اليد والطائرة .. كنوز مصرية منسية

الجمعة، 30 أغسطس 2019 07:00 م
اليد والطائرة .. كنوز مصرية منسية
منتخب ناشئي مصر لكرة اليد
مصطفى الجمل

الفراعنة أول من عرفوا اللعبتين.. نقلة توعوية في تاريخ اليد والطائرة بعد الإنجازات المتتالية.. 20 ألف لاعب كرة يد في مصر.. و «تيدمان» الـ«handball» الأعظم 
 
الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب ناشئي مصر لكرة اليد، بتحقيقهم بطولة العالم، وما سبقه من إنجاز لمنتخب الشباب بحصدهم البطولة البرونزية في بطولة العالم، وما تبعه من إنجازات أخرى في مجال كرة الطائرة، وصعود منتخب مصر لدور الـثمانية في بطولة العالم القامة في تونس لأول مرة في تاريخنا، لفت الأنظار من جديد إلى الكنز المنسي في مجال الرياضة، وهو الرياضات الجماعية المهملة بدافع الاهتمام بأفيونة الشعب كرة القدم.
 
إنجازات منتخبات الطائرة واليد، أوجبت فتح ملف هذه الرياضات وأوجه إهمالها وما تحتاجه من جهد مادي وتوعوي، لتقترب في منزلتها من منزلة كرة القدم، التي لا يختلف اثنان على سوء إدارتها وانتقالها من فشل إلى فشل، في ظل أن الألعاب المهملة تكتب تاريخاً بأحرف من نور، وحال الاهتمام بها سيصبح لمصر شأن كبير بين دول العالم بسببها. 

أساسيات كرة اليد 
أوصل تجاهل لعبة شعبية ككرة اليد، إلى أن جماهير كثيرة كانت تتابع منتخب الناشئين في المباراة النهائية في بطولة العالم، ولا يعرفون أسسها ولا قواعد لعبها ولا العقوبات التي تتخللها، ولا حتى عدد اللاعبين المشكلين لكل فريق وطريقة لعبهم. 
 
كثيرون داخل القطر المصري، لا يعرفون أن فريق كرة اليدي تكون من 7 لاعبين (6 لاعبين و حارس مرمى)، وتتألف مباريات كرة اليد من شوطين مدة كل منهما 30 دقيقةً، وشأنها شأن كرة القدم، الفريق الذي يتمكن من تسجيل أكثر عدد من الأهداف في مرمى الخصم في نهاية شوطي المباراة هو الفريق الفائز، وفي البداية كانت تقام مباريات كرة اليد في أماكن خارجية، شأنها شأن كرة المضرب التي تقام على ملعب كرة القدم وكرة اليد الشاطئية، ومع تطور الأمر باتت  تقام في صالات داخلية مخصصة لذلك. 

أصل اللعبة 
مصر كانت من أول الدول التي استضافت كرة اليد في شكلها القديم، فعرفت هذه اللعبة في عصور الفراعنة، كما ظهرت في القرون الوسطى في فرنسا وفي إفريقيا القديمة، ومع بزوغ نجم القرن التاسع عشر، ظهرت مجموعة من الألعاب شبيهة بكرة اليد في شكلها الحالي، فكان في الدنمارك هناك لعبة تدعى Hazena، وفي أوكرانيا لعبة تدعى gandbol، ولعبة torball بألمانيا وألعاب مماثلة بأوراجوي. 
 
 وفي نهاية القرن التاسع عشر، بدأت تتشكل لعبة كرة اليد  على  صورتها الحالية وكان لأوروبا الشمالية الفضل في ذلك، فطورت الدانمارك وألمانيا والنرويج والسويد، من شكل اللعبة حتى أوصلتها لصورة أقرب للحالية. 
 
«هولجر نيلسن» الدانماركي واحد ممن لهم الفضل في رسم قواعد لعبة كرة اليد في شكلها الحالي، وبعد عام 1919، تم تطوير هذه القواعد على يد "كارل شيلينز"، وتم تطبيق هذه القواعد للمرة الأولى في مباراة كرة اليد للرجال التي أقيمت في عام 1925 بين ألمانيا وبلجيكا وفي مباراة كرة اليد للنساء في عام 1930 بين ألمانيا والنمسا.
 
عام 1928، تشكل الاتحاد الدولي لهواة كرة اليد، بينما تشكل الاتحاد الدولي لكرة اليد في عام 1946، وأقيمت أول مباريات كرة يد الملعب للرجال في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1936 في برلين بناء على طلب هتلر، وبعد ذلك، عادت اللعبة من جديد كواحدة من الرياضات الجماعية المقامة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1972 في ميونيخ.

