البحر الأحمر.. عاصمة عالمية لطاقة الرياح
السبت، 31 أغسطس 2019 12:00 ممحمد الزينى
البحر الأحمر تستحق أن يطلق عليها لقب «عاصمة طاقة الرياح» ليس فى مصر وإنما فى العالم كله، بعد المشروعات الكبيرة التى تشيدها الدولة فى الشريط الساحلى لإنتاج الكهرباء من الرياح، فى منطقتى الزعفرانة وجبل الزيت.
الأرقام تؤكد أن مصر تحصد 554 ميجا وات طاقة جديدة ومتجددة من مزرعة الرياح العملاقة بمنطقة الزعفرانة، والتى تعد أول محطة تم إنشاؤها لإنتاج الطاقة من الرياح، وتبلغ مساحتها 120 كيلو متر مربع، وتنتج ثلث ما ينتجه السد العالى، وتعد ثانى أكبر محطة فى شرق إفريقيا بعد محطة جبل الزيت التى تنتج 580 ميجا وات والتى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى العام الماضى.
وبداخل مزرعة الزعفرانة يوجد 700 توربينة، بإنتاج طاقة مختلفة، وهناك 105 توربينات تنتج 600 كيلو وات الواحدة منهم، و117 توربينة تنتج 660 كيلو وات و478 توربينة تنتج 850 كيلو وات، وهناك توربينات حديثة تنتج 2 ميجا وات، والمهم فى هذه المزرعة أن كل العاملين بها مصريون وعلى كفاءة عالية جدًا، ويبلغ عددهم 240 مهندسا وفنيا وعاملا، ويقومون بعمل الصيانة للتروبينات بكفاءة عالية، مضيفا أن طول التوربين يبلغ 55 مترًا.
كما أن هناك مزرعة جبل الزيت على ساحل البحر الأحمر والمقسمة على ثلاثة مشاريع، ويبلغ إجمالى عدد توربينات الرياح 390 توربينًا؛ إذ يضم المشروع الأول 120 توربينًا والثانى 110 والثالث 60 منها، وتصل الطاقة الإنتاجية للمحطة إلى 580 ميجاوات، وتحتوى المحطة على منظومة رادار لمراقبة الطيور المهاجرة، مهمتها إيقاف عمل التوربينات لدى مرور الطيور، وإعادة تشغيلها بعد ابتعادها.
وتعد هى منطقة خليج السويس بالبحر الأحمر التى تضم منطقة الزعفرانة وجبل الزيت، أفضل مكان على مستوى العالم لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، بسبب موقع جبال الحجاز بالسعودية فى المقابل مع جبال سيناء وسلسلة جبال البحر الأحمر، فيكونان نفق فى تلك المنطقة يعمل على زيادة سرعة الرياح، خاصة عند زيادة درجة الحرارة، حيث إن سرعة الرياح المناسبة لإنتاج الطاقة 6.5 متر فى الثانية، وأن الزعفرانة كانت 9.5 متر فى ثانية وانخفضت إلى 7.5 متر بسبب إنشاءات المبانى على ساحل البحر، بينما سرعة الرياح بجبل الزيت تبلغ 10 أمتار فى الثانية، وهذا المعدل الثابت على مدار اليوم.
ويؤكد الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، أن أهم التحديات التى واجهتنا فى إقامة مشروعات طاقة الرياح أن سوق العمل كان ينمو بشكل كبير وسريع، كما أن التكنولوجيات فيه تتطور بشكل سريع وهذا يتطلب حينما تطرح مناقصة تحصل على أعلى جودة وأقل الأسعار، موضحاً أن الدولة تنتج حاليا ما يصل إلى 1300 ميجا من طاقة الرياح أى ما يعادل 3% من إجمالى ما تنتجه الشبكة القومية للكهرباء، بخلاف المشروعات المستقبلية فهناك مشروع 250 ميجا تم طرحه كما إن هناك 500 ميجا أخرى وافق عليها مجلس الوزراء.