فتوى تؤكد ارتداده عن الإسلام.. «محمد ناصر» ينكر السنة النبوية ويجاهر بالكفر (فيديو)
الإثنين، 09 سبتمبر 2019 01:00 م
محمد ناصر
عنتر عبد اللطيف
ما ديانة الإعلامي الهارب "محمد ناصر" مذيع قناة " مكملين" والذى يصر على اهانة الدين، ويسخر منه فى العديد من المواقف وآخرها قوله بعد إذاعة فيديو بعنوان "رسالة إلى الجيش المصرى" الذى نشرته دار الافتاء المصرية عبر صفحتها على فيس بوك، ليتساءل هل كان جند مصر أيام الرسول، وهل كانت مصر دولة مستقلة ولها جيش، زاعما أن مصر لم يكن لديها جيش مصرى فى ذلك الوقت ، وكان موجود حامية رومانية.
النبى محمد صلى الله عليه وسلم لنصر شهد ولمصر وجندها بالخيرية والنجاة من الفتن وقال فى حقهم "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض فقال له أبو بكر فلما ذلك يارسول الله؟، قال: أنهم فى رباط الى يوم القيامة" وفق موشن جرافيك بعنوان "رسالة إلى الجيش المصرى"، انتجته وحدة الرسوم المتحركة بدار الافتاء.
وفى نجاة جند مصر من الفتن قال صلى الله عليه وسلم "ستكون فتنة أسلم الناس فيها أو قال لخير الناس فيها الجند الغربى"، قاصدا الجيش المصرى.
فى الفتوى التى حملت رقم 2555 سأل أحدهم دار الإفتاء المصرية قائلا :"برجاء التكرم بإفادتنا رسميًّا وكتابيًّا عن مدى صحة هذه الأحاديث الشريفة:
1- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: حدثني عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».
2- «إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله».
3- «إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة».
المطلوب: حكم صحة الأحاديث معتمدة من حضرتكم، ومرفق طيه الطلب المقدم منا.
تقول دار الإفتاء نصا فى ردها على السؤال السابق ، وهو السؤال الذى أجباب عنه فضيلة الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتى الجمهورية قائلا:" مدار هذه الأحاديث على أن جند مصر هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم في رباط إلى يوم القيامة، وعلى الوصية النبوية بأهلها؛ لأن لهم ذمة ورحمًا وصهرًا، وكلُّها معانٍ صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفًا وخلفًا، ولا يقدح في صحتها وثبوتها ضعفُ بعض أسانيدها؛ فإن في أحاديثها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر الذي احتج به العلماء، وقد اتفق المؤرخون على إيراد هذه الأحاديث والاحتجاج بها في فضائل مصر من غير نكير.
ويجمع هذه المعاني: ما ذكره سيدُنا عمرو بن العاص رضي الله عنه وما أورده من أحاديث مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خُطبته الشهيرة التي خطب بها أهلَ مصر المحروسة على أعواد منبر مسجده العتيق بفسطاط مصر القديمة، وكان ذلك في أواخر فصل الشتاء، بعد أيام قليلة من (حميم النصارى) وهو خميس العهد عند المسيحيين؛ حيث كان يحض الناس في أواخر شهر مارس أو أوائل شهر أبريل على الخروج للربيع، وكان يخطب بذلك في كل سنة. وقد سمعها منه المصريون وحفظوها، وتداولوها جيلًا بعد جيلٍ، ودونوها في كتبهم ومصنفاتهم، وصدَّروا بها فضائل بلدهم، وذكروا رواتَها في تواريخِ المصريين ورجالِهم كابرًا عن كابرٍ، وأطبقوا على قبولها والاحتجاج بها في فضائل أهل مصر وجندها عبر القرون؛ لا ينكر ذلك منهم مُنكِرٌ، ولا يتسلط على القدح فيها أحدٌ يُنسَبُ إلى علمٍ بحديثٍ أو فقهٍ؛ بل عدُّوها من مآثر خُطَب سيدنا عمرو رضي الله عنه ونفيس حديثه، ولم يطعن فيها طاعن في قديم الدهر أو حديثه.
وقد أسند عمرو بن العاص رضي الله عنه في هذه الخطبة الحديثَ المرفوع في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأهل مصر خيرًا، عن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مِصْرَ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّةً».