مواصفات الملاعب 
اشترط الاتحاد الدولي لكرة اليد، في الملاعب التي تقام عليها مباراة كرة اليد أن يكون الملعب طوله 40 متر وعرضه 20 متر، ويقع الخط في المنتصف، ويوجد في الملعب مرميان يحاط كل منهما بمساحة شبه دائرية تقريبًا تعرف بمنطقة المرمى، والتي تحدد بخط يبعد بمسافة 6 أمتار عن المرمى، كما يوجد خط شبه دائري على هيئة نقاط يبعد عن المرمى بمسافة 9 أمتار، ويعرف هذا الخط بخط الرمية الحرة، وكل خط في الملعب يعد ظهر الشبكة الأصلية لتعزيزها.
 
مرمى كرة اليد عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل وعرضها 3 أمتار، وارتفاعها مترين. وينبغي أن يثبت المرمى بالملعب أو بالحائط من الخلف، وشبكة مرمى ملعب كرة اليد، يجب أن تكون متراخية حتى لا ترتد الكرة التي تدخل هدفًا إلى الخارج مباشرةً، وإذا لزم الأمر، يتم تثبيت شبكة أخرى بالمرم، ويحاط مرمى الهدف من الخارج بمنطقة تعرف بمنطقة المرمى، وتتحدد هذه المنطقة بواسطة دائرتي الربع، ويوجد حول الزوايا البعيدة لكل قائم في المرمى شعاع يبلغ طوله 6 أمتار وخط وصل موازٍ لخط المرمى، يعرف بخط السبعة أمتار، ولا يسمح إلا لحارس المرمى بالتواجد في هذه المنطقة. 
 
ومخصص لتبديل اللاعبين في ملاعب كرة اليد، منطقة خارج جانبي خط المنتصف على أرض الملعب، ويجلس على هذه المقاعد مدربا الفريقين ولاعبو الاحتياط والموقوفون، وكل منطقة تبديل ينبغي أن تكون قريبة من المرمى الخاص بكل فريق، وفي أثناء فترة الاستراحة ما بين الشوطين، يتم تبديل هاتين المنطقتين بين الفريقين، وعلى كل لاعب يدخل الملعب أو يخرج منه تجاوز خط التبديل الذي يعتبر جزءًا من الخط الجانبي للملعب ويمتد بمسافة 4.5 متر، بدايةً من خط المنتصف ووصولاً إلى المنطقة الجانبية الخاصة بكل فريق.

تاريخ اللعبة في مصر 
عرفت اللعبة طريقها في مصر عام 1942، وبدأن بمحاضرات كان يلقيها الدكتور محمد فضالي، في شعبة التربية البدنية، بالمعهد العالى للتربية للمعلمين بقصر السلطان حسين بالجيزة، وكان يقدم للدارسين بعض القواعد البسيطة عن لعبة كرة اليد، دون الدخول فى تفاصيل فنية كبيرة إلا فيما ندر. 
 
سنة 1944، بدأت مدارس حدائق القبة، تقر على طلابها ممارسة كرة اليد كأحد أنشطة المدرسة الداخلية، ثم لحقت بها مدارس الأورمان النموذجية عام 1948  بقيادة مدرسى التربية الرياضية كمال شلبى وعلى عبد المعطى وحسن فضالى ومحمد عجرمة، بعدها قام النادي الأهلي، بعرض اللعبة ضمن بطولة ألعاب القوى بالنادى الأهلي، وفي افتتاح مدرسة المدربين عرضت اللعبة فى المنيا وأسوان وبورسعيد  من خلال معسكرات معاهد التربية الرياضية، وقام معهد التربية بالقاهرة  بتنظيم مباراة استعراضية لكرة اليد لاعب بين فريق من ألمانيا  ومنتخب مدرسة الأورمان النموذجية ومن خلال هاتين المدرستين ظهرت الطليعة الأولى من لاعبى كرة اليد الذين تكون منهم أول منتخب مصرى لليد، وتأسس الاتحاد المصرى لكرة اليد عام 1957. 
 
وفى بداية الخمسيناتمن القرن العشرين تمت ممارسة كرة اليد فى معهد التربية البدنية المتوسط بحلوان، وظلت كرة اليد مختلطة بين 11 و 7 لاعبين  حتى قام الـستاذ حنفى مختار المدرس بالمعهد العالى للتربية البدنية للمعلمين بالهرم عام 54-55 بالتركيز على قواعد قانون كرة اليد لـ 7 لاعبين من خلال دراسته بالسويد، وتم تنظيم أول دورة لطلبة المعهد. 
 
