شهادات من الداخل: خلافات وانقلاب في تنظيم داعش أدت إلى اختفاء البغدادي
الخميس، 05 سبتمبر 2019 07:00 م
في الفترات الأخيرة قبل تطهير العراق من تنظيم داعش، كشفت تقارير إعلامية عن خلافات حادة انفجرت في التنظيم الإرهابي، ووصلت إلى انقلاب قادة مقاتلين أجانب وعرب لاسيما المقاتلين التونسيين والسبب الأبرز لذلك كان اختفاء الإرهابى أبو بكر البغدادى وتأخر ظهوره على الساحة، بحسب اعترافات أفراده.
ما يجرى من خلافات تركت أثرها فى البغدادى الذى بقى على"هدوئه المعهود" وكان قد بان عليه التعب والإرهاق بحسب ما نقل مقرب منه فضلاً عن المشاكل الصحية والتى تمثلت بإجرائه عملية جراحية في إذنه اليسرى فى منطقة البوكمال السورية.
ونقل مجلس القضاء الأعلى فى العراق عن الإرهابى رباح علي إبراهيم علي البدري ابن عم زعيم تنظيم داعش الارهابى إبراهيم عواد إبراهيم على البدري "أبو بكر البغدادى" وابن خالته أيضاً، صديق الطفولة الذى عمل فى ما يسمى ديوان الزراعة من أهم الموارد المالية للتنظيم الارهابى يمثل اليوم أمام القضاء العراقى.
ونشرت مجلس القضاء العراقية اعترافات الإرهابى أمام محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب أبرز ما دار بينه وبين ابن عمه فى اللقاء الوحيد الذي جمعهما منذ إعلان ما تسمى"دولة الخلافة"، فيما أكد تعرضهم للمنع والتحذير كأقرباء للخليفة من محاولة التقرب له أو اللقاء به خشية من ملاحقته أو كشف مكان تواجده.
ويقول الارهابى رباح: "كنت مقرباً من البغدادى، نشأنا معاً منذ الطفولة وافترقنا نهاية الثمانينات عندما انتقل للدراسة فى بغداد حتى حصوله على شهادة الدكتوراة، وخلال تلك الفترة كنا نلتقى بين الحين والآخر".
ويضيف : "كان البغدادى هادئا وبعيدا عن الأفكار المتطرفة والمتشددة، اعتقل عام 2007 من قبل القوات الأمريكية ووضع فى معتقل بوكا، وخرج من المعتقل عام 2008 وعندها التقيت به وكان اللقاء الأخير قبل توليه خلافة ما تسمى (تنظيم الدولة الإسلامية) ولم يظهر عليه أي اختلاف في شخصيته"، مؤكداً "علمت بعد العام 2010 بأنه أصبح مطاردا لانخراطه في صفوف التنظيمات الإرهابية".
ويستطرد الإرهابى: "كنت أسكن قضاء الدور فى صلاح الدين في الوقت الذي أعلن التنظيم سيطرته على بعض المحافظات والمدن، وكان قد انتمى ثلاثة من أولادى الستة للتنظيم لأن أغلب سكان المنطقة التى نسكنها انتموا ورددوا البيعة وانتقلت بعد ذلك إلى أرض التمكين؛ ولاية نينوى ورددت البيعة هناك أمام شرعى الولاية والمكنى أبو مصطفى بيعات".
وأضاف الإرهابى : "عمل أولادى الثلاث فى المفارز العسكرية ضمن ولاية نينوى وأنيطت بهم واجبات ضد القوات العسكرية العراقية المتقدمة والاشتباك معهم بعد صدور أوامر من والى نينوى آنذاك بحل جميع التشكيلات الإدارية وتنسيب مقاتليها إلى المفارز العسكرية عند تقدم القوات لتحرير المدينة".
وأوضح أنه عند تحرير مدينة الموصل من قبل القوات العراقية انتقل المقاتلين بصحبة العائلات إلى ولاية الفرات، مشيرا إلى أنه عمل هناك فى ديوان وزارة الزراعة العراقية وبعد تقدم القوات لغرض تحرير محافظة الأنبار انتقلت عبر الحدود إلى سوريا منطقة شعفة تحديداً.
وعن محاولاته للقاء بابن عمه البغدادى يتحدث الإرهابى رباح قال: "تلقينا تحذيرات عديدة ومنعا من محاولة التقرب أو اللقاء بالخليفة أبو بكر البغدادى كأقرباء له من قبل شقيقه وهو المكلف بحمايته وحارسه الشخصى خشية من ملاحقته من قبل الأجهزة الأمنية أو معرفة مكان تواجده لذلك لم أفكر حتى بالحديث بالأمر".
ولفت رباح إلى أنه فى أحد الأيام خلال تواجده فى أحد الدور فى منطقة شعفة حضر الإرهابى أحمد شقيق أبو بكر البغدادى وحارسه الشخصى بصحبة شخص يكنى أبو هاجر وطلب منى الذهاب معه إلى مكان لم يحدده.
ويؤكد: "ركبت السيارة وقاموا بعصب عيناى حتى لا أتمكن من مشاهدة الطريق أو المكان الذى كنا قد ذهبنا إليه وبعد وصولنا إلى المكان وفتح عينى فوجئت بوجود ابن عمى وصديق الطفولة أبو بكر البغدادى ما شكل صدمة لى ومفاجأة كبرى لم أتوقعها قط".
ويوضح رباح: "كان البغدادى يقطن فى بيت بسيط صغير لا تتجاوز مساحته 150 متراً وكان بصحبته رجل عربى...بدأ يسألنى عن أخبارى وعن أحوالى ومصير الأسرة وطلب منى نقل العائلات إلى مكان آمن خشية من تعرضهم لمكروه كون المعارك أخذت تشتد فضلاً عن الخلافات التى بدأت تعصف بالتنظيم".
وقال الإرهابى: "أخبرت أبو بكر البغدادى أن هناك خلافات حادة عصفت بالتنظيم سببها اختفاؤك أو تأخر ظهورك على الساحة وإدعاء المقاتلين العرب بعدم وجود خليفة حتى أنه فى إحدى المرات أثناء ما كنا متواجدين فى أحد المساجد خرج أحد المقاتلين التونسيين وقال لا يوجد خليفة ؟ متسائلاً بصوت عال: أين الخليفة ؟ أين الخليفة ؟".
ونوه إلى أن البغدادى أخبره بالنص بأن التنظيم غرق بالأشخاص الذين يعملون ضده وأنه كان على علم بكل ما يحدث، مشيرا إلى أن الخلافات أخذت تشتد حتى تطور الأمر ليصل إلى مرحلة الانقلاب الذى قاده مقاتلون أجانب وعرب، مبيناً أن أبرز من كان يروج للخلافات ويدعى بعدم وجود خليفة هم التونسيون فى صفوف التنظيم.
وبين رباح أن "البغدادى كان قد بان عليه التعب والإرهاق وعلامات التقدم فى السن وكان يعانى من ألم نتيجة للعملية الجراحية التى أجراها فى أذنه اليسرى فى منطقة البوكمال السورية ".
وأضاف "لم يكن البغدادي بعيداً من منطقة شعفة السورية حيث استغرقنا من الوقت للوصول إلى المكان الذى كان يمكث فيه من 10 إلى 15 دقيقة من مكان تواجده لحين الوصول إليه ما يدل على أن المكان لم يكن بعيداً أو خارج المنطقة على الأقل".