تخيل: الزواج يحميك من أمراض تؤدي إلى الوفاة.. تعرف عليها

دخل الشاب السمين الثلاثيني إلى مجلس الأطباء المخصص لفحصه، وهو منحني الرأس محبطًا وعلامات إصابته المزاج الاكتئابي تعم على ملامح وجهه، وبينما يتفحص الأطباء المتنوع تخصصاتهم بين التغذية وأمراض القلب وحتى الصحة النفسية كافة التقارير التي تبين سوء حالته العضوية والنفسية، بدأت الدموع تنهمر من عيني الشاب حسرةً على حالته المرضية رغم سنه الصغير، وهو ما دفع الطبيب النفسي للتدخل ليخفف عليه الأمر، ويخبره أن مشاكله الصحية والنفسية لها حل واحد لا غير وهو الزواج، فتعجب الشاب لما سمع، إيمانًا منه عدم وجود علاقة بين حالته الصحية وحياته الشخصية.

ربما لا يظن البعض، أن هناك علاقة بين عدم الزواج والحالة الصحية، إلا أن الأمر يبدو حقيقيًا وواقعًا وفقًا لما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة، التي أكدت أن الزواج قد يحمي من الإصابة بالكثير من الأمراض المؤدية للوفاة.

أكد الموقع المتخصص في البحوث الصحية، أن الزواج يقلل فرصة الإصابة بالسكتات الدماغية، ويعزز القدرة على التعافي من هذا المرض عند الإصابة به.

وأوضحت دراسة نشرتها جمعية الطب الأمريكية في 2010، أن الأشخاص المتزوجين يتعافون من السكتة الدماغية بشكل أفضل وأسرع من غيرهم من غير المتزوجين، وخاصة إذا كانت العلاقة الزوجية سعيدة وبها الكثير من الرعاية.

تلك الدراسة ليست الوحيدة بهذا الشأن، فقد وجد باحثون بريطانيون، خلال متابعتهم لبيانات أكثر من مليوني بالغ من دول مختلفة، أن الزواج يحمي من تطور أمراض القلب المؤدية للوفاة، وأيضًا يبعد خطر النوبات القلبية.

وأثبتت الدراسة، أن الزواج السعيد يساهم في وقاية مريض القلب من الوفاة، رجوعًا لعدد من العوامل، أبرزها سرعة استجابة الشريك للمشكلات الصحية، والتذكير بمواعيد الدواء، وتأمينه ماليًا، والمساهمة في تنظيم حياته، ويضاف إلى ذلك بناء الصداقات وتعزيز أواصر العلاقات الاجتماعية.

وفي هذا السياق، كشفت أيضًا دراسة حديثة، أن الزواج يساعد على علاج الأشخاص المصابين بالأمزجة الاكتئابية، ناصحة الأشخاص المصابين بالاكتئاب بضرورة الزواج.