سنة 1957 استقر القانون على 7 لاعبين، وبدأ العمل على تنظيم أول بطولة للجمهورية للرجال بنظام خروج المغلوب وبدأ الاتحاد في نشر اللعبة بإقامة العروض في المدن والمحافظات، وتولت الشرطة نشرها في الحدائق والميادين، وكانت مسابقة الدوري تتم بين الأندية من خلال المناطق فقط، وينظم الاتحاد الكأس على مستوى الجمهورية. 
 
بعد عام 62، حدث نوع من التقدم في مجال التدريب، وأسس مجموعة من القادة نظام المسابقات المحلية، وكانت بنظام خروج المغلوب الذى ساعد على أن  تفوز اندية القاهرة بالبطولات، وبشكل خاص نادي الجزيرة ونادى التوفيقية حتى عام 66، ثم دخل منافسا لهما الطيران والأهلي والأوليمبي، وعندما تغير نظام المنافسة من خروج المغلوب لدورى بدأت تخرج البطولة من القاهرة للاقاليم وفاز بها سموحة السكندرى  بالدورى عام 72-73  و 74-75 و 75-76، وظهرت اندية اخرى من الاقاليم فازت بالدورى مثل شبين الكوم 79-80 وبورسعيد موسمى 86-87 و88-89.  

اللاعبون المصريون 
هناك في مصر ما يقرب من 18 ألف لـ20 ألف لاعب، ويصال عدد الملاعب من 180  لـ 200 ملعب، وخبراء كرة اليد يرجعون الإنجاز الذي تحقق هذا العام فيما يخص المنتخب الأول ومنتخب الشباب ومنتخب الناشئين، يعود إلى تخطيط كبير ومنظم منذ عام 1990 وصاحب الفضل الأكبر في تلك المنظومة كان المدرب الألماني "باول تيدمان"، الذي وضع كرة اليد المصرية على الطريق الصحيح بعد وضع التأسيس المناسب، فالمنتخب المصري لم يكن له تاريخ يذكر في كرة اليد قبل عام 1990، فعلى المستوى القاري أقيمت بطولة إفريقيا قبل ذلك العام 8 مرات ولم تحصل مصر على لقبها ولا مرة، كان المنتخب الجزائري مهيمنا على القارة الإفريقية في كرة اليد وحصد لقبها 5 مرات مقابل 3 لمنتخب تونس، أما على المستوى العالمي فاكتفى الفراعنة بمشاركة وحيدة عام 1964 في بطولة العالم للكبار في دولة تشيكسلوفاكيا، وكانت خسارة المنتخب المصري في مبارياته الثلاثة منطقية بسبب فارق المستوى الذي ظهر في النتائج الثقيلة أمام منتخبات السويد والمجر وأيسلندا، وأولمبيا، لم يسبق للفراعنة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية ولا مرة منذ برلين 1936 وحتى سول 1988.
 
قام حسن مصطفى رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد في ذلك التوقيت بالتعاقد مع باول تيدمان من أجل النهوض بكرة اليد المصرية، كما وضع قوانين بدت غريبة في ذلك التوقيت بفرض اللاعبين أصحاب اللعب باليد اليسرى على الفرق من أجل التغلب على أزمة الطرف الأيمن، كما وضع سنا معينا لاعتزال اللاعبين دوليا والدفع بالشباب والناشئين كنظرة مستقبلية.
 
وقاد تيدمان المنتخب المصري لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر نجح فيهم في تحقيق لقب بطولة أمم إفريقيا مرتين عامي 91 و92، والتأهل إلى كأس العالم في السويد عام 93 ولم تغب مصر عن البطولة منذ ذلك الوقت.
 
ونجح منتخب مصر في تحقيق لقب أمم إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه عام 91 وكانت تلك هي حجر الأساس في تاريخ الإنجازات المصرية، فحقق الفراعنة الفوز على منتخب الجزائر المتوج باللقب الإفريقي 5 مرات سابقة ليفوز أخيرا بأمم إفريقيا، ولم يكتف تيدمان بذلك بل حقق لقب دورة الألعاب الإفريقية على حساب الجزائر أيضا.
 
وكان هناك إنجاز آخر في كرة اليد المصرية هذا العام بتحقيق فضية دورة ألعاب البحر المتوسط في اليونان بالخسارة من يوغسلافيا، كأول ميدالية للعبة في تاريخ البطولة.
 
تغيرت عقلية اللاعب المصري لكرة اليد تحت قيادة تيدمان، وبعدما كان الحلم الأكبر هو التتويج بلقب بطولة إفريقيا، أصبح حلم المشاركة في بطولة العالم هو الهدف الأكبر، ونجح المنتخب بالفعل تحت قيادة تيدمان في التأهل لبطولة العالم 93 في السويد ومنذ وقتها لم تغب مصر عن العالمية، وحقق منتخب مصر وقتها تحت قيادة تيدمان الفوز في المباراة الافتتاحية على حساب تشيكسلوفاكيا 21-20 في إنجاز تاريخي.

