ماذا قال «الإحصاء» عن انفاق المصريين 8 مليارات جنيه على السجائر والشيشة والمشروبات الكحولية سنويا؟
الأربعاء، 04 سبتمبر 2019 11:00 ص
يزداد عدد المدخنين سنوياً فى مصر، حتى وصل الآن لنحو 14 مليون مدخن فى الفئة العمرية من 15-65 عاما، وفقا لتقديرات السكان لعام 2017، وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والتى كشفت أيضاً، أن متوسط نفقات الفرد على شراء الدخان والمكيفات والمشروبات الكحولية يبلغ نحو 585 جنيها فى السنة، مستحوذة تلك النفقات على 5% تقريباً من إجمالى نفقات الفرد السنوية.
وهو ما يعنى أن متوسط نفقات المصريين على شراء السجائر والشيشة والمكيفات والمشروبات الكحولية يبلغ سنويا نحو 8 مليارات جنيه "14 مليون مدخن فى مصر × 585 جنيها متوسط نفقات الفرد الواحد = 8.190 مليار جنيه فى السنة".
يذكر أن أحدث الأرقام الرسمية الصادرة عن جهاز الإحصاء، أكدت أن 22.7% من إجمالى السكان فى مصر فى الفئة العمرية من 15-65 عاما مدخنين لمنتجات التبغ، وتشير تقديرات السكان لعام 2017 أن عدد السكان فى تلك الفئة العمرية يبلغ نحو 60.3 مليون نسمة، منهم حوالى 14 مليون مدخن بنسبة 22.7%.
وبحسب الأرقام الإحصائية، والتى رصدها الجهاز فى نتائجه ببحث الدخل والإنفاق والاستهلاك للمصريين لعام 2017/2018، يختلف متوسط ما ينفقه الفرد على شراء "الدخان" وفقا للشرائح الاجتماعية، إذ يبلغ هذا المتوسط عند الشريحة الأقل إنفاقا على التدخين 252 جنيها، بينما يبلغ بين الشريحة الأعلى إنفاقا 954 جنيها فى العام.
نفقات المصريين
يشار إلى أن متوسط نفقات المصريين "الأسرة الواحدة"، بلغ سنوياً – وفقا لنتائج هذا البحث- 51.4 ألف جنيه، بلغ متوسط نصيب الفرد من الإنفاق السنوى للأسرة على الطعام والشراب نحو 4562 جنيها بنسبة 37% من إجمالى النفقات السنوية، بينما بلغ متوسط الإنفاق على الملابس والأحذية 593 جنيها بنسبة 4.8%، ليأتى متوسط نصيب الفرد من الإنفاق السنوى للأسرة على الدخان والمكيفات 585 جنيها، كما هو مذكور عالياً.
وفى سياق متصل، يعد الشباب الأكثر تدخيناً من بين المدخنين، إذ أن 23.8% من الشباب فى عمر 25-44 عام مدخنون، كما أن متوسط سن بداية التدخين ينخفض إلى 15.9 عام للمدخنين الحاليين الذكور فى الفئة العمرية 15-29 سنة مقارنة بالفئة العمرية 60- 65 سنة، والتى يبلغ هذا المتوسط بينها 21.1 سنة، وهو ما يشير إلى شيوع التدخين فى الأعمار الصغيرة حاليا أكثر من ذى قبل.
التدخين بين الفتيات
وفى السياق ذاته، أكدت العديد من الدراسات انتشار ظاهرة التدخين بين الفتيات فى الآونة الأخيرة، خاصة فى فترة المراهقة، حيث أظهرت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أجرتها على طلاب المدارس الثانوية ركزت خلالها على نوع الجنس، أن معدل انتشار التدخين لأى نوع من التبغ بلغ 14.3% بين الطلاب، منها 21.4% بين الفتيان و 6.9% بين الفتيات.
ونوهت الدراسة إلى أنه بدعوى التحرر تلجأ الكثير من الفتيات إلى التدخين، كاشفة أن نسبة انتشار التدخين بين الإناث حاليا باتت أعلى من جميع الدراسات المماثلة السابقة، إذ بلغت 6.9% -كما هو مذكور عالياً- فى حين إنها كانت فى السابق 3.8% فى نتائج المسح العالمى للتبغ بين الشباب، ونسبة 1.9% فى مسح طالبات الجامعة و 0.5% بين البالغات فى المسح العالمى للتبغ بين البالغين.
ييذكر إنه قبل الميلاد بنحو 5 آلاف عام، ظهر فى العديد من الثقافات المختلفة حول العالم، ما عرف فيما بعد بـ"التدخين"، قديماً لازم التدخين الاحتفالات الدينية، مثل تقديم القرابين للآلهة وطقوس التطهير، أو لتمكين الكهنة من تغيير عقولهم لأغراض التكهن والتنوير الروحى، وبالغزو الأوروبى للأمريكتين انتشر تدخين التبغ فى كل أنحاء العالم.
وبرغم ما أثبتته الدراسات الطبية على مر العصور، بأن التدخين أحد العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض، مثل سرطان الرئة والنوبات القلبية، إلا أن أعداد المدخنين فى تزايد مستمر حول العالم خاصة فى الدول النامية، ففى عام 1990 كان عدد المدخنين 870 مليون مدخن، مرتفعا إلى 933 مليون شخص عام 2015، فيما يبلغ العدد حاليا نحو 1.3 مليار مدخن، بحسب منظمة الصحة العالمية.