وأسند أيضًا الحديثَ المرفوع في فضل جند مصر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ؛ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
وقد روى هذه الخطبةَ قاضي مصر الإمامُ الحافظ عبد الله بن لهيعة، ورواها عنه الإمامان الحافظان: أبو نُعيم إسحاق بن الفرات التُّجِيبيُّ، وأبو زكريا يحيى بن عبد الله بن بُكَير المخزومي. فأخرجها مستوفاةً من طريق إسحاقَ بن الفرات عن ابن لهيعة: الإمامُ الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم [ت257هـ] في "فتوح مصر والمغرب" (ص: 166-167، ط. مكتبة الثقافة الدينية) فقال: [حدثنا سعيد بن ميسرة، عن إسحاق بن الفرات، عن ابن لهيعة، عن الأسود بن مالك الحميرى، عن بحير بن ذاخر المعافري، قال: رحت أنا ووالدي إلى صلاة الجمعة تهجيرًا، وذلك آخر الشتاء، أظنه بعد حميم النَّصارى بأيام يسيرة، فأطلنا الركوع إذْ أقبل رجال بأيديهم السياط، يزجرون الناس، فذعرت، فقلت: يا أبت، من هؤلاء؟ قال: يا بنيَّ هؤلاء الشُّرَطُ. فأقام المؤذّنون الصلاة، فقام عمرو بن العاص رضي الله عنه على المنبر، فرأيت رجلًا ربعة قصد القامة وافر الهامة، أدعج أبلج، عليه ثياب مَوْشِيَّةٌ كأنَّ به العِقْيَان تأتلق عليه حلَّة وعمامة وجبَّة، فحمد الله وأثنى عليه حمدًا موجزًا وصلَّى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووعظ الناس، وأمرهم ونهاهم، فسمعته يحضُّ على الزكاة، وصلة الأرحام، ويأمر بالاقتصاد، وينهى عن الفضول وكثرة العيال. وقال فى ذلك: يا معشر الناس، إيَّاي وخلالًا أربعًا، فإنها تدعو إلى النصب بعد الراحة، وإلى الضيق بعد السعة، وإلى المذلَّة بعد العزَّة؛ إيَّايَ وكثرةَ العيال، وإخفاضَ الحال، وتضييعَ المال، والقيلَ بعد القال، في غير درك ولا نوال، ثم إنه لا بدَّ من فراغ يئول إليه المرء فى توديع جسمه، والتدبير لشأنه، وتخليته بين نفسه وبين شهواتها، ومن صار إلى ذلك فليأخذ بالقصد والنصيب الأقل، ولا يضيع المرء في فراغه نصيب العلم من نفسه فيحور من الخير عاطلًا، وعن حلال الله وحرامه غافلًا.
الإعلامي الإخواني الهارب "محمد ناصر" كان قد قال فى مقطع فيديو مثير للجدل عندما كان مذيعا فى قناة مصر الآن الإخوانية :" أنا شخص كافر بالدين الذي يعبده أحمد الطيب، والإله الذي يعبده محمد حسان، وإله علي جمعة، أنا كافر بإله الناس دي، لأنها تعبد ديانة جديدة اسمها الأزهر، وكعبتهم الأزهر".
وتابع ناصر: "الرسول أقنع الصحابة إن الإله اللي بيدعوه له إله رحيم منزل الرسالة لاحترام الإنسان" .
أضاف : " أنا كافر بديانة محمد حسان الذي لم يذرف دمعة على أي مصري مات في رابعة - وفق قوله - هؤلاء يحملون الإيمان اللئيم الإيمان اللي علي جمعة لو نسي يصلي الجمعة ممكن يتخبط في الحيط وأنا كافر بديانتك يا علي يا جمعة ويا أحمد الطيب لأنك اخترعتلنا الإسلام الوسطي أنا معرفش يعني ايه إسلام وسطي؟ حسب زعمه .
فما حكم من يلعب بالكلمات فى قضايا تمس العقيدة مثل الجهر بالكفر ولو على سبيل الاستدلال على وجهة نظر أخرى لاقناع البعض بها؟
تقول فتاوى اسلامية :" إن من قال كلمة الكفر - ولو مازحا - كفر؛ لقوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " التوبة: 6"
قال ابن العربي رحمه الله: لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جداً أو هزلاً، وهو كيفما كان، كفر؛ فإن الهزل بالكفر كفر، لا خلاف فيه بين الأمة. فإن التحقيق أخو العلم والحق، والهزل أخو الباطل والجهل، فإذا حصل الاستهزاء بالله، أو بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو بالدين من شخص عاقل، غير مكره، فإنه يكفر بذلك، ويعتبر ذلك ردة عن الإسلام.
وقال النووي في منهاج الطالبين: الردة هي قطع الإسلام بنية، أو قول كفر، أو فعل، سواء قاله استهزاء، أو عنادا، أو اعتقادا وقال الزركشي في "المنثور" : من تكلم بكلمة الكفر هازلا ولم يقصد الكفر، كفر.وفي " البحر الرائق " لابن نجيم الحنفي: من تكلم بكلمة الكفر هازلا، أو لاعبا، كفر عند الكل، ولا اعتبار باعتقاده، كما صرح به قاضي خان في فتاواه. ومن تكلم بها مخطئا، أو مكرها، لا يكفر عند الكل، ومن تكلم بها عالما عامدا، كفر عند الكل.
وأما إخفاء الإسلام فلا يصح إطلاق القول في التكفير به، بل لا بد من التفصيل فيه: فلو أن شخصا ما كان كان يقيم الشعائر سرا فلا يكفر بذلك، ولكنه قد يكون عاصيا إذا كان يفرط في صلاة الجماعة، أو كان يتظاهر بالوقوع في الكبائر. وأما إن كان لا يعمل شيئا من الشعائر، فهذا لا يتصور كونه مؤمنا حقا.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما في مجموع الفتاوى: ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنًا إيمانًا ثابتًا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج. ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته. فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح وقال - رحمه الله - في شرح العمدة: فإن حقيقة الدين هو الطاعة والانقياد، وذلك إنما يتم بالفعل، لا بالقول فقط، فمن لم يفعل لله شيئًا فما دان لله دينًا، ومن لا دين له فهو كافر وفق الفتوى .