سيناتور أمريكي يعد بفتح ملف «الإرهابية"».. هل ينتصر على تحالف «الدولة العميقة» والإخوان بواشنطن؟
السبت، 07 سبتمبر 2019 12:28 م
وسط اتهامات بوجود أطراف داخل أجهزة وإدارات حكومية تعرقل مساعى الرئيس دونالد ترامب وقدر لا يستهان به من أعضاء الكونجرس لإدراج جماعة الإخوان على قوائم الكيانات الإرهابية فى الولايات المتحدة الأمريكية، مجدداً عاد مصطلح الدولة العميقة للظهور داخل دوائر واشنطن السياسية.
التهم الموجة لـ"الدولة العميقة" أطلقها السيناتور تيد كروز والذى قدم مشروع قرار للإدارة الأمريكية لضم الإخوان على قائمة الإرهاب، حيث قال فى جلسة بمعهد هودسن بأمريكا: "هناك قوى فى الدولة العميقة بأمريكا تقف خلف عدم تصنيفهم".
وأضاف كروز بحسب ما نشرته شبكة سى إن إن: "الإخوان بتصرفاتهم ونهجهم وعملياتهم هم منظمة إرهابية، وهم لا يخفون ذلك، لا يخفونه فى وثائقهم التأسيسية، وعدد من حلفائنا بما فيهم مصر يصنفون الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لأنهم عاينوا ذلك بالدرجة الأولى، الإخوان قتلوا مسلمين بأعداد أكبر بكثير من اليهود والمسيحيين"، بحسب "سى إن إن".
وتابع كروز قائلا: "هى منظمة إرهابية أظهرت استعدادا لقتل أى شخص لا يتماشى مع نظرتهم العالمية الجهادية، علينا بالتأكيد تصنيفهم.. إنها القوى ذاتها فى الدولة العميقة بوزارة الخارجية ووزارة الخزانة التى تناقش وتقول لا تفعلوا ذلك، لا تصنفوا الإخوان".
ولا تعد اتهامات تد كروز الأولى من نوعها ، فمحاولات تصنيف الإخوان جماعة إرهابية ليست وليدة اللحظة، فمع دخول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب البيت الأبيض مطلع 2017، وتوليه السلطة شهدت الإدارة الأمريكية انقساماً هو الأعنف بين فريق ترامب ومستشاريه الذى يرى ضرورة إدراج التنظيم على قوائم الإرهاب، وفريق آخر ضم حينها وزير الخارجية الأمريكية السابق ريكس تيلرسون، يحاول إضافة قدر من الشرعية على الجماعة الإرهابية.
وقبل أكثر من عامين، حذر أحد المستشارين السابقين للرئيس ترامب، ويدعى ستيفن جوركا من "الدولة العميقة"، قائلاً فى تصريحات لوسائل إعلام أمريكية أن هناك مساعى جادة من قبل الرئيس ترامب لمسها بنفسه قبل أن يقدم استقالته، لمحاصرة دور الجماعة داخل الولايات المتحدة، وإدراجها على قوائم الإرهاب، إلا أن تلك المساعى كانت تجد عرقلة من أطراف ودوائر حكومية، مشيراً إلى أن وزارات ما داخل الإدارة الأمريكية تضم من لا يرغبون فى اتمام هذه الخطوة.
وأوضح جوركا، فى مقابلة مع موقع واشنطن فرى بيكون، منتصف عام 2017، أن أجندة الرئيس ترامب تم عرقلتها من قبل تيار من البيروقراطيين الحكوميين وبعض المعينين السياسيين المعارضين للسياسات الصارمة فى مكافحة الإرهاب واتباع نهج جديد فى مواجهة الحرب الاقتصادية الصينية.
وأشار إلى أن المعركة بشأن تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، كانت حامية لكنها تراجعت وسط الضغوط السياسية لأنصار الجماعة داخل الوكالات الحكومية والكونجرس والإعلام الأمريكى، واصفا الجماعة الإرهابية بأنها "الجد الأكبر" لجميع الجماعات الإرهابية.
وأوضح أن فى البداية كان السؤال الرئيسى يتعلق بما إذا كان يجب تصنيف فروع معينة من الجماعة أم الجماعة ككتلة واحدة. وتابع: "لقد قضينا عدة أشهر فى مناقشة الأمر، وبعد ذلك تحولنا فقط إلى الجمود البيروقراطى، وأولئك الذين يتعاطفون مع جماعة الإخوان وأفرادها داخل بطن الوحش دفعوا باستمرار إلى الوراء".
وتعهد جوركا فى الحوار الذى تم إجرائه بعد أسابيع من استقالته، بمواصلة العمل نحو تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية والعمل مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونجرس، فضلا عن السعى إلى توعية عامة للناس بالتهديد الذى تشكله هذه الجماعة. قائلا: "إن اللعبة لم تنته بعد".
واستقال جوركا من منصبه فى البيت الأبيض كنائب مساعد الرئيس وخبير مكافحة الإرهاب، بعد رحيل العديد من كبار مسئولى الأمن القومى الذين تمت الإطاحة بهم فى عام ترامب الأول داخل البيت الأبيض أو تهميشهم كجزء من محاولة لتغيير تركيبة البيت الأبيض من أصحاب التوجهات الجادة فى التصدى للإرهاب، على حد قول موقع "واشنطن فريبيكون".