تذليل العقبات 
ومن جانبها وقعت شركة "برزنتيشن سبورت" اتفاقية رعاية منتخبات كرة اليد في مصر، بعدما شرفت الفرق المصرية بلادها في بطولات العالم المختلفة سواء للكبار (ثامن العالم) أو الشباب (ثالث العالم) أو تحت ١٩ سنة الحاصلين على الميدالية الذهبية وأول بطولة عالم الذين استقبلهم رئيس الجمهورية بعد حصولهم على البطولة.
 
تم التوقيع بحضور مجلس إدارة شركة "برزنتيشن سبورت" بعد إعادة تشكيله مؤخرا برئاسة منتصر النبراوي، وهشام نصر رئيس اتحاد كرة اليد ومؤمن صفا أمين صندوق الاتحاد.
 
واتفق مجلس إدارة برزنتيشن مع مجلس إدارة اتحاد كرة اليد على تذليل كافة العقبات السابقة للاتحاد والعمل على دعم اللعبة في مصر من خلال الدعم الذي توليه برزنتيشن بشكلها الجديد للرياضة المصرية.

الكرة الطائرة 
ومن كرة اليد للكرة الطائرة، لم يختلف الأمر كثيراً، فمراحل التعارف عليها وتطويرها في العالم ومن ثم مصر، متقاربة إلى حد كبير، فأول دولة مارست اللعبة بعد الولايات كانت كندا في عام 1900، وهي من الألعاب الشعبية في البرازيل، ومعظم دول أوروبا وبالأخص إيطاليا وهولندا وصربيا. 
 
تعود فكرة طيران الكرة في الهواء وإعادتها إلى قبل هذا التاريخ بـ 3000 سنة تقريبا قبل الميلاد،ودل على ذلك الآثار الموجودة في مقابر الفراعنة، وذكر حديثا أن الشعب الإيطالي عرف لعبة تشبه الكرة الطائرة خلال العصور الوسطى ثم انتقلت إلى ألمانيا عام 1893م وكانت تسمى "فوست بول".
 
يرجع منشأ الكرة الطائرة إلى "ويليام مورغان" مدرس التربية البدنية والمدير السابق لجمعية الشبان المسيحية بهوليود بولاية "ماسا شوسني" وقد أطلق عليها اسم "المينونيت" وقد شاهد هذه اللعبة "د. هالستيد"، واقترح تغيير اسمها إلى الكرة الطائرة، نظرا لأن الفكرة الرئيسية للعب هي طيران الكرة عاليا وخلفا، وأماما لعبور الشبكة وكان هذا عام 1895م. 
 
تعتمد لعبة كرة الطائرة، على إرسال الكرة من الفريق الأول ويتم استقبال الكرة من الفريق الثاني بشرط ألا يتعدى لمس الكرة أكثر من ثلاث مرات، إذا تم لمسها اكثر من ثلاث مرات أو في حالة لمس الشبكة تحسب نقطه للفريق الأول وفي، حالة الاستقبال السليم والإعداد الصحيح ومن ثم ضربة ساحقه أدت لسقوط الكرة داخل ملعب الفريق الأول، وتقام هذه اللعبة في ملعب مستطيل الشكل في وسط هذا الملعب شبكة يبلغ ارتفاعها  (2.43) متر. 
 
الكرة الطائرة تتكون من من ثلاث اشواط النتيجة النهائية لكل شوط 25 نقطة، وبذلك يعتبر الفريق فائزا في الشوط، لكي تعتبر فائزا في الشوط لابد أن يكون الفارق النقطي بينك وبين خصمك نقطتين. 
 
وتشهد كرة الطائرة في مصر، خلال الفترة الماضية، تطويراً على مستوى واسع، ويسعى منتخب الناشئين لتكرار إنجاز منتخب اليد، بعدما حسم منتخب مصر تأهله إلى ربع نهائي بطولة العالم لناشئي الكرة الطائرة بعد تخطي عقبة الفريق النيجيري، في البطولة التي تستضيفها تونس، بعدما نجح ناشئو مصر في تحقيق الفوز بثلاثة أشواط دون رد من نظيرهم النيجيري.
 
لم يجد لاعبو مصر صعوبة في إنهاء الشوط الأول بنتيجة 25-16، ورغم تقدم لاعبو نيجيريا في بداية الشوط الثاني، إلا أن لاعبي مصر انتفضوا لحسم الشوط بنتيجة 25-20.
 
وشهد الشوط الثالث قمة الإثارة خاصة في النقاط الأخيرة، لكن حسمه رجال المنتخب المصري بنتيجة 29-27، ليتأهل منتخب مصر إلى ربع النهائي من بطولة العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق