربية بدرجة نقاش ونجار وجنايني

من الرائع أن يؤمن الأشخاص بالعمل الذين يحملون رسالته، خاصة إذا كان هذا الأمر يتعلق بتعليم أجيال، فلاشك أنه في هذه الحالة أن يصبح الشخص قدوة رائعة يحتذى بها، ويستحق من خلالها الإشادة به، وهو الأمر الذي انسحب بدوره على مدير إحدى المدارس في مدينة السنطة بمحافظة الغربية، حيث قام بتطويرها لتصبح نموذجا رائعا يفتخ به أبناء المدرسة وأولياء أمورهم.

«محمد عبد الكريم علم الدين»، مدير مدرسة أبو الجهور الإبتدائية بمركز السنطة، حول المدرسة التي استلم مسؤليتها منذ عام، إلى مكان رائع جذب له طلبة المدرسة بكل حب، بعدما نفذ عملية تطوير شاملة داخل المدرسة، بالجهود الذاتية، متخليا عن غرفة المدير، وعمل نجارا ونقاشا ورساما، حتى تحولت المدرسة إلى فخر لكل الطلبة.

ويقول مدير مدرسة أبو الجهور الإبتدائية: «بدأت حياتي المهنية كمدرس عام 1994، لغة عربية في مدرسة سحيم الإبتدائية بمركز السنطة، ولم تستهويني فكرة إعطاء الدروس الخصوصية إطلاقا، وأثناء اندلاع الثورة يناير 2011، فوجئت بمجموعة من الباعة الجائلين وأصحاب الورش، يتعدون على الحرم الخارجي للمدرسة، بعدما أقاموا ورش إصلاح سيارات وأكشاك لبيع الخضر والفاكهة، فتصديت لهم بالتنسيق مع جهاز الشرطة، الذي أزال تلك التعديات، كما استبدلت الأكشاك بعمل حديقة خارجية للمدرسة، وفكرت في تطوير المدرسة من الداخل والخارج أيضا، فقمت بحملة نظافة للبيئة الداخلية للمدرسة والخارجية أيضا، بعمل حدائق داخلية وتعلية الأسوار وتغطيه فناء رياض الأطفال، من خلال أعمال المشاركة المجتمعية وأهل الخير في القرية وأولياء الأمور.

وتابع: «حصلت على ترقية كوكيل لمدرسة بإدارة السنطة التعليمية، فأقمت حديقة داخلية، وأنشأت بوابات لحماية أجهزة الكمبيوتر ووحدات التشغيل وحجرات الأنشطة، بعدها انتقلت لمنصب مدير مدرسة بلوس الهوى الإبتدائية، وهناك استطعت إنشاء فصل دراسي إضافي للطلبة، وكذلك حجرة للمدرسين ومكتبة وغرفة للأمن، بعدها انتقلت وظيفة مدير لمدرسة مسهلة الابتدائية الجديدة، فعملت على تطويرها فأقمت بها هي الأخرى، حدائق خارج أسوار المدرسة للحفاظ على البيئة الخارجية للطلبة، وجددت المكتبة والمعامل، وجميعها من خلال المشاركة المجتمعية، بعدها انتقلت إلى مدرسة الجعفرية الجديدة الابتدائية، فطورت دورات المياه، وخصصت مساحة للصلاة، وجددت دهانات أسوار المدرسة من الداخل والخارج،  التعاون مع أهالي القرية، وفي فى النهاية انتقلت للعمل بمدرسة أبو الجهور الابتدائية، العام الماضي، واستطعت عمل إضافات داخلها، من تجديد الدهانات وصيانة الأثاث، وتجهيز السور الخارجى للمدرسة، وتطوير الفناء والملاعب، وتعليه البوابات الخارجية للمدرسة، حفاظا عليها من مياه الأمطار.

وأشار مدير مدرسة أبو الجهور الإبتدائية، إلى أنه يؤمن بأن الدولة تحتاج منا إلى نشاط، ولكل من يفكر في كيفية الارتقاء بها، فالاقتصاد المصري يحتاج إلى دعم مستمر، وأنه واجب على كل مصري في موقعه أن يقدم الدعم دون النظر إلى منصب أو مكان، حيث أن مصر في تحتاج إلى سواعد أبنائها المخلصين، والتفكير بعيدا عن الاستعانة بالإمكانيات الحكومية لأنها تعاني من قسور شديد وعجز في العمالة، لابد من تعويضه عن طريق جميع العاملين بكل المؤسسات، وأنه عندما يقوم بأي عمل لا ينظر إلى كونه مدير، بل أن تلك المؤسسة يجب علينا جميعا أن نتكاتف حتى نصل بها إلى بر الأمان، لنصل بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة.